أوباما والتطمينات المعلبة لدول الخليج!.. بقلم وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 493 مشاهدات 0


الراي نسمات / رجعنا من كامب ديفيد بالكلام والصور! د. وائل الحساوي ارتسم في مخيلتنا صورة (منتجع كامب ديفيد) في الولايات المتحدة الأميركية بالفشل العربي، فقد وقعت اتفاقية كامب ديفيد في العام 1978 بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الكيان الصهيوني مناحيم بيجن باشراف الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر في منتجع كامب ديفيد والتي تخلت بموجبها الدول العربية عن موقفها المعادي لاسرائيل وبدأ مسلسل السلام والاتفاقيات مع العدو الى يومنا هذا. ثم تابعنا قمة كامب ديفيد بين الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات والرئيس الاسرائيلي ايهود باراك عام 2000 باشراف الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والتي دامت اسبوعين وتم اتهام عرفات بإفشالها. قمة كامب ديفيد التي جرت قبل اسبوعين بين الرئيس الاميركي باراك اوباما وزعماء الدول الخليجية الست، كانت مثار جدل ونقاش طويل حول مدى نجاحها او فشلها، فقد كانت القمة بدعوة من اوباما الذي وصل الى قمة الفشل في ادارة السياسة الخارجية للولايات المتحدة لأكثر من ست سنوات، ولم يبق له الا اقل من سنتين في الحكم يلاحقه فيها الجمهوريون لاسقاط حزبه من الفوز في الانتخابات المقبلة، و ورقتهم الرابحة هي اثبات فشله في ادارة ملفات الشرق الاوسط وتخبط سياساته. يكاد يجمع المحللون السياسيون بأن القمة قد جاءت لتعطي أوباما كل ما أراده، بينما رجعت دول الخليج بالكثير من الكلام والصور الفوتوغرافية، ويبررون رأيهم بالتالي: أولاً: أراد أوباما من القمة طمأنة الجمهوريين بأن اتفاقه مع إيران هو أمر حسن، والدليل هو موافقة دول الخليج وعدم اعتراضها على الاتفاق، كما أراد طمأنة نتنياهو بأن تخوفه من «نووي إيران» ليس في مكانه ما دامت دول الخليج المعنية بالموضوع راضية!! ثانياً: لم يعد أوباما دول الخليج بالتدخل لحمايتها في حال التهديد الايراني لها، وإنما تكلم عن إمكانية التدخل، وذلك يخضع لكثير من الأمور، بل رفض أوباما بيع دول الخليج كثيرا من الأسلحة النوعية وذلك لضمان تفوق إسرائيل عليها! ثالثاً: ذكر البيان الختامي للقمة بأن دول الخليج ستقوم بالتشاور مع الولايات المتحدة الأميركية إذا حدث شيء جديد في المنطقة، وذلك يدلنا على مدى انزعاج الأميركان من قيام دول الخليج بالتخطيط والتنفيذ لـ «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين دون التنسيق معهم. رابعاً: طمأن أوباما دول الخليج بأن الاتفاق النووي مع إيران لا يشكل خطورة عليهم بل هو من صالحهم، والحقيقة هي أن إيران قد تكون أخطر من دون سلاح نووي مثلما هي الآن، وأن الاتفاق مع أميركا سيتيح لها رفع الحظر عن 100 إلى 150 مليار دولار محتجزة مما يعطيها إمكانية أكبر لتهديد دول الخليج. خامساً: لقد كان اهتمام أوباما منصباً على الحرب على الإرهاب، ولم يتطرق إلى خطر الحوثيين في اليمن الذي يمثل قمة اهتمام دول الخليج، والدليل هو أن أميركا لم تدن التدخل الحوثي إلا من خلال الأمم المتحدة، وبدلاً من أن تتصدى لعدوانهم فإنها قد سارعت بغلق سفارتها في اليمن وسحب جنودها. أما على مستوى سورية والعراق، فقد احتضنوا نظام بشار الأسد ونظام المالكي ومنعوا سقوطهما وماطلوا في حل المشكلة إلى أن أدركوا بأن ثوار سورية وأهل السنّة في العراق قد ملّوا مماطلات الغرب ووعودهم وقرروا أخذ ثأرهم بأنفسهم!! في الوقت الذي ارتفعت فيه وتيرة مرشد الثورة في إيران وربيبه حسن نصر الله وأوسعا السعودية ودول الخليج شتماً وتهديداً، فإن أوباما جاء ليبعث التطمينات المعلبة لدول الخليج «لا تخافوا فأنا أقف معكم، ومن يرشكم بالماء سأرشه بالدم!».
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك