الحرب في العراق أصبحت طائفية وانتقامية!.. بنظر محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 473 مشاهدات 0


القبس

العراق لم يهدأ..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

عانى العراق كما قال المؤرخ كوركيس عواد من أقوام غرباء عن هذه الديار وبين ذوي الحق الطبيعي فيها وتسلطهم عليهم: كالروم والفرس والسلاجقة والصليبيين والمغول والعثمانيين والأوروبيين، فإن هؤلاء الأقوام، قد جاءوه من مشارق الأرض ومغاربها، كانوا يطمعون في الاستحواذ عليه، واستغلال خيراته، وطلب الجاه، والاغترار بالمجد.
يحز في النفس أن يكون العراق هكذا دهرا والعين تنظر إليه يمتحن امتحاناً وراء آخر، لا من هدوء له كما تهدأ العجماوات في ليلها البهيم، فأصوات المدافع والرصاص والذبح بأنواعه لم تتوقف، والمفخخات تقض الجفون الراغبة في النوم أو الهجعة القليلة بعد تعب وخوف واضطراب، والبشر هناك في هجرة من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه أو إلى خارجه في زرافات طفل وامرأة وشيخ كبير وشاب، تطواف دائم لا يستقر مع حمل المستطاع من لباس وفرش وأثاث وترك ما جمع في السنين الماضية في البيوت إلى اللصوص وتجار الحرب والذين يطردون الناس ويهجرونهم لأيام أو أشهر أو سنوات وعند عودتهم لا يجدون ما تركوه، بل تصل الحال إلى البيوت قد لا تكون قائمة على أصولها تقصف، تخرب بحجة من الحجج لإخفاء أثر أمر من الأمور على رأسها السرقة والنهبة وأخواتهما.
هل ما يجري محاولة إلى عودة الفرس الساسانيين، ولكن بلبوس الثورة أو الإسلام أو الحماية أو.. أو.. لا مشاحة في التسميات الاستعمارية؟!
كل ما يجري نهبة أو قسمة متوزعة بين الساسانيين والفرنجة وتجار الشنطة الطارئين، فمنهم من يريد الأرض، والآخر يريد ما في باطنها، والثالث تاجر الحرب المتكسب بينهما ومنها، فهو مثلهم، وإن كان مواطنا فالجميع استعمار ومستعمر ومنسق بينهما، مثل الراشي والمرتشي وبين هذا وهذا رائش.
لا تقل لي ستنتهي الحرب في العراق بعد أيام، سنوات لأن الحرب غدت ومنذ سقوط صدام، طائفية، عقدية، انتقامية، ولو انتهت بين هذا وذاك فلن تقف ضد المستعمر للأرض وما في باطنها فسيشعلونها ضدهما. والله المستعان.

• التاريخ لا يكذب
«التاريخ لا يكذب ولا يغش وحوادثه منقولة فهي صفحة ملساء صلدة، ولو أُهيل عليها التراب، أو غمرها فترة فستأتي الرياح فتذروها فتكشف عن الصفحة الملساء».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك