لا ينفع مع المتطرف سوى الاستمرار بالبطش به!.. برأي خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 504 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  المتطرف الإرهابي يفهم لغة القوة والبطش

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يصعب التفاهم مع الشخص المتطرف وظلامي التفكير, فهو لا يفهم سوى مبدأ القوة والبطش, فلا ينفع معه الحوار أو اللين, بل سيشعر الظلامي بالقوة والكبرياء حين يلين الطرف الآخر لأنه سيفسر أي نوع من الحوار معه كدليل ضعف. وبالطبع, يؤسف حقاً أن يضطر بعض العقلاء والحكماء والناس المسالمين إلى التعامل الخشن والقاسي أحياناً مع المتطرف ظلامي التفكير لرده عن غيه, او لدفع شره عن الأبرياء, لكن المتطرف الظلامي لم يدع للآخرين خياراً آخر سوى معاملته بالمثل! ومن هذا المنطلق, يُصبح منطق القوة والبطش والاستمرار في التضييق على المتطرف, وظلامي التفكير خيارات لا بديل عنها في عالم اليوم, فالمتطرف وبخاصة الطائفي متخلف التفكير بطبعه وبتطبعه, يستوعب فقط مبدأ القوة والبطش لأنه يريد فرض وصايته الأخلاقية القهرية على الآخرين ولأنه ربما نشأ على سلوكيات السطوة منذ الصغر وعلى تلك الرغبة المستميتة في تسيير الآخرين وفق آرائه الرجعية, فهو يكره الرأي الآخر ويرفض التزحزح عن موقفه بالرغم من وقاحته.
يقصي المتطرف كل من هو مختلف عنه, فهو لن يقبل مشاركة الآخرين أو التوافق معهم حتى لو تظاهر بالعكس, فما يهتم به المتطرف ظلامي التفكير هو تدمير ما يصوره له عقله الضيق والخرب على أنهم أعدائه وأعداء الأمة.
حري بالعقلاء والحكماء, ومن يريدون الحفاظ على سلامتهم الشخصية أو الوطنية. عدم فتح باب حوار مع أي شخص متطرف أو مع من يدعمه, فلا يمكن الوثوق بنفر استخدموا في السابق ويستخدمون حالياً كل وسائل الخداع والمراوغة للنيل مما يعتبرونهم أعدائهم, فالآخر بالنسبة الى المتطرف هو العدو الذي يجب التغلب عليه بأي طريقة.
تخبرنا التجارب التاريخية عن صعوبة بدأ حوار حقيقي مع من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء, أو من أعلنوا الحرب ضد المختلفين عنهم طائفياً أو عرقياً أو ثقافياً, فلا يزال مبدأ ان “لا حوار مع الإرهابيين” والمتطرفين أمراً حتمياً يفرضه الواقع رغم كل المحاولات السابقة لاستبداله بنوع من التنازلات التوافقية.
الإرهابي السيكوباتي والمتطرف الطائفي وجهان لعملة واحدة سبكتها عقود وقرون من الرجعية المترسخة ضد من هو مختلف, مذهبياً أو عرقياً أو ثقافياً, ولا يمكن تصور أن تختفي هذه الكراهية بسهولة عن طريق النصيحة! لا ينفع مع المتطرف سوى الاستمرار بالبطش به مراراً وتكراراً حتى يبدأ يخاف من ظله.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك