الإنسان الوطني لا يقع في فخ الفتنة!.. هكذا يعتقد خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 537 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  الإنسان الوطني لا يقع في فخ الفتنة

د. خالد عايد الجنفاوي

 

“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِ وَالتَقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَقُوا اللَهَ إِنَ اللَهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة 2).
أعتقد أن الإنسان الوطني لا يقع في فخ الفتنة لأنه يملك حساً وطنياً يحميه ضد كل ما يمكن أن يؤدي إلى إشعال الفتن في مجتمعه, فمن يمتلك عقلاً نيراً وراشداً وضميراً وطنياً حياً لا يقدم نفسه قرباناً مجانياً لبعض الأهواء الشخصانية, ولا تغريه فتن مزيفة تفبركها بعض عقول ضيقة, أو بعض قلوب مريضة, أو بعض أصوات سقيمة من خارج الوطن. الفتنة شر ما بعده شر وذلك لأنها يمكن أن تغشي بعض الأبصار وربما ستعمي بعض القلوب, إلا أنها لا تؤثر إطلاقاً على الانسان الوطني لأنه يحب وطنه ويخلص له ويحرص عليه حيث ترسخ وفاءه لوطنه في قلبه وعقله منذ صغره.
الإنسان الوطني يدرك خطر الفتنة لأنه يعرف ما انتهت إليه أوضاع بعض المجتمعات التي أصابتها نار الفتنة, فالمواطن الحق حذق وفطن ولا يقع من تلقاء نفسه في فخ الفتنة, فهو لا يريد أن يجر وطنه لشرور البلابل والفتن والاضطرابات, بل سيعمل ما يستطيع لحماية وطنه ومجتمعه من كل ما يمكن أن يؤثر عليهما سلباً, فالوطني لا يباشر الفتنة ولا ينساق إلى خطاباتها التفريقية, فبوصلته الوطنية والأخلاقية السوية ترشده دائماً لما فيه مصلحة وطنه.
الإنسان الوطني هو من يقعد عن الفتنة ويبتعد عنها ولا يباشرها ولا يتطلع إليها ولا تؤثر عليه إغراءاتها وأكاذيبها وتهويلاتها المفبركة.
الفتنة ستأكل الأخضر واليابس لأنها ستُغيِب عقول بعض المتوهمين وتستبدلها بالطيش والاستهتار والتناحر العقيم وتدفع ضحاياها إلى أن يحفروا قبورهم بأيديهم ويحرقوا مجتمعاتهم بنوازعهم الأنانية والشخصانية, ولا يمكن لأي إنسان وطني نبيل أن يقبل حدوث الشر في وطنه الذي ولد وتربى ونشأ فيه, وتشرب عقله وقلبه ثوابته الوطنية وتقاليده المتسامحة, فالوطني هو من رسخ حب وطنه في فؤاده وهو من يحفظ وطنه من كل أذى وشر استطار في بعض المجتمعات, وأحالها خراباً بأيدي بعض أبنائها الواهمين, والعياذ بالله, فمن يستهين بأمن مجتمعه, ويتجشم إطلاق أو ترديد بعض الخطابات التأجيجية بقصد بث الفرقة والتشتت في النسيج الاجتماعي يحاول بث الإثم والعدوان, وسيكون أول ضحايا الفتنة, والعياذ بالله.
لا يقبل الإنسان الوطني دعوات الفرقة والتشتت, فأمن وطنه أغلى عنده من كل ما تطلقه بعض الحناجر المتشققة وبعض الالسن المفلوقة.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك