عن أسباب الأمن الستة!.. يكتب عبدالعزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 440 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  أسباب الأمن الستة

عبدالعزيز صباح الفضلي

 

كل دولة تسعى لتحقيق الأمن الداخلي والخارجي لمواطنيها والمقيمين فيها، وتبذل قصارى جهدها في الأخذ بالأسباب المادية.

لكن هناك أسباب أخرى لا بد من أخذها بالاعتبار، وإلا فلن تنفع تلك الوسائل السابقة، ولن تؤتي ثمارها، ومن هذه الأسباب:

- إقامة العدل: فلقد بعث أحد الولاة إلى عمر بن عبدالعزيز يطلب منه أن يمدّه بالأموال كي يستطيع تحصين المدينة بالأسوار العالية فكان جواب الخليفة عمر: «وما تنفعها الأسوار، حصّنها بالعدل ونقّ طريقها من الظلم».

- تحقيق مفهوم التقوى بفعل ما أمر الله تعالى به وترك ما نهى، يقول الله تعالى «فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون».

- اجتناب المجاهرة بالفواحش والمنكرات أو تسهيل الوقوع فيها، فلقد دمر الله تعالى قرى بسبب كثرة فسادها يقول الله عز وجل «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مُتْرفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً».

ويقول عمر بن الخطاب: «توشك القرى أن تخرُب وهي عامرة، إذا علا فُجّارها على أبرارها، وساد القبيلة منافقها».

- تطبيق مبدأ النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس، فلقد أهلك الله تعالى بني إسرائيل وسلب منهم الأمان ولعنهم بسبب أنهم «كانوا لا يتناهوْن عن منكر فعلوه»، والله تعالى يبين أهمية وجود المصلحين فيقول سبحانه «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون».

ونتعجب ممن يسخرون ويستهزئون بهؤلاء المصلحين، وهم صمام الأمان للمجتمع!!

- صناعة المعروف: فصنائع المعروف تقي مصارع السوء، ورعاية الضعفاء والمساكين، ومد يد العون للمحتاج وتفريج الكرب وإطعام الجائع وكسوة العاري ومعالجة المريض، كلها من صور الرحمة التي تستجلب رضا الله تعالى، وهو سبحانه لن ينزل عقوبة بأمة يتراحم الناس في ما بينهم.

وبهذه المناسبة أقول: «لا نمنع الخير في بلد الخير» هناك دعوات من أطراف عدة مختلفة تسعى لتقليص العمل الخيري في الكويت والتضييق عليه، وتدعو إلى إغلاق المقار والفروع في المناطق بحجج أغلبها وهمية، وإذا تم ذلك دون توفير بدائل مناسبة فلن يعود بالخير على البلاد، فإن الجزاء من جنس العمل، فالرحمة جزاؤها -من رب العباد- الرحمة، وقطع الخير ستكون عقوبته بالمثل «وما ربك بظلاّم للعبيد».

- طلب الأمن ممّن يملكه، ولا يملك بسط الأمن أو إزالته سوى الله تعالى، ولذلك توجه إبراهيم عليه السلام إلى الله تعالى مباشرة في طلب الأمن فقال: «رب اجعل هذا البلد آمنا».

فلن تستطيع أي قوة في العالم أن تحقق لك الأمن، إذا أراد الله سلبه، ولن يستطيع مخلوق أن يزعزع الأمن في بلد إذا أراد الله حفظه، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء، لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».

رب اجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك