هل المهم مصلحة البلد أم المناكفات السياسية؟!.. عبد العزيز الفضلي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 456 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  ميزانكم أعوج

عبالعزيز صباح الفضلي

 

المواقف، التصريحات، الممارسات، تكشف لك بسهولة حقيقة معادن الأشخاص أو الأحزاب أو التكتلات.

وهل هي بالفعل نزيهة وصادقة، أم كاذبة ومخادعة وذات وجهين.

بعض الجامية على سبيل المثال، من الممكن أن يهاجمك ويحاربك إذا انتقدت منكراً ما، فقط لأنك لست على منهجه وتفكيره، لكنه وبسرعة البرق سيتحول إلى المديح والثناء إذا قام ولي الأمر بمحاربة المنكر نفسه!!

والأمثلة على ذلك كثيرة، ولعل من آخرها هجومهم على من انتقدوا الكاتبة بنت آل الشيخ عندما كتبت كلاماً مخالفاً لأحكام شرعية، ثم تحولوا إلى المديح عندما أمر المسؤولون في المملكة بمحاسبتها.

صورة أخرى من صور التناقض تراها في موضوع تعيين وزير التجارة والصناعة الدكتور يوسف العلي في منصبه، فالرجل كفاءة في عمله ومشهود له في تميزه وقدراته، فهو يحمل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، والماجستير في القانون الاقتصادي تخصص دولي، وعمل في منصب مفوض هيئة أسواق المال، ومديراً للإدارة القانونية في غرفة تجارة وصناعة الكويت، وشغل منصب أمين عام مركز الكويت للتحكيم التجاري في غرفة التجارة، وهو عضو مجلس التحكيم الدولي لدى غرفة التجارة الدولية، وغيرها من المناصب ذات الصلة بمركزه الحالي، ومع ذلك تجد البعض يهاجم تعيينه ليس لعدم كفاءته وإنما ادعاء بأنه منتمٍ للإخوان أو الحركة الدستورية، أو كانت له آراء سابقة في أحداث سياسية معينة!

يا جماعة أخبرونا هل المهم عندكم مصلحة البلد أم المناكفات السياسية؟ وهل تقييمكم للشخص مبني على أفكاره أم كفاءته؟ وهل كانت لكم نفس المواقف عندما تم تعيين أشخاص في مناصب تعلمون علم اليقين بأنهم لا يستحقونها، ولكنكم التزمتم الصمت، أو الأدهى قمتم بالثناء والمديح عليهم فقط لأنهم من «ربعكم»؟

موقف آخر نخاطب فيه المتطرفين من كلتا الطائفتين السنة والشيعة، فبعد التفجير الإجرامي الذي وقع في مسجد بلدة القديح بمحافظة القطيف والذي قُتل فيه أكثر من عشرين شخصاً بينهم طفل في الخامسة من عمره، والمصابون أكثر من مئة وجدنا من يبارك هذا العمل الإجرامي!

وفي المقابل، تجد كثيرا ممن استنكر هذا الفعل الإجرامي، يرقص طرباً على القتلى والشهداء الذين يقعون في تفجيرات تطول مساجد السنة في العراق، أو يبرر قتل النظام السوري المجرم للمدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ في مختلف المناطق السورية فقط لاختلافه المذهبي أو الطائفي معهم!

لا يمكن لمن يحمل مثل هذه الأفكار، أو ينظر للأمور بعين عوراء، أو يزن المواقف بميزان مائل أن يبني وطناً أو ينشر خيراً، أو يُعمّر بلداً، بل سيظل عنصر تأزيم، ومعول هدم، وأداة تخريب، تطول البلاد والعباد.

لنتعامل بالإنصاف، ولنجعل المصلحة العامة فوق الخاصة، ولنتذكر أن الله تعالى مُطّلع على سرائرنا وخبايا قلوبنا فهو الذي «يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور».

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك