تهذيب النفس هو المدخل الرئيسي للإصلاح!.. هذا ما يراه تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 366 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  تهذيب النفس.. مدخل للإصلاح!

د. تركي العازمي

 

حثّ الإسلام على تهذيب النفس البشرية والتدريب على اكتساب أخلاقيات وطنية صالحة وهي الوسيلة المثلى لبلوغ حالة العدل والأمن والأمان.

في وطني الكويت٬ قبل أكثر من عقدين من الزمان كنت أتصور أننا فهمنا مكامن الخلل في المنظومة الإدارية والقيادية والاجتماعية والسياسية.. ويبدو لي أنني قد أخطأت التقدير لكن الحمد لله على كل حال.

التهذيب أو الاستبصار هو المدخل للإصلاح الاجتماعي والذي أرى أن مدخله يبدأ من إصلاح المنظومة القيادية والكادر الاستشاري.

فالقيادي المتمكن يحمل فكراً يبادر من خلاله برسم الرؤى والاستراتيجيات المحققة لها٬ والكادر الاستشاري لا علاقة له بمستوى الارتياح الذي على أساسه بعض أصحاب القرار يقربون المستشارين من حولهم.

المستشار غير المؤهل لمهمة الاستشارة سيعطي توصيات خاطئة، وبالتالي ستخرج القرارات في غير صالح العاملين في المؤسسة التي يترأسها القيادي، ومن الطبيعي أن وجود استشاري «خطأ» يعني أن القيادي من الأساس نصب بالخطأ.

إنها سلسلة حلقاتها مرتبطة ببعضها البعض بوثيقة ثابتة الكفاءات والمعايير وأي خلل في وضع القيادي ينتج عنه خطأ في الاستبصار أو التهذيب المطلوب اتباعه.

النفس بحاجة لضبط... واجتماعيا يجب أن يعي المجتمع أهمية انتخاب نواب على قدر من المسؤولية وفهم وظيفة النائب الذي يمثلهم لرسم خطة الإصلاح المنشودة.

والإصلاح الاجتماعي يؤدي إلى الإصلاح السياسي وتوافر الصلاح في المفاهيم الاجتماعية والسياسية سيوفر البطانة الصالحة من مستشارين وقياديين، والسؤال الذي يواجهني به معظم أحبتنا هو: أنت تبحث عن المدينة الفاضلة والمثالية في طرحك.. هذه أعراف شكلت قواعد العمل في تنصيب القياديين... ماذا تريد؟، ولماذا لا تغير من طرحك لتوازن بين الأمور؟

من وجهة نظري٬ الكويت بلد صغير وتهذيب النفس قواعده محددة حتى على مستوى العمل المؤسسي، وبالتالي فعندما تصغر المساحة وتتوافر الإمكانات والموارد والكوادر الصالحة فسيكون بالإمكان الدفع بالعملية الإصلاحية من منظور سليم عادل سواء أطلق عليه مثالي أو باحث عن المدينة الفاضلة.

الصلاح يبدأ من الفرد... وصلاح الأفراد يخرج لنا أسراً صالحة والمجتمع خليط من الأسر... عارف كيف؟، ما الذي ينقصنا؟ وماذا نحتاج بالضبط؟

لا شيء ينقصنا فكل مقومات الحياة الكريمة العادلة، وأبسط مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة ممكن بلوغه من خلال حوكمة محددة الأبعاد فيها من المعايير والكفاءات ما يمكن استغلاله وهو ما نحتاجه بالضبط.

يحزنني جداً العمل وفق مسطرة مستقيمة ويأتيك من يقول «حاول تلفها شوي...» يعني اجعل فيها اعوجاجاً لزوم الشيء!

ويؤلمني جدا انك تجد من ينصحك القول من قلب محب وتذهب لأخذ الاستشارة لمن يتبع هوى نفسك ولا يصدقك القول لأهداف شخصية.

وما أحزنني وآلمني أن تظهر نتائجه واضحة المعالم حيث لا قرارات سليمة مستقيمة عادلة إدارياً وقيادياً وهو ما ينعكس سلباً على فئات المجتمع.

مختصر القول إنني كنت أفكر خارج الصندوق وتأتيني الضربات الموجعة من أحبتنا داخل الصندوق... يريدوننا «غصب طيب» نفكر بطريقة «كل شيء تمام يا فندم»!

ما فائدة العلم الذي درسناه... ما فائدة الخبرة التي اكتسبناها... ما فائدة البحوث التي أجريناها؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا... فمازلت أعتقد وبقوة أن تهذيب النفس يعتبر المدخل الرئيسي للإصلاح المنتظر والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك