أين كان مجلس التعاون عندما خرجت الأمور عن السيطرة؟!.. يتساءل مبارك الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 456 مشاهدات 0


الراي

أوراق وحروف  /  فشل خليجي في احتواء الأزمات

مبارك محمد الهاجري

 

لو كان مجلس التعاون الخليجي يقرأ المستقبل، ويحتاط له، لكانت الأضرار أقل بكثير مما نراه الآن! ويتساءل المرء أين كان المجلس عندما خرجت الأمور عن السيطرة في المنطقة؟، ألم يكن بالإمكان تداركها قبل استفحالها، وبوسائل شتى ومتاحة حتى لا يصيب ضررها المنطقة ككل كما الآن؟!

خذ عندك يا أخا العرب أحداث اليمن لم تكن لتتطور إلى الأسوأ لولا السياسة الخليجية في معالجة الأزمات، وإصرارها على المبادرة الخليجية، والتي أتت بما لا تشتهيه دول المجلس، حيث رأينا العناد والمكابرة من قبل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وقيامه بتسليمه العاصمة صنعاء لجماعة الحوثي، وهو الأمر الذي أدى إلى خروج الأمور عن السيطرة، ما أدى إلى التدخل العربي في اليمن لإعادة الأوضاع كما كانت عليه في السابق، ولكن،بعد ماذا؟!

مجلس التعاون الخليجي في منطقة أزمات حادة، وعليه أن يسعى إلى تصحيح المسار، وأن ينظر إلى المتغيرات من حوله، وكيف أن صديق الأمس ارتمى بأحضان الأعداء، فالسياسة قراءة المستقبل بعين الفاحص الواعي، لا بالعين المغمضة، فأنتم ترون كيف أن نظام الملالي الإيراني قد مد يده لمصافحة أميركا، ليس حباً فيها، ولكن لتمرير مصالحه، وأولها تمرير برنامجه النووي بأقل الأضرار والخسائر، والإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات في البنوك الأميركية والأوروبية والمحتجزة منذ زمن الشاه الراحل، والموافقة على إطلاق اليد الإيرانية في المنطقة لتفعل ما يحلو لها دون أن تتعرض من قريب أو بعيد للمصالح الأميركية في المنطقة، والتي تسير حالياً وفق برمجة الفوضى الخلاقة، والتي تعني حرفياً تدمير المنطقة، والتلاعب بالخارطة السياسية، وبالطبع دون مساس بحدود إسرائيل، والتي يبدو أنها هي الأخرى ستلتهم بعضاً من الأراضي العربية قريباً!

إن لم تتدارك دول مجلس التعاون الخليجي ما يحاك ضدها من مؤامرات وخطط خبيثة من قبل أصدقاء الأمس، وتسعى لوضع سياسات ذكية تستطيع من خلالها كسب الكثير من النقاط فعليها أن تتوقع الأسوأ، فالتاريخ مليء بالشواهد الفاضحة التي تدين وتعري السياسة الأميركية المتلونة!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك