يكتب تركي العازمي: لا تساهم في شهرة 'الأغبياء'!

زاوية الكتاب

كتب 640 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  لا تساهم في شهرة 'الأغبياء'!

د. تركي العازمي

 

من المخالف للواقع أنك تتوقع مردود خير من «الأغبياء» سواء كانت توقعاتك في محيطك الاجتماعي أو المؤسساتي لأن «الغباء» عندما يلتصق كصفة بشخص ما فالتصور الطبيعي أن أفعالهم ستكون مجافية للواقع أو المفروض عمله أو التلفظ به!

وجنوحك للتهدئة «الترفع عن هرطقة الغبي» مفيدة ضمن الحدود الشخصية لكن إذا توسعت إساءة «الغبي» تصبح مشكلة لأن ما تراه ليس بالضروري مشابه لما يستوعبه الآخرون وإن كان الغباء قيادياً فتوقع الكارثة تلو الآخرى!

هذه مقدمة «فلسفية» تستنج من متابعه إسقاطات «الأغبياء» ولا أقصد «المتظاهرين بالغباء».. فالمتظاهرون بالغباء وإن منحوا صلاحية وهم يعلمون الحق ولا يؤدونه ويعرفون «الصح» ولا يتبعونه فبلا شك فآثارهم في غاية السلبية ليس على مستوى الأفراد فحسب بل ستتأثر المؤسسة التي يقودونها وإن كانوا مسؤولين عن قيم المجتمع فـ «سلم عليه»!

بدأت بهذه المقدمة بعد قراءة مشاركة نقلها لي أحد الزملاء عن مصدر مطلقها عبدالله النعيمي.

يقول عبدالله النعيمي «في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبي انتشرت في الآونة الأخيرة لوحات تحذيرية مكتوب فيها Stop making stupid people famous ومعناها «توقف عن جعل الناس الأغبياء مشهورين»، فالدفع بالتافهين إلى واجهة العمل الاجتماعي والإعلامي هو جريمة بحق الأجيال الناشئة (انتهى الاقتباس).

وأحيانا كثيرة تدفع الإنسان مواقف معينة لإبداء رأيه وأنا من سائر خلق الله: فما الدافع بعد قراءة هذه المداخلة المنقولة؟

الشاهد أننا سواء اقتنع البعض أم لم يقتنع نعاني من وسط إعلامي واجتماعي وقيادي «مشوه» أخلاقيا... بحيث صار من يتقدم الصفوف و«يبرز» في المشهد من هو غير أهل له... وسنتقبل الأمر لو أن أصحاب القرار لا توجد لديهم خيارات لكن الثابت أن الخيارات من خيرة «الشباب والشابات» متوفرة لكن إما غباء لقصر نظرهم ومستوى ثقافتهم المحدودة أو «لتغابٍ» منهم تحت مؤثرات معلومات ذكرناها في مقالات عدة (سوء الاختيار من واسطة ومصالح ومحسوبيات ومحاصصة وفئوية و... هلم جرا)!

وما أثارني يتلخص في حادثة شخصية.. عند زيارة لوالدتي في مستشفى العدان التي ترقد فيها لمدة تتجاوز الشهر لعلاج التهاب أصاب عينها اليمنى... وجدتها نقلت لفحص عينها اليسرى، وعندما حاولت فهم الوضع لم أجد من تبرير يتقبله العقل، وعند الطلب منهم تحويلها إلى مستشفى البحر كي لا تسوء الحالة ظهرت لي علامات «الغباء القيادي»... وحاولنا الاتصال بقياديي الوزارة لكن خطوطهم «مغلقة»!

وفي ذات اليوم وصلت الرسالة بعد نقاش اتضح من خلاله أنهم «لا يختارون الصح» وكأنهم يريدون إصابة الناس بمرض ليس تعمداً لكن «هذا حدهم»!

طبعا هذا النوع من «الأغبياء» لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلهم لأن النتيجة الحتمية هي خسارتك لصحتك لكن لا حياة لمن تنادي!

وفي ذات اليوم أيضا تابعت ما يعرض على قنواتنا الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وثبت ما نبهت إليه الدول الغربية من «صناعة الاستهبال حيث الأخلاق تنحدر٬ الذائقة تتشوه٬ الثقافة تتسطح٬ القيم تتلاشى٬ وجيل بأكمله يضيع»!

إن الحل بين أيدينا أفراداً٬ مسؤولين٬ ومؤسسات المجتمع بأكمله معني بمعالجة فورية لهذا الانحدار الذي تولى أمره «الأغبياء»!

أعينونا في إعادة مجتمع يتمتع أفراده برعاية صحية طيبة٬ خدمات أفضل... ولا ترددوا قول الشاعر:

لقد أسمعت إذ ناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي

فكلنا مسؤولون...والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك