خاص جداً ... يكتب عبدالكريم الغربللي

زاوية الكتاب

الى أمل المستقبل ... شباب الوطن ... بعد ربع قرن على مأساة الغزو

كتب 9186 مشاهدات 0

شهداء الكويت

                                  

الكاتب عبدالكريم الغربللي


 
الى بنات واولاد... شابات وشباب...الكويت يا أمل مستقبلنا ورمز وحدتنا الوطنية ويامن كُنتم قبل خمسة وعشرون عاماً أطفالاً، وربما لم يكن بعضكم قد ولد بعد عندما غدر وغزا النظام العراقي البائد وطننا الكويت، ففي مساء مثل هذا اليوم 'الأربعاء' الأول من أغسطس 1990م -تاريخ الغزو هو الأول من أغسطس وليس الثاني منه، كما هو شائع-زحفت القوات الغادرة للنظام العراقي البائد في جنح الظلام لاحتلال وطننا الغالي دولة الكويت، تلك المحطة المهمة ليس في تاريخ الكويت فقط، وإنما في تاريخ العالم بأسره. لقد فوجئت الكويت بعدوان غادر لم تكن تتوقعه من جار ينتسب إلى العروبة والإسلام شدت أزره في محنه المختلفة، فزحف عليها في جنح الليل بمئات الألوف من الجنود وآلاف الدبابات والطائرات في حرب برية وبحرية وجوية شاملة مستهدفاً إبادة الشعب الكويتي ومحو شخصية الكويت السياسية والحضارية، ورغم شراسة وفداحة الغزو العراقي للكويت الذي راح ضحيته العدد الكبير من الشهداء والأسرى والمفقودين وما ألحقه ذلك الغزو من أضرار جسيمة بمرافق واقتصاد الكويت وموارد ثرواتها المختلفة، فإن الشعب الكويتي وبفضل من الله عز وجل استطاع أن يصمد أمام تلك المحنة.
شهداء الكويت الأبرار وشعبها الوفي: بدايةً لا يفوتني ان أتقدم لأرواح شهيدات وشهداء الوطن بالعرفان والامتنان لما بذلوه من تفاني وبسالة وهم يذودون عن حمى الوطن إذ لم يترددوا في التضحية بأرواحهم كي تبقى الكويت حرة ومستقلة..، كما لا يفوتني الاشادة بصمود الشعب الكويتي الوفي وتمسكه بشرعيته ونظامه بصورة اجماع غير مسبوقة لدولة أراد الغزاة اقتلاعها من الجغرافيا والتاريخ..، فخسيء الغزاة وتحررت الكويت، فهل تم تنفيذ وصية الشهداء؟!!! وهل تم تلبية تطلعات الشعب؟!!!
الصمود والمقاومة الوطنية: لقد بدأ العدوان العراقي على الكويت بتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للكويت، من ذلك محاولته تشكيل حكومة خاضعة له، وحين لم يجد من يتعاون معه أصدر قراراً بضم الكويت إلى العراق وإعلانها المحافظة التاسعة عشرة في 28 أغسطس 1990م باسم محافظة كاظمة، كما أصدر قراراً في 23 سبتمبر 1990مبإلغاء الدينار الكويتي. زاعماً أن قرار ضم الكويت إلى العراق، إنما هو قرار أبدي لا رجعة فيه! أما الشعب الكويتي الوفي فقد وقف خلف قيادته الشرعية، معلناً بطلان جميع القرارات والإجراءات العراقية، رافضاً المساومة على سيادة الكويت واستقلالها، متمسكا بحدود بلاده وعدم التنازل عن شبر واحد من ترابها الوطني، ولم ترهبه قوات الغزو رغم شراستها، فأعلن العصيان المدني، ومضى في تنظيم عمليات المقاومة في الداخل، عندها أدرك المعتدون أنهم أخطأواالحساب حين تصوروا أنهم يستطيعون بالوعد والوعيد أن يرغموا الكويتيين على التعاون معهم.
 
وضوح الرؤية: أيها الأبناء الأعزاء، في أزمة الكويت عُرف الصديق من العدو، فهناك من هب رافضاً الابتزاز ولغة التهديد ووقف إلى جانب المواثيق واعتبرت الشرعية أمراً مقدساً لا يقبل أن تنتهك. وهناك من أنكر العلاقة ورفض المشروعية واستباح الظلم وناصر المعتدي مقابل وعود مادية وتحالفات سياسية. وفي أزمة الكويت تعرت مصطلحات، طالما استُخدمت أردية براقة لأغراض كاذبة. حيث استُخدمت الأخوة والعروبة مبرراً لمسح دولة من على الخريطة وللوصول إلى كراسي السلطة، في الكويت نفسها كانت التجربة مريرة؛ من القتل إلى الاغتصاب، ومن النهب إلى التشريد. ومع هذا فقد صمد وثبت الكويتيون في وقفة شجاعة وتراصوا خلف قيادتهم ورفض محاولة ابتلاع البلاد وإلغائها قسراً، ووقفوا صفاً واحداً ضد العدوان.
 
العقل والإدراك العربي: من خلال حرب تحرير الكويت ومن وراء هذا الانقسام نبتت على أرضنا رؤية أكثر واقعية في التعامل مع الأشياء على حقيقتها. لقد ثبت للجميع أن باعة الشعارات لا يحملون لهذه الأمة سوى الكلمات الجوفاء التي تدلهم على طريق الزعامة وعلى رؤوس الغوغاء. كانت حرب الكويت حربا ضرورية لتعيد للإنسان العربي عقله، بعد أن ضاع وسط الانتهازية السياسية. كانت حرب الكويت ضرورية لتصحيح العلاقة بين الأطراف العربية. كانت الحرب من أجل الكويت ضرورية حتى تصبح لسيادة الدول شرعيتها الدولية، وحتى يصبح للشعوب الصغيرة والكبيرة حقها في أن تعيش كما تريد، لا كما يريده القراصنة... كانت مأساة الكويت مشعلا ًمن أجل توضيح حقائق عديدة ما كان يمكن الاهتداء إليها من دون ثمن كهذا. فالحرب من أجل الكويت تأمين لحدود الدول وردع للأنفس الطامعة وحماية للصغار من طغيان الكبار.


 

بزوغ فجر التحرير: بحلول الموعد النهائي الذي حدده قرار مجلس الأمن رقم 678 لانسحاب العراق من الكويت بتاريخ 16 يناير 1991م وعند منتصف الليل بتوقيت غرينتش بدأت عملية تحرير الكويت بقيادة الفريق الراحل 'الفذ' نورمان شوارزكوف وذلك بالعملية الجوية لقوات التحالف «عاصفة الصحراءـDesert Storm » بدك القوات المعتدية تلاها في 24 من فبراير 1991مبداية هجوم القوات البرية «درع الصحراء ـ Desert Shield» وأعلن ناطق باسم قوات التحالف أن «تحرير الكويت قد بدأ»... وفي 25 فبراير1991م أمر الرئيس العراقي المقبور قواته بالانسحاب من دولة الكويت والامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 660، في 26 فبراير 1991م. وتم بفضل الله عز وجل تحرير دولة الكويت، بعد مئة ساعة من الحرب البرية دُحر جيش النظام العراقي البائد وأعلن العراق قبوله بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي، وأعلنت قوات تحالف ثلاثة وثلاثون دولة هبت لتحرير الكويت وقفاً لإطلاق النار.

 


الكويت «دار أمن وأمان»: سيظل شبح الظلم الذي لحق بالكويت يطارد زمرة النظام العراقي الغادر ومن ناصره ويتحكم بأعصابه إلى يوم الدين... فالكويت ذلك الوطن الصغير بحجمه، والكبير بإيمانه بربه هزم الطغمة الباغية في داخلها مهما تظاهروا سابقاً بالانتصار وإقامة حفلات أعياد الميلاد وإجبار الناس على المسيرات... ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وهكذا لم يحقق عدوان النظام العراقي البائد على الكويت، إلا كل ما يضر بالأمتين الإسلامية والعربية، وقضاياهما المصيرية، والاقتصادية، بالإضافة إلى أضراره السلبية الأخرى التي أصابت العالم بأسره، أما الكويت فرغم عمق المأساة وما تركته من جراح غائرة في النفوس فسوف تكون دائما كالعهد بها وكما وصفها الأمير الراحل الشيخ جابر، طيب الله ثراه، في كلمته التي ألقاها في الأمم المتحدة في 27 سبتمبر 1990م: «ستبقى الكويت دار أمن وأمان وواحة أصيلة وارقة الظلال يستظل تحتها كل الطيبين والشرفاء من الكويتيين وإخوانهم المقيمين يعملون يدا واحدة من أجل الخير والبناء» مصداقاً لقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) صدق الله العظيم الأبناء الأعزاء، سوف نورد أهم محطات الغزو التي عاشتها الكويت في خضم الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية.


 

إرهاصات ومقدّمات الغدر: في 28 مايو 1990م، رئيس النظام العراقي البائد يشن هجوماً ضد دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدةالشقيقة، في مؤتمر قمة الجامعة العربية المنعقد في بغداد، بذريعة السياسة البترولية التي تنتهجانها. وبتاريخ 18 يوليو 1990م، وزير خارجية النظام العراقي البائد يدعي أن الكويت سرقت نفطاً عراقياً قيمته 2.5 مليار دولار، ونتيجة لذلك الادعاء ألغى رئيس النظام العراقي ديون العراق المستحقة للكويت، التي تزيد على عشرة مليارات دولار. وفي 19 يوليو 1990م، الخارجية الكويتية تُسلم كتاباً إلى جامعة الدول العربية ترد فيه على الادعاءات والافتراءات العراقية، وتدعو إلى تحكيم جامعة الدول العربية في النزاع الحدودي. 24 يوليو 1990م، العراق يصعِّد الوضع ويرسل 30 ألف جندي إلى الحدود الكويتية، والرئيس المصري حسني مبارك يبدأ مساعي وساطة بزيارة للعراق والكويت والمملكة العربية السعودية.
 
في 1 أغسطس 1990م، سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السابق الأمير الراحل الوالد الشيخ سعد العبد الله الصباح طيب الله ثراه، ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة للنظام العراقي البائد يجتمعان في جدة لإجراء محادثات لإنهاء المشكلة، غير أن المحادثات انهارت خلال ساعتين بسبب تعنت الجانب العراقي. وفي مساء اليوم نفسه تجاوزت الحشود العراقية على الحدود الكويتية المقدرة المئة ألف جندي، ورئيس النظام العراقي يُعطي وعداً في اتصالين هاتفيين لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، طيب الله ثراه، والرئيس المصري حسنى مبارك، بأنه لن يستخدم القوة ضد الكويت.

 

الغزو الغاشم أغسطس 1990م: في الأول من أغسطس 1990م، عند الساعة الحادية عشرة مساءً بالتوقيت المحلي (20:00 بتوقيت غرينتش)، غزت القوات والدبابات العراقية حدود دولة الكويت، 2 أغسطس1990م، أعلن النظام العراقي أن الحكومة الكويتية سقطت نتيجة تمرد داخلي، والقوات الغازية تفشل في تحقيق أهم أهدافها بعد أن استطاع الأمير الشيخ جابر الصباح، طيب الله ثراه، وسمو ولي عهده الأمير الوالد ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة في الوصول إلى المملكة العربية السعودية، كما أدان مجلس الأمن الدولي الغزو، وطالب العراق في قرار 660 بالانسحاب الفوري والبدء في التفاوض مع الكويت، وفي 4 أغسطس أكدت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية الأميركية أن القوات العراقية في الكويت يجري تعزيزها لا سحبها، 6 أغسطس، صوت مجلس الأمن الدولي بأغلبية 13 صوتا ضد لا شيء على فرض عقوبات اقتصادية واسعة ضد العراق. ورئيس النظام العراقي يعلن أن احتلاله للكويت «لا رجعة فيه»، 8 أغسطس، أعلن العراق رسميا ضم الكويت إليه واعتبارها المحافظة التاسعة عشرة، وفي اليوم نفسه بدأت القوات الدولية تصل إلى السعودية، 9 أغسطس، أعلن مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 662 أن ضم الكويت للعراق لاغ ٍ ولا قيمة قانونية له، وفي 10 أغسطس، صوتت قمة جامعة الدول العربية في القاهرة بالأغلبية على إرسال قوات عسكرية إلى المملكة العربية السعودية وطالبت العراق بالانسحاب من الكويت، وكانت 12 دولة من ضمن الدول الإحدى والعشرين صوتت بالموافقة على القرار، فيما عارضته ثلاث (العراق وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية)، وامتنعت دولتان عن التصويت (اليمن والجزائر) وتغيبت واحدة عن الاجتماع (تونس). أما الأردن وسورية وموريتانيا فأعربت عن تحفظاتها، 15 أغسطس، وافق رئيس النظام العراقي البائد صدام حسين في أجراء فاجأ به العالم على شروط إيران لتسوية الحرب العراقية - الإيرانية بين عامي 1980-1988، وفي 18 أغسطس، العراق يهدد باستعمال أسلحة الدمار الشامل إذا تعرض لهجوم عسكري، 25 أغسطس وافق مجلس الأمن بأغلبية 13 صوتا مع امتناع كوبا واليمن عن التصويت، على القرار رقم 665، الذي يجيز اتخاذ إجراءات حسبما تقتضي الضرورة، بما في ذلك الأجراء العسكري، لتنفيذ الحظر الاقتصادي ضد العراق.
 
سبتمبر 1990م، في يوم 5 سبتمبر أعدت حكومة الكويت في المنفي مشروع قانون بتكلفة تصل إلى 55 مليون دولار شهريا لصرف مخصصات إعاشة للمواطنين الكويتيين في الخارج، 7 سبتمبر، استأنفت المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي بعد قطيعه دامت 56 سنة، 27 سبتمبر الأمير الراحل الشيخ جابر الصباح، رحمه الله، يلقي خطاباً مؤثراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناشد فيه إعادة حكومة الكويت وشعبها وأرضها. وقد وقف الحاضرون وصفقوا له طويلاً بينما خرج الوفد العراقي قبل أن يبدأ إلقاء خطابه. وفي هذا اليوم جددت بريطانيا وإيران العلاقات الدبلوماسية بينهما.
 


أكتوبر 1990م: 13 إلى 15 أكتوبر عقد وجهاء الكويت مؤتمرا شعبيا كبيرا في جدة لدعم الشرعية وتوحيد ورص الصفوف، ولقد ركزت القيادة على «الاهتمام على كويت المستقبل»، ووعدت بالتمسك بالدستور وأن الإصلاحات الديموقراطية سوف تطبق،25  أكتوبر العراق يلغم آبار النفط الكويتية، 29 أكتوبر، تبني مجلس الأمن قراره العاشر رقم 674 الهادف إلى إرغام العراق على الانسحاب من الكويت بأغلبية 13 صوتا وامتناع اليمن وكوبا عن التصويت.
 
نوفمبر 1990م: 26 نوفمبر، وافقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من حيث المبدأ على قرار يجيز استعمال القوة ضد العراق إذا لم ينسحب من الكويت، 28 نوفمبر، أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر استقالتها من زعامة حزب المحافظين البريطاني وبالتالي من منصب رئاسة الوزارة وخلفها وزير الخزانة جون ميجور، 29 نوفمبر، وافق مجلس الأمن الدولي بأكثرية 12 صوتا مقابل صوتي كوبا واليمن وامتناع الصين عن التصويت على استعمال القوة ضد العراق، إذا لم ينسحب من الكويت بحلول 15 يناير 1991.
 
ديسمبر 1990م: 17ديسمبر، بريطانيا تنفذ المادة العاشرة من قانون القوات الاحتياطية التي لم تستعمل منذ الحرب الكورية في مطلع الخمسينيات، ومكنت هذه المادة وزارة الدفاع البريطانية من استدعاء قوة إضافية قوامها 1500 من قوات الاحتياط. 22 ديسمبر، افتتحت في الدوحة أعمال اجتماعات الدورة الحادية عشرة للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، التي أكدت الوقوف بقوة ووضوح إلى جانب دولة الكويت وحكومتها الشرعية ورفض العدوان العراقي.
 

يناير1991م9: يناير بعد ست ساعات من المناقشات فشلت محادثات وزيري خارجية أميركا 'جيمس بيكر' والعراق في جنيف، 15 يناير فشلت آخر محاولة سلام فرنسية، وكان الموعد النهائي الذي حدده قرار مجلس الأمن رقم 678 لانسحاب العراق من الكويت ينتهي عند منتصف الليل، 16 يناير عند منتصف الليل بتوقيت غرينتش بدأت قاذفات التحالف الدولي بقصف المواقع العسكرية والاستراتيجية في بغداد ومختلف أنحاء العراق مدشنة بذلك عملية «عاصفة الصحراء ـDesert Storm » ، وقوات التحالف تعلن أن «تحرير الكويت قد بدأ». 30 يناير وقعت أول معركة برية في منطقة الخفجي السعودية على الحدود السعودية - الكويتية - العراقية.


 

فبراير 1991م التحرير: 2 فبراير بدأت بوادر انهيار القوات العراقية في الظهور، عندما أخذ المئات من الجنود العراقيين الجائعين والذين يعانون من انحطاط في معنوياتهم في عبور الحدود السعودية للاستسلام لقوات الحلفاء. 24 فبراير، انطلاق عملية «درع الصحراء ـ Desert Shield»، الهجوم البري لقوات التحالف وعملية تحرير الكويت تدخل مرحلتها النهائية، وكان نجاح خطة «درع الصحراء» أسرع مما توقعه الكثيرون .25 فبراير، اندحار قوات النظام العراقي ورئيس النظام العراقي البائد يعلن الانسحاب من الكويت والامتثال لقرارات مجلس الأمن، في 26 فبراير تم بفضل الله عز وجل تحرير دولة الكويت، 28 فبراير بعد انقضاء مئة ساعة من الحرب البرية دُحر الجيش العراقي، وأعلن العراق قبوله بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي، وأعلنت قوات التحالف وقفاً لإطلاق النار... هذه كانت أهم وليس جميع أحداث الغزو الغاشم لوطننا الغالي.

 

الوطن أمانة: الأبناء الأعزاء، اعلم تماما انه يتبادر الى ذهنكم تساؤلات واستفسارات كثيرة تتعلق بموضوع الغزو الغاشم كمثل: مناخ وبيئة الأحداث، لماذا لم يتم توثيق احداث الغزو واستخلاص العبر والدروس؟ لماذا لم تشكل لجنة 'تحقيق' في مجلس الامة وتم الاكتفاء بلجنة 'تقصي'؟! ولماذا تم إخفاء تقريرها الهزيل ؟! هل نفذت توصيات ووعود مؤتمر جدة؟! هل تمت محاسبة أحد او جهة ... ام ان الغزو قضية ضد مجهول؟! هل تعرض المال العام للنهب اثناء الغزو؟! هل اعتذرت العراق بصورة رسمية عن جرائم الغزو؟!واخيراً وليس آخراً هل حالنا اليوم أفضل ونحن نعيش تراجعاً في الحريات وغزو الفساد ' الذي تنوء عن حمله الجمال' الربيان والخس وصل الى أسعار فلكية، الإخفاق في انجاز استاد رياضي او حتى محاسبة المقاول! فضائح 'الداو' والإيداعات، التطاول على المال العام آخرها فضيحة التأمينات الاجتماعية..؟!  جوانب ودروس ومحاور وتساؤلات الغزو وما قبله وبعده كثيرة ومتعددة... لا يتسع المجال للتطرق لها تجنبا للإطالة ولكن بمشيئة الله سوف نتناولهابموضوعية في القادم من الأيام... دروس وعبر كثيرة كان من الواجب تعلمها وفهما ونحن نعيش ذكرى مرور خمس وعشرون عاماً للغزو الغاشم، فالوطن لن يغفر لنا إذا أفلتت الفئة الباغية من الجزاء الصارم الذي يحفظ للوطن عزته وللمواطنين كرامتهم، فأرواح الشهداء ائتمنتنا على سلامة وكرامة لوطن، رحم الله الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم أبو الدستور الذي ما فتئا يردد هذه الحكمة 'لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم ... وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا ... تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت ... فان تولت فبالأشرار تنقاد '،جوانب ودروس ومحاور وتساؤلات الغزو كثيرة ومتعددة... لا يتسع المجال للتطرق لها في هذه العجالة تجنبا للإطالة ولكن بمشيئة الله سوف نتناولها لأهميتها بموضوعية في القادم من الأيام...رحم الله وتقبل شهدائنا الابرار وحفظ الله الكويت حرة مستقلة ومستقرة آمنة مطمئنة وشعبها الوفي والمقيمين على ارضها من كل مكروه ... والله ولي التوفيق.


عبدالكريم عبداللطيف السيد خالد الغربللي
الكويت: السبت 16 شوال 1436ه ـ الموافق 1 أغسطس 2015م


الى أمل المستقبل ... شباب الوطن... بعد ربع قرن على مأساة الغزو ـ عبدالكريم الغربللي  الكويت السبت 16 شوال 1436ه ـ الموافق 1 أغسطس 2015م

الآن- خاص: بقلم: عبدالكريم الغربللي

تعليقات

اكتب تعليقك