انطلاق الانتخابات البلدية والإقليمية في إسبانيا

عربي و دولي

969 مشاهدات 0


بدأت اليوم عملية التصويت في الانتخابات المحلية والإقليمية التي تأتي في واحدة من أكثر المشاهد السياسية في اسبانيا تعقيدا لتشكل امتحانا صعبا للحزبين الرئيسيين في البلاد.
ويحق ل 35 مليون مواطن الادلاء بأصواتهم اليوم في الانتخابات البلدية في شتى المناطق الاسبانية لاختيار رؤساء 8122 بلدية في اسبانيا في حين يحق ل19 مليون مواطن المشاركة في الانتخابات الإقليمية التي تجرى في الوقت نفسه في 13 من اصل 17 محافظة اسبانية اذ تتبع أقاليم (كتالونيا) و(بلاد الباسك) و(غاليثيا) و(الاندلس) التي اجرت انتخاباتها للتو جدول انتخابي مستقل.
وسيتم اليوم أيضا انتخاب ممثلي مجالس مدينتي (سبتة) و(مليليه) التابعتين للتاج الاسباني ومجالس جزر (الكناري) في المحيط الأطلسي و(ايبيزا) و(مايوركا) و(مينوركا) في البحر الأبيض المتوسط فيما من المقرر ان يتم تشكيل جميع المجالس المحلية بحلول 13 يونيو المقبل.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم عند الساعة التاسعة صباحا على ان تغلق بحلول الساعة الثامنة مساء ليعلن عن النتائج الأولية قبل حلول منتصف الليلة علما ان أكثر من 90 ألف شرطي وحرس مدني سيعملون على ضمان حسن سير العملية الانتخابية.
وتعد تلك الانتخابات البلدية العاشرة في تاريخ الديمقراطية الاسبانية والأكثر تعقيدا لاسيما في ضوء انبثاق تشكيلتين سياسيتين جديدتين هما حزب (بوديموس) وحزب (ثيوتادانس) واختراقهما بقوة وبوقت قصير المسرح السياسي الاسباني لدرجة هددا معها توازن القوى بين الحزبين الرئيسيين الحزب الشعبي المحافظ والحزب الاشتراكي.
وتفيد استطلاعات الرأي التي أجريت في الفترة الأخيرة بأن الحزبين الجديدين (بوديموس) اليساري أي 'بإمكاننا' وحزب (ثيوتادانس) أي 'المواطنون' نجحا في الاستحواذ ليس فقط على اهتمام الناخبين المحتملين وإنما على القرار الانتخابي لكثير منهم مهددين بذلك إلى حد ما نظام القطبية السياسية السائد في اسبانيا منذ 40 عاما.
ومن الصعب توقع نتائج الانتخابات في مشهد سياسي معقد جدا في اسبانيا لاسيما ان استطلاعات الرأي أظهرت عدم استقرار القرار الانتخابي لدى الكثيرين فحينا يحتل (بوديموس) المرتبة الثانية من حيث عدد الأصوات المحتملة خلف الحزب الشعبي الحاكم ويهبط تارة إلى المركز الثالث تاركا المركز الثاني للحزب الاشتراكي المعارض في غضون أقل من شهر.
ورغم صعوبة التكهن بنتائج العملية الانتخابية فإن الأمر المؤكد في ضوء اتساع الخيارات السياسية هو ارتفاع المشاركة الانتخابية بمعدل قد يصل إلى خمس نقاط مقارنة بالانتخابات السابقة أي من نسبة 65 في المئة إلى 70 في المئة أو أكثر.
وحقق الحزب الشعبي الحاكم (بي بي) في الانتخابات الإقليمية السابقة التي أجريت في عام 2011 انتصارا تاريخيا إذ فاز بالأغلبية الساحقة في 10 من أصل 13 إقليم اسباني في حين مني الحزب الاشتراكي المعارض في ذلك الوقت بأكبر هزيمة تاريخية له بعد ان خسر بعض معاقله التاريخية.
وربما يتنبأ البعض ببداية عهد سياسي جديد وانتهاء نظام الحزبين السياسيين في اسبانيا (الحزب الشعبي المحافظ والحزب الاشتراكي) ولكن ذلك في الواقع أمر غير واضح المعالم بعد ولابد من الانتظار لمعرفة نتائج الانتخابات العامة التي ستجرى في البلاد بنهاية العام الجاري حيث ستكون لها كلمة الفصل.
ورغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الحزبان الجديدان (بوديموس) و(ثيوتادانس) والتي تنبثق بشكل أساسي من حالة السخط السياسي والاستياء من الأوضاع المالية في اسبانيا وارتفاع معدلات البطالة وتفشي فضائح الفساد السياسي فإن الحزب الشعبي الحاكم يتمتع بإخلاص جزء كبير من ناخبيه وبدعم القوى المالية والاقتصادية في اسبانيا في حين ان الحزب الاشتراكي متغلغل في 'دماء' الكثير من أبناء إسبانيا ما يجعل التنافس على أشده.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك