الكويت أمة عذبت من بلد جار!.. يكتب محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 542 مشاهدات 0


القبس

تاريخ أميركا!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

لم أجد حين بحثي في شتى العلوم، ومنها علم التاريخ، لا سيما تواريخ البلدان والأمم، أن بلدا أو أمة شطبت أو أهملت من تاريخها فترة من الفترات، سواء كانت لها أو عليها، أي انتصار في حرب أو خسارة فيها، إلا الكويت، فقد شطبت أو قل أهملت فترة الغزو العراقي لها، مع أن المؤرخ عبدالعزيز الرشيد في «تاريخ الكويت» ذكر الذي للكويت وعليها في المعارك التي خاضتها، مع أن هناك مآخذ على بعض المعارك وشخوصها ولكنه ذكرها بكل إنصاف وتجرد.
في منهج التاريخ المقرر في الثانوية الأميركية أو دبلومها مادة «التاريخ الأميركي»، الذي طبع عام 1993 في طبعته الثانية، والذي ألفه بول روبرتس وكنت قد درسته في نيل الدبلوم هذا من ولاية بنسلفانيا، ذكر في الصفحة 395 حروب أميركا أو تدخلاتها في الدول، فقرة 14 تحت عنوان «الكويت»، فذكر احتلال العراق للكويت ودور الأمم المتحدة (الدول) وعلى رأسها أميركا في تحريرها.
إذاً الأميركان لم يهملوا هذه المشاركة في تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي، وأرادوا بيان ذلك لطلاب هذه المرحلة (الثانوية) وتعريفهم من خلالها بدور بلدهم في حماية الأمم ومساعدتها إذا طلبت منه تلك المساعدة في فقرة في الكتاب ليست بالطويلة.
لا أعرف ما الغضاضة من ذلك أو السبة والعيب من ذكر ذلك؟ فما حدث في مدة سبعة أشهر ليس حديثا يفترى أو هو من قبيل الهزل، فقد ماتت فيها أنفس وعذبت أخرى في سجون الكويت والبصرة وبغداد وغيرها، وما زال من عذب يعاني جراءها الأمراض والعذابات المتنوعة منذ تلك الأيام، وأملك في مركزي من الوثائق عشرات «الألوف» التي تثبت الجريمة الكبرى التي جرت في بلد عربي اسمه الكويت كان همه منذ استقلاله تطييب خاطر هذه الدولة ومساعدة تلك والسعي في مصالح الشعوب واطمئنانهم وأمنهم وأمانهم بالخيرات والمسرات وبكل ما أوتيت من بذل نفس ونفيس.
الكويت أمة عذبت من بلد جار، دينهما واحد، ولغتهما واحدة، ابتلعت في ساعات، الكويتيون يتحسرون قبل الاحتلال وبعده وإلى اليوم ويقولون: هذا ونحن في مساعدة دائمة للعرب والمسلمين وغيرهم فكيف إذا لو كنا عادينا هذه الدول، فماذا سيكون مصيرنا بعد ذلك؟ والله المستعان.

• في رحمة الله
«كل نفس ذائقة الموت» يرحم الله الرئيس جاسم الخرافي رجل التواضع والرحمة والوجه الباسم الضاحك، وجعل أعماله الخيرية في ميزان حسناته، اللهم آمين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك