القضية الجنوبية باتت أشبه بالابن مجهول الأبوين!.. هكذا يعتقد حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 571 مشاهدات 0


الوطن

القضية الجنوبية.. العودة إلى المربع صفر

حسن علي كرم

 

كما دخلت القضية الجنوبية من بوابات مؤتمر الرياض وقبله المؤتمر الوطني اليمني في صنعاء وتحديدا في فندق الموفنبيك خرجت من المولد بلا حُمُّص..!
هناك من يدعي أنه يمثل الجنوب، وأنه يتحدث باسم أبناء الجنوب العربي بأعتبار أنه جنوبي وتاليا من حقه ان يتحدث عن القضية في المؤتمرات والمحافل الأقليمية أو الدولية دونما اعتبار ما اذا كان قد حصل على تفويض من الغالبية الشعبية الجنوبية أو غير ذلك، من هنا أعتقد بأنه باتت القضية الجنوبية أشبه بالابن مجهول الأبوين، هؤلاء المدعون التحدث باسم دولة الجنوب من غير تفويض شعبي أو أقله حزبي أو مناطقي أغلب الظن يمثلون أنفسهم ويسعون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب وأرواح المناضلين الحقيقين الذين يواجهون الجيش المحتل بصدور عارية لا يهابون الموت ولا يرضون العيش تحت ذُل الاحتلال، ولقد عبر عن صدق الكاتب وعضو الحراك المقيم في ألمانيا أحمد بن فريد عندما نعت الحاضرين من الجنوبيين الى مؤتمر الرياض وغيره من مؤتمرات بأنهم يسببون في تأخر حل القضية الجنوبية، ذلك ان القضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي فك الأرتباط عن الشمال وانهاء مظاهر الوحدة واعلان الاستقلال وغير ذلك هو تمييع وتسويف للقضية بل وتضييع لحقيقتها كوجود قائم.
من هنا نعتقد لم يخرج مؤتمر الرياض بأي حلول منصفة توحي بالفصل بين شمال اليمن كوحدة سيادية قائمة وبين الجنوب، وأن الشمال والجنوب دولتان كانتا مستقلتين دخلتا في وحدة جراء مؤامرة وخداع سياسيين بلا مقدمات أو دراسات تفصيلية عن مدى نجاح أو فشل أو ديمومة أو موافقة أو رفض شعبي البلدين للوحدة الاندماجية، فالوحدة دُبرت بليل وبأهداف تآمرية حاكها الثلاثي صدام حسين والملك حسين والمخلوع علي عبدالله صالح والمؤامرة كانت واضحة اثر احتلال الكويت من القوات العراقية وهي رسم خريطة جديدة حدودها العراق والاردن والجزيرة العربية..!!
لعل الحديث في هذا يطول وليس هو موضوعنا، بقدر ما يعنينا هنا التركيز على القضية الجنوبية التي خرجت من مؤتمر الرياض كما قلنا آنفاً من المولد بلا حُمُّص (!!) فالحاضرون من الجنوبيين الى المؤتمر قد حرصوا على ألا يخسروا شيئا، «فالمناصفة والمحافظة على النسيج الاجتماعي وحل قضية الجنوب» كما في اعلان الرياض لعله تحصيل حاصل بل هي مكاسب محققة للنخب الجنوبية الحاضرة للمؤتمر لا مكسب لشعب الجنوب ولا هو تحقيق لاماله باستعادة وطنه واعلان استقلاله.
في كل الاحوال الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه يجب ان يعاد بناؤها على اسس سليمة وصادقة، فالوحدات لا تبنى على أساس الغش والخداع، ما حدث في مايو(1990) كان غشا وتدليسا وخداعا ومؤامرة ثلاثية الأبعاد وثلاثية الأهداف، وبالتالي انكشفت المؤامرة وانهارت الوحدة على رؤوس المتآمرين، فالشعب هو الذي يقرر خيار الوحدة فهو صاحب المصلحة أولا وأخيرا، فالأوروبيون دخلوا في سياج الاتحاد بالارادة والرغبة الشعبية، وهذا ما ينبغي ان يحدث في أي سياق وحدوي، وعليه لا حل ناجعا وفاصلا لقضية الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه الا بالعودة الى الشعب واستفتائه على الوحدة أو الانفصال.
ان الجنوبيين قد دفعوا الكثير ولايزالون يدفعون على أمل ان يطل عليهم فجر جديد، ولعل فسحة الأمل لدى هذا الشعب المناضل مازالت موجودة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك