علي البغلي لأهل الكويت: احمدوا ربكم على نعمتي الأمن والأمان!

القبس

جرة قلم  /  دوام الأوطان بنعمتي الأمن والأمان

علي أحمد البغلي

أتفق تماماً على طرح زميلنا الاستاذ علي الراشد في المهرجان التضامني، الذي اقيم في مقر كتلة المسار الوطني، وقال فيه: قد نتهاون مع احباطاتنا في التنمية، وفي الفشل بانجاز البنية التحتية وبالفساد والمحسوبية وآفة الواسطة والرشوة المنتشرة، وكل ما نشتكي منه ليل نهار غيرة منا على وطننا «اللي ما لنا غيره».. ولكن ما لا نتهاون فيه، ولا يجوز التغاضي عن اي هفوات او اخطاء او سهو بحقه، هو نعمتا الأمن والأمان، اللتان كانتا صفة لصيقة بوطننا الغالي، على الرغم مما مر به من محن ومآسٍ في الماضي القريب!
نعم، الامن والامان هما اساسا بقاء هذا الوطن وديمومته. ندعو ربنا ان يعيدهما الينا بعد ان تروعنا بالجريمة الآثمة، التي ارتكبها من لا ضمير يحكمه، ولا دين ولا وازع من خلق، ومن حرضه. ومن اوصلنا الى ذلك الوضع المتوتر من اساطين الغلو والتكفير والتشدد، والذين نشطوا في سد مناهجنا الدراسية ومساجدنا وصحفنا ودواويننا، راجين من العلي القدير ان يعيد كل من ساهم في ذلك الى جادة الصواب، ببركة من الله سبحانه وتعالى، او بسطوة القانون يأخذهم من نواصيهم، ويخلصنا من شرورهم مرة وللأبد، ان كانوا عصيين على الاصلاح بإرادتهم العاصية.
***
رأينا والعالم أجمع سمو امير البلاد، ورأس كل السلطات، الشيخ صباح الاحمد حفظه الله، يأتي بعد حدوث الانفجار المروع بسيارته من دون موكب او حرس مواكب، ويصر على دخول جامع الإمام الصادق والدخان يملأ الاجواء، والاجساد الدامية تنتشر في الانحاء، وعلى الحيطان كما رأينا، والسقف يتساقط على الرؤوس، واحتمال وجود قنبلة اخرى وارد، كما تقول ادبيات وتجارب رجال الامن!! وعندما يُطلب منه ويُرجى منه بإلحاح كما اخبرنا وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد مغادرة المكان، خوفاً على حياته يقول «هذولا عيالي».. وهي صورة لحاكم هزت العالم كله من فرط انسانيتها، ورأينا الخطباء ورجال الاعلام يشيدون بها في دول الجوار والعالم أجمع.. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على نعمتي الامن والامان اللتين ننعم بهما.
وهي صورة يريد ان يوصلها الامير حفظه الله الى شعبه والعالم برمته، على الرغم من الكارثة التي حلت بالكويت، وكانت ماثلة للعيان حين حدوث تلك الزيارة التاريخية.
***
مقابل هذه الصورة المشرقة المتواضعة الواثقة لاميرنا بجامع الامام الصادق.. نرى اكبر قياديي الدولة الموصوفة بأكبر ديموقراطية ومالكة اكبر قوة امنية وحربية في الشرق الاوسط والعالم اجمع اسرائيل يرتاد مكانا عاما في صورة متخفية مضحكة مخجلة؟! فقد كشفت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو زار سرّاً في الفترة الاخيرة احد مستشفيات تل ابيب بغرض اجراء فحوص طبية لغدة البروستات، وقد تم نقل نتانياهو الى المستشفى مرتين بعد تمويه السيارة التي أقلته في المرة الاولى، لتبدو سيارة «مخبوزات»! وفي المرة الثانية كسيارة خبير ابادة حشرات! وظهر افراد حرسه الشخصي كخبراء ابادة حشرات ايضاً. (انتهى).
فاحمدوا ربكم يا اهل الكويت على نعمتي الامن والامان، فحاكم دولتكم يأتي الى مكان عام عالي الخطورة من دون موكب ولا حرس!! وحاكم اسرائيل يذهب الى المستشفى بسيارة توزيع خبز وكيك تارة، وبسيارة مكافحة حشرات تارة أخرى!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.