أماني العدواني تكتب .. 'شكرا زين'

زاوية الكتاب

كتب 870 مشاهدات 0

مسرح

بعد خصام طويل وجفاء دام لسنوات عديدة بيني وبين المسرح هالكويتي ... كان لي نصيب في أن أحضر مسرحية زين الأوطان برفقة أبنائي .
لا أعرف كيف استطاعت هذه المسرحية أن تشدني وتجذبني، وكيف طارت بي إلى ذلك الزمن الجميل، وأخذت تحلق بي إلى أيام المسارح التربوية الهادفة وإلى أعمال مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك ، ومسرح الطفل الغنائي المشوق ، وأعمال هدى حسين وسحر حسين التي لطالما حملت بين طياتها أهدافا تربوية سامية وعروضا شيقة راقية . وبعد أن استفحلت وترسخت ثقافة الألفاظ النابية والتلميحات الهابطة والمصطلحات المستفزة ، وبعد أن أصبح لإهانة الناس وإهدار كراماتهم والتجريح بأحاسيسهم مسميات أخرى منمقة... وأصبح الاستهزاء بالأشخاص والتنابز بالألقاب خفة ظل و كوميديا. وبعد أن انغمس أطفال هذا الجيل بالألعاب الالكترونية بشتى أنواعها ، والتي بدورها سببت لهم فراغ فكري وتشتت ذهني ، أفقدهم القدرة على التركيز والانتباه ، وزاد جرعة العنف في تصرفاتهم ، وأفقدهم القدرة على التواصل الاجتماعي .
جاءت مسرحية زين الأوطان لتعيد لي الثقة في المسرح لا سيما مسرح الطفل ، والذي يخاطب أهم شريحة ، من خلال ما حواه ذلك السيناريو الغنائي من رقي في الأفكار وسمو في الأهداف ، ومن خلال ذلك الابهار الذي شاهدناه في تصميم الديكورات والابداع في اظهار الاضاءة في ذلك الشكل الرائع ، وأداء أبطال العمل الذي اتسم بالخفة والرشاقة والاندماج والتناسق وخفة الظل أيضا.
ببساطة قدمت لنا تلك المسرحية قيما سامية ودروسا قيمة وتعليم بليغ ،استطاعت هبه مشاري حمادة في تلك الساعتين أن ترسخ في أذهان أبنائنا وتغرس في نفوسهم ، ما عجزنا أن نغرسه في سنوات ، بدءا من حب الوطن وانتهاء بحب الوطن أيضا، وما حوته ما بين البداية والنهاية من دروس حياتية جميلة اختصرتها لنا الكاتبة في تلك الساعتين، قدمت لنا من خلالها قيمة الصبر على البلاء في أجل صورها من خلال شخصين أحدهما مقعد و آخر ضرير ... وقدمت لنا أيضا قيمة التفاؤل بالحياة واستشعار جميع النعم التي يتمتع بها الانسان ، كما كان لنبذ الطائفية والعنصرية نصيبا كبيرا من تلك القيم .
في تلك المسرحية أيضا يتعلم الأبناء بأن الوطن بحاجة كل عمل وعلم وجهد، من خلال مجموعة من الرسائل وجهتها الكاتبة للقلوب والعقول ... قلوب تنبض بحب الوطن وعقول تفكر وتعمل لتقدمه ورقيه وازدهاره.
ولا أنسى منظرا يثلج الصدر ويسعد القلب هو ذلك التنظيم الرائع والذي كان يقوده شبابا كويتيين نفخر بهم ،استثمرت طاقاتهم ووجهت جهودهم لكي يخرج العمل بهذا الشكل الرائع .
بالفعل في هذا الوقت بالذات وفي هذه الظروف بالتحديد نحتاج إلى المزيد من تلك الأعمال التربوية
الهادفة . شكرا زين ، وشكرا هبه مشاري حماده وشكرا لكل من شارك في هذا العمل الرائع .
أماني علي العدواني

الآن - رأي: أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك