زايد الزيد يكتب عن #اطردوا_البدون:

زاوية الكتاب

حملة مسعورة استفردت بهم بكل دناءة رغم تنوع هويات المجرمين

كتب 3994 مشاهدات 0

من الأرشيف

الخلاصة

 

«اطردوا البدون»..!

 

زايد الزيد

مع إعلان وزارة الداخلية بشكل رسمي عن القبض على مجموعة من المشتبه بهم في حادثة التفجير الارهابي لمسجد الامام الصادق، انطلقت دعوات مشبوهة ومسعورة جاءت بعنوان «اطردوا البدون» عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد اخواننا في المواطنة وهم «الكويتيون البدون» بذريعة ان متهمين اثنين في الحادثة وهما مالك المركبة والسائق الذي اوصل الانتحاري المجرم من فئة «الكويتيين البدون».

ونقول لأصحاب تلك الدعوات العنصرية الكريهة واللا اخلاقية تجاه اخواننا في الوطن وفي الانسانية «الكويتيين البدون» ان الارهاب لا دين له ولا وطن، كما انه لا يرتبط بأي جنسية او عرق او جنس، فالكويت شهدت العديد من الجرائم الارهابية التي قام بها اشخاص من جنسيات مختلفة فضلا عن ارتكاب بعضها من جانب مواطنين، فلذلك لا توجد هناك علاقة اصلا بين الهوية والارهاب الذي يأتي ليقتل ويدمر ويشرّد ويسفك الدماء، من دون ان يعرف هوية هذه الضحية او تلك، وليس ادل على ذلك سوى ان هذه الجريمة الارهابية النكراء كان من بين ضحاياها اثنان من الشهداء «الكويتيين البدون» احدهما هو الفنان القدير «عبدالحميد الرفاعي».

ان الأمر الغريب في هذه الدعوة المشبوهة انها استفردت - بكل خسّة وحقارة - باخواننا «الكويتيين البدون» على الرغم من ان المشتبه بهم في هذه الجريمة خمسة اشخاص «حتى الآن» اثنان منهم مواطنان كويتيان وثالث سعودي والرابع والخامس هما من «الكويتيين البدون»، وهذه الحقيقة وحدها «اي تنوع هويات المشتبه بهم» اكبر وأقوى رد على تلك الدعوة المشبوهة.

وبرأيي ان هذا الحادث يفترض ان يدفع بالعقلاء في الدولة والمجتمع - اكثر من اي وقت مضى - الى تبني سياسات عادلة تجاه قضية «الكويتيين البدون» باعطاء كل ذي حق حقه والبدء في التجنيس للمستحقين وهم غالبية هذه الفئة، فالظلم واستمرار سياسة التسويف والمماطلة امر خطير للغاية على الأمن الوطني للدولة، خصوصا ان المنطقة برمتها تتنازعها حركات الارهاب والتطرف، والبلد احوج ما يكون لتماسك مكوناته الداخلية لصد المخاطر الخارجية او التقليل من آثارها على اقل تقدير.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النهار- مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك