الكويتيون كالأشجار لا يموتون إلا واقفين!.. بنظر بهيجة بهبهاني

القبس

تحت المجهر  /  نحن الكويتيين كالأشجار.. لن نموت إلا واقفين

أ.د بهيجة بهبهاني

وقع تفجير انتحاري يوم الجمعة الموافق 2015/6/26 في مسجد الإمام الصادق في وسط مدينة الكويت بمنطقة الصوابر أثناء صلاة الجمعة، ويتسع المسجد لحوالي 2000 مصلٍّ وتسبب الانفجار في وقوع 27 شهيدا و227 مصابا بين المصلين. اراد المجرمون التكفيريين ان يزرعوا في نفوس الكويتيين الكراهية بعضهم لبعض، ويوغروا صدور بعضهم على بعض، وخاب ظنهم وفشلوا فشلاً ذريعا في تحقيق هدفهم، فتكاتف حضرة سمو امير البلاد مع شعبه، وزيارته الفورية الى موقع الحادث الاجرامي من دون حراسة ومن دون خشية من تداعيات الانفجار - وهذا الامر لم يحصل سابقا في اي دولة بالعالم - بلسم لقلوبنا المفجوعة المحروقة على الاعتداء على بيت من بيوت الله في كويت الامن والأمان في يوم جمعة في شهر الصوم الفضيل، كانت زيارة سموه كسيل من الماء العذب البارد الذي ازال من نفوسنا لهيب مشاعر الحزن واطفأ بقلوبنا نيران الحرقة على اهلنا ومنهم اطفال وشباب وكبار السن الذين استشهدوا واصيبوا من دون ذنب، الا ان يقولوا ربنا الله. ولم يهدأ بال والدنا حفظه الله، فأمر بإقامة ديوان العزاء بالمسجد الكبير للدولة، فألغى بهذا جميع الفوارق بين المذاهب، وكان سموه في مقدمة اهالي الشهداء مع الشيوخ والوزراء واعضاء مجلس الامة في تقبل العزاء وشاركت نساء آل الصباح مع اهالي الشهداء في تقبل العزاء من النساء في صالة اليوسفي. وتابع والدنا سمو الامير المفدى رعايته الابوية لأهالي الشهداء واضافهم الى سجل شهداء الكويت ابان فترة الغزو العراقي على وطننا الحبيب عام 1990، وذلك تحت رعاية مكتب الديوان الاميري ممثلا بمكتب الشهيد، وكذلك امر سموه حفظه الله، الجهات المعنية بالدولة بإعادة بناء وترميم مسجد الامام الصادق الذي تم تفجيره من قبل مجرمي الارهاب ليعود كما كان ليؤدي به ابناء المذهب الجعفري فريضة الصلاة كعادتهم. فهل بعد هذه الوقفة الابوية الشجاعة من والدنا الغالي حفظه الله والذي اختاره العالم قائدا للإنسانية، ألا يحق لنا نحن الكويتيين ان نكون كالأشجار لن نموت الا واقفين بعزة وكبرياء وافتخار؟ فجذرونا منذ القدم تمتد عميقا في سجلات التاريخ وتجعلنا نقف بصلابة امام عواصف الزمن وأعاصيره، اللهم احفظ وطننا وارحم شهداءنا. آمين يا رب العالمين.