المعارضة قد تتحول إلى العنف والفوضى!.. وائل الحساوي محذراً

زاوية الكتاب

كتب 736 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  نريد معارضة حضارية لا فوضوية!

د. وائل الحساوي

 

يقول العلماء بأنه لا يوجد في الاسلام ما يسمى بالمعارضة، ولكن يوجد «المناصحة»، وهي ان يتوجه الناس مباشرة الى ولي الامر لمناصحته حول شؤون بلادهم وتصحيح الاخطاء.

لاشك ان هذ الاسلوب في ادارة شؤون البلاد هو الافضل ويحقق الاهداف دون ان يحدث التصادم بين الحاكم والمحكوم، ولكن ذلك مرتبط بمدى تفهم الحاكم وعلاقته مع شعبه، ولكن في ظل تداخل الامور وتعقد الحياة، ونزعة كثيرين من الحكام الى السلطوية والهيمنة على كل شيء، فإنه لابد من نشوء نمط جديد من انظمة الحكم تقبل بوجود المعارضة فيها بشكل منظم.

ما ذكرته في مقالي السابق من وصول المعارضة في الكويت الى اسوأ اوضاعها وتشرذمها، لا يعني اننا نفرح بذلك ونباركه، فالمعارضة تمثل الجناح الثاني لنظام الحكم في الكويت الذي لا تستقيم الامور من دونه، وقد شاهدنا كيف فشلت الحكومة في معالجة الخلل الكبير في البلد بعد ان تسيدت وهيمنت على جميع شؤون البلد في ظل غياب المعارضة، وبدلاً من أن تصلح الاوضاع الخاطئة فإنها قد ساهمت في انتشار الفساد وتغلغله في أوصال المجتمع،

يجب ان تعترف المعارضة بأنها قد فشلت في معالجة الامور وانها قد تسببت بكثير من التراجع الذي تعاني منه الكويت اليوم، ويجب ان تدرك بأن الاستمرار في هذا الاسلوب من الشحن العاطفي والاثارة والتهديد والوعيد الذي قد اثبت فشله، لن يجدي نفعا!

ان الشعب الكويتي غير راضٍ عن الاوضاع الحالية ما بين حكومة ضعيفة ومجلس امة أضعف، وما بين معارضة مفككة لا تمثل طموحاته!

ان القوى الوطنية والدينية اليوم مطلوب منها الالتقاء لبحث الاوضاع السياسية والاجتماعية في البلد، ثم الخروج بصيغة مشروع وطني للانقاذ ومطالبة الجميع بالالتزام به.

ان المطلوب من الحكومة ان تدرك بأن عدم تعاطف الشعب مع المعارضة اليوم لا يعني رضاها عن مساوئ الامور في البلد، فالحكومة تتحمل جزءاً كبيراً من اسباب الفشل، فلابد للحكومة كذلك من تغيير اسلوبها في معالجة الامور واشراك الكفاءات من الشعب في معالجة اوضاع البلد، ولابد من تحذير الحكومة بأن بقاء الامور على ما هي عليه قد يقود إلى نشوء معارضة اشد من معارضتنا القائمة، ومن يدري فقد تتحول المعارضة الى العنف والفوضى!!

ان عدم التصدي لملفات الفساد الكثيرة في البلد والتي قد اصبحت غولاً يهدد أمن الناس واموالهم من شأنه ان يفاقم في سخط الناس وتذمرهم وبالتالي تغذية التطرف والانحراف!!

من مآثر الفقيد

لا أريد أن أضيف على ما ذكرته آلاف الاقلام والتحليلات عن مآثر العم جاسم الخرافي - رحمه الله رحمة واسعة - ولكن اردت ان اتحدث عن بعض الجوانب الانسانية للفقيد، فلم يكن يترك مجلسا للعزاء في الكويت إلا وتجده من اول المعزين، وكان مبتسما دائماً لا يتكلم عن الناس إلا بخير، ومن منا لا يدرك حجم المشقة التي يتكبدها الانسان لكي يصل الى بيت من بيوت العزاء، فكيف بمئات البيوت، كذلك فقد كان الشباب الذي يعمل في مجالات العمل الخيري يحثون بعضهم البعض الى التوجه إلى العم جاسم لتمويل مشاريعهم الخيرية، حيث كان لا يكاد يرد احداً.

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك