كيف بدأت داعش؟

عربي و دولي

حكاية إنشاء الدولة الإسلامية في العراق والشام

5451 مشاهدات 0


مع بروز عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) خلال الأسابيع الماضية بعد استهدافهم لمواقع في السعودية ومصر وتونس وفرنسا، علاوة على استهدافهم اليومي للأبرياء في سوريا والعراق، تبرز تساؤلات عدة عن تكوين هذا التنظيم وبداياته وحقيقة قياداته وأبرزهم أبو بكر البغدادي.

في ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقاً مهماً عن بدايات تكوين الدولة الإسلامية (داعش) في السجون الأمريكية، مستندة في تحقيقها المطول على شهادة أحد قيادات داعش الذي تحدث تحت اسم حركي حتى لا يكشف عن هويته، بالإضافة إلى مقابلات مع شخصيات عاصرت نشوء التنظيم وانتشاره.

فكيف تشكل تنظيم داعش؟ وكيف برز أبو بكر البغدادي إلى سدة القيادة؟ وما هي العوامل والتحالفات الخارجية التي ساعدت في بروز التنظيم وبلوغه لما وصله الآن؟

سجن بوكا: ملتقى الإرهابيين


في صيف ٢٠٠٤، اقتاد الجنود شاباً جهادياً مكبلاً بالقيود إلى داخل أسوار سجن بوكا في جنوب العراق. كان السجين متوتراً عندما اقتاده الجنود الأمريكيون عبر ثلاث بنايات ودهاليز مليئة بالأسلاك ليصل إلى ساحة مفتوحة مليئة بسجناء يرتدون زي السجن ذو الألوان الصارخة، ينظرون إليه بحذر وأعينهم تراقب تحركاته.

“لقد تعرفت على بعضهم فورا” هذا ما قاله لي عندما قابلته، “كنت خائفا من سجن بوكا وبقيت أفكر فيه وأنا في الطائره ولكنه كان أفضل مما توقعته”.

دخل الجهادي أبو أحمد، وهو اسمه الحركي، إلى سجن بوكا في العقد الماضي، ولكنه الآن أحد كبار قادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، فقد حصل وزملائه في السجن على رتب رفيعة، ولا تختلف قصته كثيراً عن السجناء الاخرين الذين قبض عليهم الأمريكيين في المدن والقرى العراقية ثم نقلوهم بالطائرات إلى سجن مجهول في الصحراء، وهو من الإجراءات التي ساعدت في تكوين أسطورة الوجود الامريكي في العراق.

يقول أبو أحمد في مقابلته مع الغارديان ” كان السجناء يرتعدون خوفاً من سجن بوكا ولكن سرعان ما عرفوا أنه ليس سيء للغاية، بل على العكس، فقد وفر السجن فرصة ذهبية لنا جميعاً بالاجتماع سوية في مكان آمن بل وتحت قيادة الجيش الأمريكي، إذ لم يكن باستطاعتنا أن نجتمع في بغداد أو في أي مكان آخر بهذه الطريقة. لقد كنا آمنين في ذلك الوقت بوجودنا في السجن، فالأوضاع خارج أسوار السجن كانت خطرة للغاية، أما هنا فنحن على بعد بضعة امتار من القيادة الرئيسية للقاعدة”.

التقى أبو أحمد بأبو بكر البغدادي خلال وجوده بالسجن للمرة الاولى، وهو من يعرف الآن بأمير الدولة الاسلامية والذي وصفته وسائل الإعلام والأجهزة الأمنية بأنه أخطر رجل في العالم، ويقول أبو أحمد “التف حوله بعض السجناء منذ البداية ولكن لم يتوقع أحد أن يصل إلى هذا المنصب”.

من هو أبو أحمد؟

كان أبو أحمد عضوا أساسيا في تشكيل الدولة الاسلامية، ويشير إلى أنه أجبر منذ كان شاباً صغيراً على الانخراط في المليشيات لمواجهة الاحتلال الأمريكي الذي كان يريد تغيير القوى وإعطاء السلطة إلى الأغلبية الشيعية في العراق على حساب السنة الذين كانوا القوة المسيطرة سابقاً، كما يرى أبو أحمد وآخرين. وأدت مشاركته المبكرة في تكوين ما يعرف الآن بالدولة الاسلامية إلى حصوله على مركز رفيع في الخلايا المستجدة التي تسربت عبر الحدود السورية. ويرى أبو أحمد والعديد من زملائه أن ضعف الأنظمة وانتشار الفوضى في المنطقة قد ساهم بإعادة طموحهم في العراق، وهي المهمة التي لم ينتهوا منها بعد وبقيت هدفاً غير محقق، إلا أن الحرب في سوريا منحتهم ميداناً جديداً.

وافق أبو أحمد للتحدث مع الغارديان بعد أكثر من سنتين من المشاورات، وقد كشف خلال اللقاء عن ماضيه وعن كونه جزءاً رئيساً في أكبر شبكة مليشيات، كما عبر عن قلقه من انتشار الدولة الاسلامية في العراق والشام وعن نظرة الدولة الاسلامية للمنطقة. ويقول أبو أحمد أنه أعاد النظر في أفكاره بعد اندلاع الحرب في العراق وسوريا خصوصاً في ظل الأوضاع المضطربة في الشرق الأوسط، والتي ستستمر لسنوات قادمة مليئة ببحر من الدماء على أيدي رفاقه الأيديولوجيين. يرى أبو أحمد أن وحشية الدولة الاسلامية باتت تتزايد بشكل كبيروأنه بدأ يتغير وتتغير وجهات نظره مع مرور الوقت حيث بات ينظر إلى فهم وتفسير القرآن بدلاً من تطبيقه حرفياً.

وقد وافق أبو أحمد على التحدت مع صحيفة الغارديان بعد تفهمه لما آلت اليه الدولة الاسلامية وذلك من خلال جلسات مطولة قدم خلالها معلومات وفيرة عن القائد الغامض وعن نشأة الخلية الارهابية والتي تعود إلى عام ٢٠٠٤ وهي السنة التي التقى فيها مع أبو بكر البغدادي في سجن بوكا وصولاً  إلى عام ٢٠١١ عندما بدأ العراقيون المتمردون بعبور الحدود إلى سوريا.

في بداية أيام سجن بوكا، كان السجين أبو بكر البغدادي قد عزل نفسه عن بقية السجناء الذي كانوا يرونه شخصاً متحفظاً وغامضاً. لكن سجانيه كانت لهم نظرة مختلفة، إذ كانوا يرون أنه شخص توافقي ومهم لبث الهدوء في وسط تشوبه الكثير من الريبة، وقد ساعد هذا التأثير في فض العديد من الاشتباكات بين السجناء. فيقول أبو أحمد “كان هذا كله جزء من دوره، أعطاني إحساساً بأنه يخفي شيئاً غامضاً بداخله لم يرد لأحد أن يراه. وبعكس بقية الأمراء في السجن والذين كانت معاملتهم سهلة، كان البغدادي منطوياً وبعيداً عنا جميعاً”.

من هو أبو بكر البغدادي؟


ولد البغدادي، وهو اسمه الحركي، في مدينة سامراء العراقية عام 1971 واسمه الحقيقي ابراهيم ابن عواد البدري السامرائي. ألقي القبض عليه من قبل القوات الأمريكية في الفلوجة، غرب بغداد، في شهر فبراير عام 2004، بعد شهور من مساهمته في تشكيل مليشيات عرفت بإسم “جيش أهل السنة والجماعة” والتي انتشرت بين الجماعات السنية الثائرة حول مسقط رأسه.

ويقول الدكتور هشام الهاشمي، وهو محلل ومستشار الحكومة العراقية في القضايا المتعلقة بالدولة الإسلامية، “لقد ألقي القبض عليه في منزل صديق له يدعى نصيف جاسم نصيف، ونقل من اعتقاله إلى سجن بوكا، ولم يعرف الأمريكيون أهمية الرجل الذي كان بحوزتهم”، كما يبدو أن أكثر رفاق البغدادي في السجن، وعددهم 24,000 سجين وزعوا على 24 معسكراً، لم يعرفوا كذلك هويته الحقيقية.

كان تقسيم الناس في السجن قائم على البناء الهرمي، وكان ذلك بارزاً من خلال ألوان أزياء السجناء، مما يمكن السجانين والسجناء من معرفة مرتبة الشخص في البناء الهرمي. ويقول أبو أحمد “بحسب ذاكرتي فإن اللون الأحمر كان للذين اقترفوا أخطاءً أو جرائم في السجن، أما الأبيض فهو لزعماء السجناء، بينما كان الأخضر للمحكومين بمدد طويلة، أما الأصفر والبرتقالي فقد كانا للسجناء العاديين”.

كان البغدادي يناهز الـ 33 عاماً عندما دخل إلى سجن بوكا، وفي تلك الأثناء كانت ميليشيات المقاومة ضد الأمريكيين في وسط وغرب العراق آخذة في الحشد والتشكل. لقد تحول الغزو، الذي بيع للعالم على أنه حرب تحرير، إلى احتلال طاحن، مما حمل العراقيون السنة، الذين فقدوا راعيهم صدام حسين، إلى الحشد وبدء القتال ضد القوات الأمريكية، وبدأوا في تلك الفترة بتوجيه بنادقهم إلى المستفيدين من الإطاحة بصدام حسين وهم الأغلبية الشيعية.

تُعتبر مليشيات البغدادي واحدة من عشرات المليشيات التي ظهرت من الجماعات السنية المتمردة، والتي سرعان ما باتت تحارب بعد ذلك تحت راية “القاعدة في العراق” إلى أن تحولت إلى الدولة الإسلامية في العراق. هؤلاء هم السلف لما يعرف الآن بالدولة الإسلامية والتي يقودها البغدادي وتسيطر على وسط و غرب العراق وشرق سوريا. هذه القوة التي جذبت الجيش الامريكي إلى هذه المنطقة الهشة بعد أن انسحبوا قبل ثلاث سنوات وظنوا انهم لن يرجعوا إليها.

خلال فترة سجنه في بوكا لم تكن خلية البغدادي معروفة، كما كان البغدادي من الشخصيات الأقل تاثيراً على الساحة، خصوصاً إذا ما قورن بقائد المتمردين أنذاك أبو مصعب الزرقاوي، والذي كان يمثل الرعب الحقيقي في العراق وأوروبا وأمريكا. لكن البغدادي عرف كيف أن يبرز شخصيته، وأن يتجاوز كل القادة الذين كانوا معه في بوكا وجميع القادة الآخرين في العراق، واستغل في ذلك نسبه الذي يصل إلى نسل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما أنه حاصل على شهادة الدكتوراة في الدراسات الاسلامية من جامعة بغداد الإسلامية، وقد استغل البغدادي هذين الأمرين لإعلان نفسه خليفة للمسلمين في يوليو 2014، وهو ما بدا وكأنه ملاقاة لمصيره الذي كان واضحاً منذ أيامه في ساحة السجن قبل عشرة سنوات.

يقول أبو أحمد “كان البغدادي معروف بهدوءه وشخصيته الكاريزمية. يمكنك أن تشعر بأنه كان شخصاً مهماً، لكن كان هناك من هم أهم منه، وفي الحقيقة لم أتوقعه أن يصل إلى ما بلغه”.

وبحسب ما رواه أبو أحمد ومسجونين آخرين في سجن بوكا عام 2004 فقد كان بادياً أن للبغدادي طريقة في التعامل مع سجانيه، إذ كان الأمريكيون يلجأون إليه لحل النزاعات بين السجناء و لفرض الهدوء داخل أسوار السجن.

يقول أبو أحمد “مع مرور الأيام، و كلما كان هناك مشكلة في السجن، برز البغدادي كعنصر وسط الأحداث. وأراد أن يكون المسؤول الأول عن السجناء، وعندما أستذكر مرة أخرى كيف كان يعمل أجد بأنه كان يستخدم أسلوب ’فرق تسد’ للحصول على ما يريده، وهو أن يكون له شأن ومكانة، وقد تمكن من ذلك ما يريد”. وبحلول ديسمبر 2004، تقرر أن البغدادي لم يعد يشكل خطراً وتم إطلاق سراحه.

ويضيف أبو أحمد “لقد احترمه الأمريكيون كثيراً، ولذلك فإذا رغب بزيارة سجناء في معسكر آخر، كان له ذلك متى أراد، ولكننا لم نستطع الحصول على نفس المطلب. وخلال تلك الفترة، كان يقود حملته خفيه عن أنظارهم ويقوم ببناء الدولة الاسلامية. لولا السجن الأمريكي في العراق لما كان هناك الدولة الاسلامية. نحن نعتبر سجن بوكا المصنع الذي صنعنا وساعد في بناء عقيدتنا”.

السجن كان البيئة المثالية


بدأت الدولة الإسلامية بالانتشار في المنطقة تحت راية الرجال الذين كانوا في السجون الأمريكية خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق. فالإضافة إلى سجن بوكا، كان هناك معسكر كروبر قرب مطار بغداد، ولفترة وجيزة كان هناك كذلك سجن ابو غريب غرب بغداد الذي أُغلق بعد ١٨ شهرفي بداية الحرب. وباعتراف العديد ممن أطلق سراحهم من هذه السجون، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا يديرون عمليات الاعتقال، فإن العديد من السجناء الذين أُطلق سراحهم ساهموا بشكل كبير في إذكاء عمليات المتمردين.

يقول علي خضيري، وهو مساعد للسفراء الأمريكيين في العراق ما بين 2003 و2011، وعمل أيضاً مساعداً لثلاث قادة عسكريين أمريكيين “لقد حضرت العديد من الاجتماعات التي أخبرنا فيها ضباط أن الأمور تجري على ما يرام، ولكن ومع مرور الوقت، بدأت تتغير الصورة، إذ رأى بعض الضباط الأمريكيون أنهم وضعوا أنفسهم في موقع ساعد على زيادة التطرف، فباتوا يحققون نتائج عكسية على مختلف الأصعدة، إذ كان يتم استغلالهم من قبل المساجين للتخطيط والتنظيم ولتعيين القادة وشن الحملات “.

ويوافق أبو أحمد على ما قاله خضيري مضيفاً “كان كل الأمراء يجتمعون في السجن بشكلٍ دوري وكنا قريبين جداً من سجّانينا، فعرفنا قدراتهم وما الذي يمكنهم القيام به وما لا يمكنهم القيام به، وكيفية استخدامهم لأي سبب نريده. كان أهم السجناء في بوكا أولائك الذين كانوا مقربين من الزرقاوي، والذي اعتبر في 2004 قائداً للجهاد”.

وأضاف أبو أحمد “كان لدينا الكثير من الوقت للتفكير والتخطيط. إنها البيئة المثالية. اتفقنا ان نجتمع بعد إطلاق سراحنا وكانت عملية الاتصال سهلة. كتبنا معلومات اتصالنا في ملابسنا الداخلية وعندما خرجنا من السجن اتصلنا ببعضنا. كان عندي كل الهواتف والعناوين المهمة. و في 2009 عاد الكثير منا ليقوم بما قام به قبل القبض علينا. ولكننا الآن نقوم به بطريقة أفضل”.

ويقول المحلل العسكري الدكتور هشام الهاشمي أن الحكومة العراقية أن 17 من أصل 25 من القادة الكبار في الدولة الاسلامية ممن يديرون الحرب في العراق وسوريا كانوا مسجونين في السجون الامريكية بين 2004 و2011. مشيراً إلى أن البعض منهم نقلوا من السجون الأمريكية إلى سجون عراقية، إلا أن عدداً من عمليات الاقتحام لتلك السجون في السنوات الأخيرة سمحت للعديد من القاده الكبار في الدولة الاسلامية بالهروب والإنضمام ثانية إلى صفوف المتمردين.

كان سجن أبو غريب موقعاً لأكبر عملية اقتحام وأكثرها خطورة عام 2013، إذ تم تهريب أكثر من 500 سجين كان العديد منهم من قادة الجهاديين الذين سلمهم الجيش الأمريكي الذي كان يستعد لمغادرة العراق في يوليو من ذلك العام. وقد تزامنت تلك العملية مع عملية اقتحام أخرى لسجن التاجي حققت ذات النتائج.

أغلقت الحكومة العراقية سجن أبو غريب في إبريل 2014 ومازال مغلقا حتى الآنً بسبب موقعه على بعد 24 كيلومتراً غرب بغداد وقربه من الخطوط الأمامية للقتال بين الدولة الإسلامية والقوات العراقية على الطريق بين الفلوجة والرمادي.

لقد كان للكشف عن التعذيب في سجن ابو غريب تأثير أدى للتتشدد عند العديد من العراقيين، الذين رأوا في الحضارة المزعومة للاحتلال الأمريكي تقدم بسيط عن طغيان صدام. وبالرغم من قلة الشكاوى عن التعذيب في سجن بوكا حتى إغلاقه في 2009، إلا أن العراقيين اعتبروه رمزاً للسياسة الغير عادله التي خطفت آباءً وأبناءً وأزواجاً عراقيين –بعضهم لم يكن له دور في القتال- ورمتهم في السجون لشهور أو سنين بعد أن تم سحبهم بمداهمات عسكرية منتظمة على المناطق السكنية.

في ذلك الوقت رد الجيش الامريكي على الانتقادات مشيراً إلى أن علميات التوقيف قانونية ومستشهداً بإجراءات قوات ضد العمليات الإرهابية في أماكن أخرى في العالم، كعمليات الجيش البريطاني في إيرلندا الشمالية، أو عمليات القوات الإسرائيلية في غزة، كما استشهد بإجراءات اتخذها النظامان السوري والمصري.

حتى الآن، وبعد مرور ست سنوات على إغلاق سجن بوكا فإن البنتاغون يستمر بالدفاع عنه ويعتبره مثلًا لتطبيق القانون في وقتٍ صعب، فيقول الكولونيل ميلز كاجينز، المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السجناء”«خلال العمليات العسكرية بين 2003 و2011 قامت القوات الامريكية بسجن الآلاف من سجناء الحرب، ويعد هذا النوع من التوقيف سائداً خلال الحروب. إن توقيف المشبوهين في عمليات الإرهاب هو أمر قانوني وهو الطريق الإنساني لحماية أمن واستقرار المواطنين”.

الزرقاوي يحقق طموحاته

بعد الإفراج عن البغدادي، أُفرج عن أبو أحمد أيضا. بعد نقله بالطائرة إلى مطار بغداد، أخذه رجال قابلهم في سجن بوكا إلى بيت في غرب العاصمة ومن هناك انضم ثانية للمجاهدين الذين تحولت معركتهم من المعركة ضد الاحتلال إلى حرب دامية ضد العراقيين الشيعة.

انتشرت فرق الموت في بغداد وخاصة في مركز العاصمة وقاموا بقتل عناصر من الشيعة وبدأوا بتهجير السكان من المناطق التي يسيطرون عليها. تغيرت العاصمة كثيراً على أبو أحمد خلال العام الذي قضاه في السجن. أصبح من الممكن معرفة كل تطور جديد في الحرب الطائفية بمساعدة السجناء الذين يدخلون إلى سجن بوكا، فكان القادة هناك على علم بكل ما يجري. لقد عرف أبو أحمد الأجواء التي عاد اليها، وقد كان لقادته في السجن خطط له.

عندما وصل أبو أحمد إلى منزله في غرب بغداد، قام بقطع الحبل الموجود في لباسه الداخلي والذي يحوي أرقام زملاءه في السجن وبدأ الاتصال بهم لبدء العمل، “قام زملائي في السجن بالاتصال ببعضهم البعض وكانت العملية في غاية السهولة “، يبتسم أبو أحمد وهو يتذكر خطتهم “ملابسنا الداخلية جعلتنا نربح الحرب”.

كان هدف الزرقاوي إعاده إحياء 11 سبتمبر من خلال حدث شبيه بغية تصعيد الموقف. لقد أراد نقل الحرب إلى قلب العدو وبالنسبة له فإن إمكانية حدوث ذلك تأتي عبر أحد هدفين: مركزاً للقوى الشيعية أو رمز ديني. وفي فبراير 2006، وعقب ذلك بشهرين كذلك، فجر مقاتلوا الزرقاوي مرقد الإمام العسكري في سامراء شرق بغداد، حينها، اشتعلت الحرب الأهلية وتحققت طموحات الزرقاوي.

عند سؤاله عن فوائد الإثارة والعنف الطائفي، سكت أبو أحمد لثوان ثم قال “كان هناك سبب لإشعال هذه الحرب، و لم يكن السبب لأنهم شيعة، ولكن لأن الشيعة دفعونا لهذا الموقف، فقد سهل الجيش الامريكي نقل السلطة لهم وكانوا متواطئين مع بعضهم البعض”.

عندها بدأ الحديث عن الرجل الذي أعطى الأوامر “كان الزرقاوي ذكيا وكان من أفضل المخططين الاستراتيجيين الذين حظت بهم الدولة الإسلامية. كان أبو عمر البغدادي شرسا”، كما يصف أبو أحمد خليفة الزرقاوي الذي قتلته القوات الامريكية في إبريل 2010، “أما أبو بكر البغدادي فهو الأكثر تعطشا للدماء”.

الدولة الإسلامية: آلة قتل متعطشة للدماء


يضيف أبو أحمد “عندما قتل الزرقاوي، ظهر العديد من رفاقه اللذين كانوا متعطشين للدماء أكثر منه وأصبحوا قادة للمجموعة. كان فهمهم للشريعة والإنسانية رخيصا جدا. لم يفهموا التوحيد بالطريقة التي يجب فهمها. لا يجب علينا فرض التوحيد عن طريق الحرب”.

مع حلول عام 2006 أصبح أبو أحمد جزءأ من آلة القتل البشرية، والتي أخذت تعمل بسرعتها القصوى لمدة سنتين، تم خلالها تشريد الملايين وتهجير العديد من الاحياء السكنية وفق انتماءات طائفية وتخدير شعب كامل عبر الوحشية والقسوة.

في ذلك الصيف، قتل الجيش الأمريكي الزرقاوي بمساعدة المخابرات الأردنية في ضربة جوية شمال بغداد. وفي نهاية 2006 أصبح التنظيم ضعيفا بعد ثورة العشائر العراقية ضده حيث اقتلعت جذورة من الأنبار واضمحل وجودهم في أنحاء العراق. ولكن حسب ما قال أبو أحمد فإن التنظيم استخدم هذه الفرصة لإعادة احياء نفسه وإبراز النظام و تأكيد الهوية، فاعتبرت السنوات بين 2008 و2011 سنوات هدوء مؤقت وليست هزيمة.

في ذلك الوقت، برز أبو بكر البغدادي كمساعد أمين لقائد التنظيم أبو عمر البغدادي ولنائبه الجهادي المصري أبو أيوب المصري. بدأت الدولة الإسلامية الاتصال بالعناصر البعثية في النظام السابق، فبالرغم من خصومتهم الأيديلوجيوية إلا أنهم يخاربون ذات العدو: الأمريكان والحكومة الشيعية التي يساندونها.

حاول تنظيم الدولة الإسلامية منذ البداية التواصل مع البعثيين والعمل معهم خصوصاً وأنهم خسروا كل شي عندما أطيح بصدام حسين، فكانوا يسعون للعمل معهم من مبدأ “عدو عدوي صديقي”، إلا أنه مع بداية 2008، وفق ما يقوله أبو أحمد، فإن تلك الاجتماعات أصبحت تتكرر أكثر، وكان العديد منها يعقد في سوريا.

إن الربط بين سوريا والمتمردين السنة في العراق كان مصدر قلق للحكومة الأمريكية وأشار إليه العديد من مسؤوليها في بغداد، كما أشارت له أيضا الحكومة العراقية. كانت الحكومتان الأمريكية والعراقية على قناعة أن الرئيس السوري بشار الأسد يساهم في فتح الأبواب للجهاديين والسماح لهم بالدخول للبلاد عبر مطار دمشق ،ويقوم بنقلهم مسؤولون عسكريون سوريون إلى الحدود العراقية للعبور. يقول أبو أحمد “كل المجاهدون الأجانب دخلوا العراق بهذه الطريقة. لم يكن ذلك سراً”.

الاجتماعات السرية مع دمشق



في عام 2008 بدأ الجيش الامريكي بالتفاوض حول نقل السلطة إلى المؤسسات العراقية الأمنية الضعيفة وتمهيد الطريق للخروج من العراق. كانت هناك شخصيات عراقية محددة يثق بها الأمريكان في الحكومة العراقية ومن ضمنهم اللواء حسين علي كمال، مدير المخابرات في وزارة الداخلية. كان كمال علمانيا كرديا وحصل على ثقة القوى الشيعية، وكان من أهم مسوؤلياته تأمين بغداد من العمليات الارهابية.

كان حسين علي كمال مقتنعا، كالأمريكان، أن سوريا هي التي تقف وراء زعزعة الأمن في العراق. وقد توصل اللواء إلى هذه النتيجة بعد عدة تحقيقات أجراها مع جهاديين تم إلقاء القبض عليهم. خلال العام 2009 كشف اللواء حسين كمال عن الأدلة التي بحوزته من خلال لقاءات عديدة، مستخدماً خرائط توضح الطرق التي سلكها الإرهابيون لعبور الحدود إلى غرب العراق بالإضافة إلى اعترافات من الإرهابيين ربطت رحلة عبورهم بمسؤولين سوريين محددين في المخابرات السورية.

عندما انحسرت عمليات الدولة الإسلامية في العراق، أصبح حسين كمال مهتماً باجتماعين حصلوا في سوريا عام 2009، حضرهما جهاديون عراقيون ومسؤولون سوريون وبعثيون من البلدين. عام 2012 أصيب اللواء حسين كمال بنوع نادر من مرض السرطان أدى إلى وفاته بعد عامين، وقد أجاز للغارديان في آخر مقابلة معه بشهر يونيو 2014، نشر تفاصيل حواراته مع الصحيفة قائلاً “أذكروا الحقيقة فقط”.

قابل صحافي الغارديان مارتن جولوف اللواء كمال للمرة الأولى عام 2009، حيث أعطاه تفاصيلاً دقيقة حول الاجتماعين السريين اللذان عقدا في منطقة الزبداني قرب دمشق في ربيع ذلك العام. كان من الحضور قادة بعثيون عراقيون لجأوا إلى دمشق بعد سقوط نظام صدام، بالإضافة إلى ضباط من المخابرات السورية، وشخصيات قيادية في ما كان يعرف في ذلك الوقت بالقاعدة في العراق. وقد أنشأ النظام السوري خطوط اتصال مع الجهاديين منذ الأيام الأولى للتمرد ضد الأمريكان، واستخدموهم طوال تلك الفترة لزعزعة الأمريكان وإفشال خططهم في العراق.

“بدأ التواصل بين العناصر الجهادية الإسلامية والبعثيين بين عامي 2004 و2005″، بحسب ما يقوله علي خضيري المستشار السابق للسفاراء والمسؤولين الأمريكان رفيعي المستوى في العراق، ويكمل “لقد كانوا منظمين وعالمين بالوضع على أرض الواقع. ومع مرور الوقت تحول بعض البعثيين إلى إسلاميين متشددين وبدأ الوضع بالتأزم. ومع حلول عام 2007، قال الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأمريكية، أن هناك أدلة واضحة جداً تؤكد أن العلاقة بين المخابرات السورية والجهاديين وطيدة برغم أن دوافعهم ليست متطابقة 100%”.

أوضح أبو أحمد من خلال مقابلاته مع الغارديان أن العلاقات السورية واضحة في العمليات التخريبية في العراق، “لقد عبر جميع المجاهدين من سوريا وقد عملت مع العديد منهم. بل إن معظم زملائي في سجن بوكا وصلوا سوريا عبر مطار دمشق ومنه إلى العراق. هناك عدد قليل جاء من تركيا أو إيران، لكن غالبية الذين جاؤوا لمساعدتنا عبروا من سوريا”.

ماذا جرى في الاجتماعات؟

كان المسؤولون العراقيون يرون في خطوط تمويل الجهاديين عبر سوريا الخطر الأساسي لبقاء العراق، وهو ما أدى إلى تدهور العلاقات بين رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي والرئيس السوري بشار الاسد. كان المالكي مقتنعا منذ بداية الحرب الأهلية أن النظام السوري يسعى لزعزعة العراق بغرض إحراج الأمريكان، وما رآه من أدلة حول اجتماعات الزبداني زاد من كرهه للأسد.

“كان مصدرنا في الغرفة مرتديا جهاز تصنت”، بحسب ما يروي اللواء حسين كمال عن اجتماع الزبداني، “كان هذا أكثر مصادرنا حساسية على الإطلاق، فبحسب علمنا كانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها لقاء استراتيجي على هذا المستوى بين كل الاطراف. كانت علامة مهمة في التاريخ”.

وفق مصدر اللواء حسين، فإن الحضور البعثيين قادوا الاجتماع وكانوا يهدفون إلى التوافق على سلسلة هجمات في بغداد مما يضعف حكومة رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي، والتي بدأت تجني بعض الهدوء للمرة الأولى منذ انتهاء القتال الأهلي في العراق. حتى ذلك الوقت، كان البعثيون والقاعدة في العراق على اختلاف تام في الأيديولوجية، إلا أن صعود الشيعة في العراق ومساندة ايران لهم دفعت الطرفين للتوحد والتخطيط لهجمات كبرى في العاصمة.

في يوليو 2009، زادت وزارة الداخلية العراقية عدد نقاط التفتيش حول نهر دجله باتجاه بغداد مما جعل من عملية التنقل في أي وقت أمراً لا يطاق. تلقى اللواء حسين كمال رسالة من مصدره في سوريا مفادها أن تشدد الامن على الجسور دفع بالقاعدة لتغيير الخطة، وقد اختاروا الآن أهدافا جديده ولكنه لا يعلم ما هي الأهداف أو متى ستتعرض للقصف. قضى الجنرال حسين أسبوعين كاملين في مكتبه المحصن جنوب بغداد محاولاً رصد أي تحرك للمتمردين دون جدوى، قائلاً للغارديان ” أعلم أنهم يخططون لعمل كبير”.

في صباح 19 أغسطس انفجرت أول الشاحنات الثلاث المحملة بالمتفجرات قرب وزارة المالية جنوب شرق بغداد. هزت أصداء الانفجار كل انحاء المدينة. وبعد ثلاث دقائق، وقع الانفجار الثاني على أبواب وزارة الخارجية في الجهة الشمالية من المنطقة الخضراء وتبعها بقليل انفجار استهدف رتل شرطة قرب وزارة المالية. أودت الانفجارات بحياة 101 شخص وجرحت 600 آخرين. كانت أعنف هجمات تضرب العراق خلال الست سنوات من العنف فيه.

“لقد فشلت”، قالها اللواء كمال ذلك اليوم لصحافي الغارديان، “لقد فشلنا جميعاً”، وخلال ساعات انطلق اللواء للقاء رئيس الوزراء نوري المالكي وقادته الامنين. كان المالكي غاضباً جداً، “طلب مني رئيس الوزراء تقديم ما لدي من أدلة للسوريين، وطلبنا من تركيا أن تكون الوسيط. سافرت إلى أنقرة وقابلتهم هناك وأخذت معي هذا الملف”، وأشار إلى ملف أبيض سميك على مكتبه. “لم يستطيعوا تجاهل أو إنكار ما أبرزته من أدلة. كانت القضية واضحة والسوريون يعلمون بها. كان علي مملوك (رئيس الأمن العام السوري) حاضراً، وكل ما كان يفعله خلال اللقاء هو أن يبتسم لي ويقول ’لن أعترف بأي مسؤول من دولة تحت الاحتلال الأمريكي’. كان اللقاء مضيعة للوقت”. استدعى العراق سفيره في دمشق، فقامت سورية بسحب ممثلها في العراق رداً على ذلك. وتمت العلاقة بين المالكي والأسد متوترة حتى بداية 2010.

في مارس 2010، وبناء على معلومة استخباراتية أمريكية، ألقت القوات العراقية القبض على أحد قادة الدولة الإسلامية ويدعى مناف عبد الرحيم الراوي، والذي عرف على أنه أحد القادة الرئيسيين للتنظيم في بغداد، وهو واحد من القلة الذين لهم علاقة مباشرة بأبو عمر البغدادي، قائد التنظيم في ذلك الوقت. كشف الراوي معلومات مهمة استفادت منها أجهزة المخابرات العراقية الثلاث في لحظة تعاون نادرة  بما في ذلك وحدة الاستخبارات التابعة للواء حسين كمال، وقامت بزرع جهاز تتبع وتنصت في صندوق ورد أرسل إلى المنزل الذي كان فيه أبو عمر البغدادي.

بعد التأكد من وجود أبو عمر ونائبه أبو أيوب المصري في المنزل الذي يقع على بعد 9 كليومترات جنوب غرب تكريت، داهمت المنزل قوات عراقية بقيادة أمريكية، ففجر القائدان أجسادهما انتحاراً لتجنب الاعتقال. وقد وجدوا في المنزل رسائل إلى ابن لادن وأيمن الظواهري في أحد أجهزة الكمبيوتر. كان منزل أبو عمر شبيها بمنزل ابن لادن في باكستان (والذي قتل في العام التالي)، إذ لا يوجد اتصال بالإنترنت كما لا توجد خطوط هواتف في المنزل، فكانت الرسائل الهامة تنقل بواسطة ثلاث رجال فقط، كان أحدهم أبو بكر البغدادي.

يقول أبو أحمد “كان أبو بكر مراسلاً لأبي عمر وأصبح المساعد المقرب له. كان أبو بكر يكتب غالبية الرسائل المرسلة إلى بن لادن. وبعد مقتل أبو عمر، أصبح أبو بكر هو القائد. كان الوقت الذي قضيناه في سجن بوكا في غاية الأهمية في تشكيل الوضع الذي وصلنا إليه”.

كان في مقتل أبو عمر البغدادي وأبو أيمن المصري ضربة كبيرة للدولة الإسلامية، ولكن سرعان ما تم ملء المنصبين من قبل خريجي سجن بوكا، الذين خطط قادتهم للمستقبل منذ أن كانوا خلف جدران السجن القابع جنوب بغداد، يقول أبو أحمد “بالنسبة لنا كانت أكاديمية، لكن بالنسبة لقادتنا كان السجن مدرسة في الإدارة. لم يكن هناك فراغ أبداً، لأن هناك العديد من الناس الذين تم تعليمهم في السجن”.

ويضيف “عندما بدأت الحرب الاهلية في سوريا تشتد، لم يكن من الصعب أن ننقل خبراتنا إلى ساحة معركة مختلفة. إن العراقيين اليوم يحتلون أهم المناصب في الجيش وفي مجالس شورى الدولة الإسلامية نتيجة استعدادهم وتحضيرهم لسنوات عديدة. نعم لم أتوقع أن يبلغ أبو بكر البغدادي ما وصله، تماما كما استخفت الولايات المتحدة بالدور الذي لعبته هي في صنعه “.

باقية وممتدة



بقى أبو أحمد عنصرا في الدولة الإسلامية وقيادياً فعالا في العمليات العسكرية في العراق وسوريا رغم ما بينه من خلال اللقاءات المتعددة مع الغارديان من أنه متردد بشأن البقاء في التنظيم، لكنه يخشى المخاطرة بتركهم. فالحياة مع الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تعني السلطة والمال والزوجات والهيبة، وهي عناصر مغرية للشباب الذين يريدون القتال لهدف ما. ولكنها أيضا تعني اتخاذ القتل والسيطرة كأسلوب حياة وهو ما يجد أبو أحمد صعوبة في التأقلم معه. ويقول أن هنالك العديد من الرجال مثله ممن انخرطوا في الجهاد السني ضد الاحتلال الأمريكي ولكنهم لم يعودوا يؤمنون بالمظاهر التي بدأت تظهر أخيراً في هذه الحرب الطويلة، مشيراً إلى أنه لا يمثل النهج الذي بدأت على أساسه الحرب.

يقول أبو أحمد “انضمامي لهم أكبر غلطة في حياتي”، إلا أنه أشار بواقعية إلى أن ترك التنظيم يعني الموت المؤكد له ولجميع أفراد عائلته. مشيراً إلى أن البقاء في التنظيم ومجاراتهم في نظرتهم الوحشية، بالرغم من اختلافه معها، لا يزعجه كثيراً لأنه يرى أن خياراته قليلة.

كانت محاربة الجيش المحتل والتفوق على الغريم الطائفي ممثلاً بالشيعة الأساس لانخراط أبو أحمد والعديدين من أمثاله في ما يعرف اليوم بأكبر تجمع إرهابي في العالم ووصولهم إلى مراكز قيادية فيه، وقد تحول الأمر الآن إلى حرب مستعرة تشبه نهاية العالم.

يشير أبو أحمد إلى أنه في عالم الخريجين من سجن بوكا هناك مساحة صغيرة للتعديل أو الاستدراك أو التأمل، فقد انجرف هو والعديدين من أصدقائه في الأحداث، فيقول “هناك آخرين معنا ممن لا يحملون طرحاً فكرياً أو أيديولوجياً، منهم عناصر قيادية في الدولة الإسلامية ومن المقربين من البغدادي. هؤلاء جميعاً أشخاص بدأوا من سجن بوكا مثلي وبعدها أصبح الأمر أكبر وأقوى منهم. لا يمكن إيقاف هذا الأمر الآن. لقد خرج الأمر عن إرادة أي إنسان، بما فيهم البغدادي أو أي شخص آخر في دائرته”.

الآن - الغارديان

تعليقات

اكتب تعليقك