يكتب تركي العازمي عن 'ترهل' المستوى القيادي في الكويت

زاوية الكتاب

كتب 598 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  كم إسكافياً صار معلماً بيننا؟

د. تركي العازمي

 

في مقال للزميل أسامه غريب معنون بـ «الإسكافي مدرساً» نشر في الوطن بتاريخ 23 نوفمبر 2010 تحدث عن تحول إسكافي «يعمل بتصليح الأحذية أجلكم الله» إلى مدرس في إحدى مدارس الكويت فقط لأنه يتحدث اللغة الإنجليزية!

وذكرني في هذا المقال زميل لي ورغبت في مشاركتكم برأيي حول تلك الحادثة... أو الكارثة إن صح التعبير!

أولا... نعلم بأن مسألة الكفاءة والجدارة غير مأخوذ بها عند التعيين في مؤسسات الدولة العام منها والخاص والأخطر من التعيينات تلك المتمثلة في اختيار القياديين من منصب وزير٬ وكيل٬ وكيل مساعد٬ مدير عام٬ رئيس تنفيذي... إلخ.

هم ينظرون للمنصب الشاغر من منظور أنه يجب أن يرشح له شخص وفق مرئيات معينة ومحاصصة ومصالح، وقليل جداً من تم تعيينه وفق مبدأ الكفاءة والجدارة!

فالناس عندما تشتكي من سوء الخدمات وتأخر المشاريع و«الرشاوى» التي تحدث عنها وزير التربية إنما هي من إعداد وإخراج من لا يفقه مبادىء القيادة والإدارة وهي ليست مقصورة على الإسكافي الذي تحول إلى معلم فقط لأنه يجيد اللغة الإنجليزية... فكم إسكافي «قياسا على ما جاء في ذلك المقال» قد أصبح قيادياً!

القيادي الذي يهبط بالـ«البراشوت» فقط لأنه تسلح بنفوذه/واسطته/ ثقله الاجتماعي أو لأن المصالح التي يمكن أن تجنى من خلال تعيينه «تلعب دورها»... هذا القيادي لا يصح أن يطلق عليه قيادي إطلاقاً لانعدام معايير القيادة وعدم توافر الكفاءة والجدارة لديه!

لا اجتهاد في الموضوع.. الواقع يثبت لنا ذلك، فكثيرٌ من المناصب القيادية قد تم منحها لأشخاص لا علاقة لمؤهلاتهم بها، ولا خبرة إدارية أو قيادية لديهم فمن الطبيعي أن تستمر حالة «التيه القيادي»!

يقول صاحبي... و«بعدين»؟

أنا والله العالم لا أستطيع التنبؤ بشيء فكل الوقائع التي أتابعها تشير إلى أن الكويت ماضية على نهجها «شوية» للجماعة هذه و«شوية» للجماعة ذيك وأنت ماشي... فمن يتحدث عن معايير وكفاءة وجدارة فهو إما إنه لا يعلم بواقع الحال أو أنه يعتقد بأن عامل المساءلة بعيد عنه... وفي الإسكافي عبرة، وكم إسكافي آخر تم تعيينه في منصب قيادي وأعني بإسكافي أي شخص لا ترتبط مؤهلاته وخبرته بالمنصب الذي يتم إنزاله عليه يعني من باب التشبيه ليس إلا!

راجعوا الأسماء... وتفحصوها من قبل جهة محايدة٬ وبعدئذ ستعلمون ماذا نقصد من مقالات تنشر حول ضعف المستوى القيادي، ولسنا الوحيدين وهنا الطامة الكبرى فقد سبق وأن ذكرت ذلك شركة ماكينزي العالمية في تقرير رفعته للحكومة في العام 2004

صحيح أن أسماء القياديين تتغير والطريقة تكتيكياً تختلف لكن المبدأ واحد كما أشرنا أعلاه ولن تتحسن أحوالنا في ظل هذه الطريقة والمشكلة أنهم٬ أصحاب القرار٬ يشاهدون بأم أعينهم النمو الذي تشهده الدول من حولنا لكن لا حياة لمن تنادي!

وكي لا أطيل عليكم... تذكرت عبارة ذكرت في إحدى المجلات العام 2008 «حالة الفساد في الكويت ميئوس منها»، والدليل المؤشرات العالمية ومقارنة إنتاجية مؤسساتنا العام منها والخاص بمثيلاتها في الدول المجاورة وهذه الجزئية تؤكد «ترهل» المستوى القيادي لدينا حيث لا رؤية لا كفاءة لا خبرة لا معايير اختيار لمعظم قياديينا.. والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك