عن شهر رمضان وبنك الصيف!.. يكتب محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 486 مشاهدات 0


القبس

رمضان والصيف..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

يدخل شهر رمضان المبارك هذه السنة في بنك الصيف، وقد بدت أمارات الحر مبكراً، ولكن لا يضير الصائمين، فكل شيء بأجره. وأنا هنا لا أتكلم عن الكبار، ولكن عن صغارنا الذين يصومون رغبة منهم وطوعاً حتى لو لم يصلوا، أو صلوا فرضاً وتركوا آخر، فهم يحبون أن يتبعوا الكبار بتصرفاتهم كلها، ويريدون أن يثبتوا قدراتهم على الصيام، وعلى الآباء تركهم وما يحبون، لا يلزمونهم بالصيام ولا يمنعونهم من القيام بذلك، فقد كنا مثلهم عندما كنا صغارا نتسابق على الصيام، وإن لم تكن لدينا القدرة على هذا وذلك لإثبات قوتنا أمام والدينا وأقراننا، مع الفارق بين تلك الأيام التي ليس فيها تكييف ولا ثلاجات وغيرها من وسائل الراحة والنعيم الذي نتمتع به اليوم ـ ياالله من فضلك ـ ليس في أنواع الأجهزة المتوافرة في كل أمر من أمور حياتنا فقط، وإنما ما نتمتع به من خيرات وبركات ما تنتجه بلدان الدنيا من منتوجات زراعية ومصنوعات متنوعة تصل إلينا أولاً بأول غير منقوصة ولا ممنوعة، حتى ان الفرد منا لو تمنى الشيء أو ابتغاه طلبه في الحال عن طريق هاتفه أو عن طريق الانترنت وغيرهما من أجهزة التواصل الاجتماعي، الأماني والطلبات تتحقق بسرعة من دون عناء أو الذهاب إليها وهذا هو الفرق الكبير بين تلك الأيام وهذه.
كانوا في الماضي ـ كما ذكر أهل التاريخ ـ يصفون أشهر الصيف من شدتها بأوصاف متراكبة عليها مثل حزيران (يونيو): حزيران عمبار الهوا. وتموز (يوليو): بتموز اشرب الماي بالكوز. آب (أغسطس): آب اللهاب، يحرك البسمار بالباب. ويقسم شهر آب إلى ثلاث مراحل: أول عشرة من آب تحرك البسمار بالباب، وثاني عشرة من آب تقلل الأعناب وتكثر الأرطاب، وثالث عشرة من آب تفتح من الشتا باب، أيلول (سبتمبر) قتلني أيلول بحره، رحمة الله على آب ببرده. تشرين (2-1) بين تشرينين صيف ثاني، قال القائل:
انقضي مارت (مارس) فاكسر خلفه كوزا واحفل بتموز إن أدركت تموزا
ذكرني حلول شهر رمضان هذه السنة في شهر يونيو، حيث في كل عام ينزل حتى يدخل في الشتاء، حيث قصر النهار وطول الليل، وهو الذي وصفه نبينا بقوله: «الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة». والله المستعان.
• العورات
«من يشق جيب الناس شقوا جيبه».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك