أنور الرشيد يوجه رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي

زاوية الكتاب

كتب 1123 مشاهدات 0



رسالة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي

تبني مشروع الدولة المدنية مقابل مشروع الدولة الدينية

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رعاك الله

بداية أتمنى من الباري عز وجل ان يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وأتقدم لك وللشعب المصري العزيز بخالص العزاء لما تتعرض له مصر من تفجيرات إرهابية.

فخامة الرئيس

استمعت يوم أمس لتصريحاتك التي ذكرت بها بأنك ستغير القوانين الإجرائية لكي تًسرع بتنفيذ القصاص بالإرهابين الذين يقوموا بإعمال إرهابية وهي مدانة بطبيعة الحال.

هنا يافخامة الرئيس اسمج لي ببعض من الكلمات لعلها تكون فاتحة خير عليك وعلى مصر العزيز على قلوبنا التي تؤكد الكثير من التقارير بأنها مستهدفة من قبل قوى خارجية وداخلية لهد كيانها وتفتتها وأدخلها بحرب لا يعلم إلا الله إلى أين ستفضي ، والمؤكد بأنها ستفضي لدماء غزيرة عزيزة علينا وعليك وعلى الشعب المصري ، لذلك يا فخامة الرئيس لعلني في هذه الرسالة التي ارجو أن تصل لك أن أذكرك بقاعدة تم استخدامها طوال تاريخ مصر منذ الفراعنة حتى 25 يناير 2011م وهي قاعدة استخدام القوة بمعالجة قضية سياسية ورغم الخبرة المصرية الكبيرة والطويلة باستخدام هذه السياسة إلا انها لم تفضي لنتيجة وها هي مصر حتى اليوم تعاني من الاضطرابات وهي تتجدد بتجدد الأجيال مع الأسف.

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي

المعضلة الحقيقة والأساسية التي تمر بها مصر وبقية الدول العربية هي غياب المشروع المدني وأنت يا فخامة الرئيس قبل عام ذكرت بأنك سوف تتبنى مشروع تجديد للخطاب الديني وهذا المشروع لم يرى النور حتى هذه اللحظة ولم يلتف حوله أحد وقد ضاع على ما يبدو وسط زحام الأحداث والتطورات المتسارعة والتي حتما ستفضي لمزيد من الأزمات.

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي

المشكلة الحقيقة التي تمر بها مصر وجميع الدول العربية هي بعدم وجود مشروع يمكن أن يلتف حوله المجتمعات، فلو لاحظت فأن الجماعات الدينية بكل أطيافها لديها مشروع يجذب له الشباب ومن كل الأعمار والفئات من طلبة مدارس حنى أساتذة جامعات ليس حباً وأيماناً بذلك المشروع ولكنه مشروع يبث الأمل في النفس التواقة لمستقبل أفضل وهذا ما يمنون أتباعهم به لذلك تجد لغاية هذه اللحظة شعور التحدي للوصول لتحقيق هذا الأمل موجود بنفوسهم رغم قوة القمع والقوة التي تًستخدم لثنيهم عن تبني هذا المشروع الذي يولد بأنفسهم الأمل.

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي

أننا في المنطقة العربية كل انظمتنا الحاكمة لا تملك مشروع دولة الذي يخلق الأمل والذي يجعل المواطنين يلتفون حوله ويدعمونه ويدافعون عنه ومن أجله حتى بأرواحهم كما يفعل الإرهابين الذين يدافعون عن أمل سيُفضي به للجنة ، لذلك لا مناص يا فخامة الرئيس من أن تترك عنك هذه الحلول الأمنية التي ستزيد الأمور تعقيدا وانهيارا تاما للدولة وهذا ما لا يتمناه احد ، ومخرجك الحقيقي من هذه الأزمة هي بتبني مشروع دولة وهذا هو الأمل الحقيقي والمستقبلي وهو مشروع الدولة المدنية ، هنا ستجد بأنك بالفعل دخلت التاريخ من أوسع ابوابه وستجلب لمصر الأمن والأمان وسيلتف حوله كل شباب ورجال ونساء مصر لابل كل الشعوب العربية التي تتطلع لمثل هذا المشروع لكي ينقذها من بحور الدماء التي تغوص بها كل يوم حتى وصلت الدماء لشحمة الأذن العربية.

وفي النهاية أرجو أن تصل رسالتي هذه لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأن يفكر بها جهازه السياسي والأمني على الأقل ويناقشها ويبحث بها بشكل جدي فمصر بالنسبة لنا نحن كعرب مصر قلب العروبة النابض ولا نريد لهذا القلب أن يتوقف عن النبض ويدخل مرحلة غاية بالتعقيد ، ويفكر هذا الجهاز بان بالفعل كل المعالجات الأمنية لم تفضي لأمن وإنما لمزيد من التدهور وأن تبني مشروع يعد بأمل مشرق هو خير وسيلة لمواجهة مشاريع الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية الذي تطرحه الجماعات الإسلامية.

وختاماً أتقدم بأحر التعازي لفخامة الرئيس ولحكومته وللشعب المصري بوفاة النائب العام وأدين تلك العمليو الإرهابية بأشد عبارات الأدانة.

أنور الرشيد

رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني

الآن - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك