'داعش' جماعة كاملة الدسم!.. برأي محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 484 مشاهدات 0


القبس

'داعش' واستغلال حماسة الشباب..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

لماذا «داعش» اليوم؟ واستمرار انتشارها بين الدول (العراق وسوريا) ولبنان تارة بمساعدة جبهة النصرة، وتارة ضدها، وقبل فترة تعديها على قوات الأمم المتحدة على جبهة الجولان السورية ـــ الإسرائيلية! والأغرب سكوت إسرائيل وقت احتجاز أفراد من الأمم المتحدة أياماً؟! واليوم تخطف الرمادي من الجيش العراقي ليكون ذلك ربما مبررا لدخول الإيرانيين، كما تم ذلك في اليومين الماضيين من اتفاق عراقي إيراني!
من منظوري السياسي المتواضع أن هذه الجماعة جماعة كاملة الدسم، يعني وراءها مستفيدون غير الأميركان دول، بل تؤازرها وتعينها وتسهل مهامها من الدول الآنفة الذكر، وأما عن ضرب الأميركان لها ضربات «دلع» فلا يهم ذلك، أي أن يموت بضعة من أفرادها، قلت كاملة الدسم هناك من هو مستفيد منها استفادة لا متناهية، وأضعف الإيمان إن لم نقل إن هناك من يوجهها من الدول التي ذكرت، وأنها جماعة قد أسست نفسها بنفسها لمحاربة الأميركان في العراق، فقد أصبح «داعش» اليوم كما «القاعدة» في أفغانستان بالأمس، تأسس لمحاربة الروس ثم الأميركان أو إقامة الدولة الإسلامية، كما يزعمون، إلا أن مصالح الأميركان والدول الغربية توافقت مع برامج الجماعتين وتسير وفق المخطط المعد مسبقاً. فبدلاً من تأسيس جماعات جديدة ويأخذ ذلك وقتاً وجهوداً يأتي استثمار هذه الجماعات لمصلحتها! فــ «داعش» اليوم كما الأمس قد خدم الأميركان والغرب وإسرائيل والدول المتسترة خدمة كبيرة جاهزة، أو قل قدمت وجبة كاملة الدسم.
فقد استطاعت هذه الدول أن تدفع به لتخريب الدول وتشويه الإسلام بصور متعددة في الأعمال الإجرامية والفساد الذي تقوم به.. فإذا كان الإسلام أمر أتباعه بالرأفة بالحيوان وبإحسان الذبحة في أضاحي العيد الأكبر وألا تذبح الذبيحة أمام أختها، فمن باب أولى أن يكون ذلك في البشر والأسرى وغيرهم، وأما عن السبايا من النساء وتوزيعهن عليهم أو بيعهن فهذا وحده يحتاج إلى مقالات ومقالات.
ثم إنهم في كل ذبحة أو قصاص أو حرق كما فعل بالطيار الأردني يصيحون بأصوات عالية عاش الإسلام، هذا حكم الإسلام تم تطبيق حكم الإسلام!! وكل ذلك حتى يسمع العالم كله ويرى كما يصورون له بشاعة المسلمين وإجرامهم.
ناهيك عن القضايا الكثيرة والممارسات الاأخلاقية والاإنسانية التي يقومون بها في اليوم والليلة وكثرة المنخرطين معهم من شباب غر قد أخذ فيهم الجانب الحماسي والشدة والغلظة وعدم التفكير ما أخذ منهم حتى نسوا الله تعالى في أعمالهم البشعة فأنساهم أنفسهم.
كيف نصف هؤلاء وقادتهم الملثمين ذوي الألقاب؟! تتار جديدة، أم نسخة مطورة من خوارج النصف الثاني من القرن الأول الهجري؟ أم نازية جديدة لا تراعي، لأي دين أو خلق أو ضمير إنساني أي رؤية أو اهتمام!
أما حماسة الشباب المنخرطين معهم فهي من أخطر الحماسات وأبشعها، ولن تتوقف لأنها إفراز تربية مجتمعات حرمان وفقر وفاقة وظلم وتهميش. والله المستعان. 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك