حان الوقت لنشر المبادئ الوطنية!.. يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 412 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  اللهم ارحم شهداء مسجد الإمام الصادق..!

د. تركي العازمي

 

في يوم جمعة من شهر رمضان الفضيل ودعت الكويت شهداء مسجد الإمام الصادق... ندعو الله عز شأنه أن يرحمهم بواسع رحمته ويلهم ذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان..!

لا فرق بين سني وشيعي.. حضري وبدوي في حادثة هزت الكويت وأحزنت أهلها أميرا وحكومة وشعباً، وقد آلمنا هذا الحدث الذي أقدم عليه من لا يخاف الله ولا صلة له بالدين الإسلامي، فعم الحداد وطابع الحزن على فقدان مصلين في يوم عظيم وشهر كريم.

دموع تذرف وقلوب حزينة وعقول متماسكة بوحدتها الوطنية أكثر مما مضى وهي أكبر رسالة لكل من يريد السوء بهذا المجتمع المتماسك بين فئاته في أحلك الظروف.

في مقال الأحد السابق المعنون بــ«في رمضان.. ماذا نريد أخلاقيا ؟!» ذكرت فيه بحادثة حصلت إبان غزو الكويت ولم أتمكن من إضافة فاجعة مسجد الإمام الصادق، حيث المقال قد ذهب للنشر لكنني ذكرت فيه «... ان نعمة الآمان هبة من المولى عز شأنه وتحتاج إلى شكر فلا مال ولا جاه ولا منصب ولا أي مصلحة دنيوية تنفع لأي منا لو تركنا المجال للبعض ممن أرخى العنان لحصان لسانه فيقذف هذا ويطعن بذاك وآخرون يرددون ما قيل وما يذكر ويشتركون بالإثم وتحديدا في مواقع التواصل الاجتماعي».

والإضافة التي كنت أرغب في نشرها بالمقال السابق هي إنني أذكر أنه في شهر ديسمبر من العام 1990 ذهبنا للتطوع مع الجيش الأميركي وكنا خليطاً ما بين سني وشيعي وحضري وبدوي وكان الهدف الأساسي المشاركة لعودة الكويت المغتصبة، ولم تكن بيننا أي مؤثرات مذهبية.. كان الجميع منسجماً مع المبادئ الوطنية (الوحدة الوطنية) وهي التي ميزت المجتمع الكويتي عن سواه من المجتمعات.

أعتقد بأنه حان الوقت لحث الحكومة والمجلس والمجتمع لنشر المبادئ الوطنية الصرفة والتركيز عليها من خلال وزارتي الإعلام والشباب ومؤسسات المجتمع المدني... هذا من جهة.

ومن جهة أخرى أرى أن وزارة التربية مطالبة بغرس المبادئ الوطنية ضمن المنهج كفصل إضافي وتحديداً في المرحلة الابتدائية، وأن يكون ضمنها توعية الصغار حول خطر آفة الإرهاب والمخدرات وغيرها من المواضيع التي تُعنى بتنشئة جيل محصن وطنياً وأمنياً.

ولا شك أن وزارة الداخلية مطالبة بحفظ الأمن والأمان وأعتقد إنها مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتعيين عدد أكبر من الشباب وأن يتم تخصيص فرق مهمتها متابعة آفة المخدرات من «شبو» وغيره بين فئات صغار السن التي تستدهفها الفئات الضالة، وكذلك الحال بالنسبة للمجاميع المتطرفة التي يجب أن نحمي فلذات أكبادنا من الاستماع إليها وحتى الاقتراب منها.

إن الحياة ودوراتها أهدتنا دروساً عظيمة وحادثة تفجير مسجد الإمام الصادق كان آخرها وعلينا أن نتعلم من الدروس لخلق جيل حاضر وجيل قادم محصن وطنياً من خلال إستراتيجية أمنية اجتماعية واضحة المعالم والأهداف وهو ما طالب به ولي الأمر سمو الأمير حفظه الله ورعاه.

رحم الله شهداء مسجد الإمام الصادق وحفظ الله الكويت وشعبها الوطني المتراص الصف في أحلك الظروف من كل مكروه.. والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك