تعافي أسعار النفط في التعاملات الآسيوية

الاقتصاد الآن

529 مشاهدات 0

نفط

حققت أسعار النفط في دورة التعاملات الآسيوية اليوم بعض المكاسب بعد تراجعها بنسبة 5 في المئة في تعاملات الليلة الماضية وسط تنامي التحذيرات بشأن مزيد من التراجع بسبب وفرة الإنتاج العالمي من النفط الخام وهشاشة توقعات النمو الاقتصادي لاسيما في الصين.
وخلال الشهر الماضي سجلت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) التي تضخ 40 في المئة من إجمالي إنتاج النفط الخام عالميا أعلى مستوى إنتاج شهري لها في التاريخ الحديث وسط توقعات بتصاعد هذا الإنتاج بالتزامن مع اعتزام إيران رفع إنتاجها بواقع نصف مليون برميل يوميا إذا ما تم رفع العقوبات عنها.
ومما ساهم في انكماش أسعار النفط وصول إنتاج النفط الأمريكي إلى مستويات قياسية والبيانات السلبية بشأن نمو الاقتصاد الصيني حيث تعد بكين ثاني أكبر مستهلك للطاقة عالميا في حين سجلت أسعار النفط خلال تعاملات الليلة الماضية أدنى مستوياتها في غضون ستة أشهر وسط تراجع عقود مزيج (برنت) إلى نحو 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ شهر يناير الماضي.
وانخفض خام القياس الأوروبي (برنت) في جلسة التداولات الأخيرة 17ر1 دولار ليصل إلى 04ر50 دولار للبرميل مسجلا تراجعا في أسعاره بنسبة 20 في المئة منذ بداية الربع الثالث من العام ليحقق بذلك أكبر انخفاض في أي ربع سنوي ثالث منذ عام 2008.
وفقد الخام الأمريكي 75 سنتا ليصل إلى 37ر46 دولار للبرميل دولار بعدما بلغ أقل مستوى له في أربعة أشهر عند 35ر46 دولار في حين انخفضت أسعار العقود الآجلة لأقرب تسليم بنسبة 8ر20 دولار للبرميل خلال الشهر الماضي مسجلة أكبر خسارة شهرية منذ أكتوبر 2008.
ويأتي التراجع في أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية وسط حالة من الصمت بين الدول الاعضاء في (أوبك) وعدم إظهار أي تعليق بشأن عدم استقرار الأسعار الحالية حيث كان التركيز في وقت سابق يتمثل في الدفاع عن حصصهم الإنتاجية بالسوق في وقت وصل الإنتاج إلى مستويات قياسية.
وكان وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه توقع في تصريحات أمس الأول أن تزيد بلاده الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا فور رفع العقوبات عنها ومليون برميل يوميا في غضون أشهر.
من جانب آخر أظهرت بيانات رسمية توقف النمو في شركات قطاع الصناعات التحويلية الكبيرة في الصين 'ثاني أكبر مستهلكي النفط الخام عالميا' بشكل مفاجئ في يوليو الماضي بعد هبوط الطلب في الداخل والخارج ليضاف ذلك إلى مخاوف من هبوط شهدته أسواق الأسهم الصينية في الأونة الأخيرة أدى إلى تراجع الأسهم أكثر من 30 في المئة.
وتراجعت الأسعار بنسبة 39ر11 دولار للبرميل مايعادل 6ر18 في المئة في شهر يوليو الماضي وسط تنامي المخاوف من استئناف صادرات النفط الإيرانية وما يشاع عن 'إغراق الأسواق العالمية'.
وتوصلت إيران ودول مجموعة (خمسة زائدا واحدا) الشهر الماضي إلى اتفاق بشأن ملف طهران النووي طال انتظاره ومن شأنه انهاء العقوبات الاقتصادية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وساهمت تقارير سجلات صادرات النفط المرتفعة من العراق والإنتاج القوي من السعودية في تعميق الخسائر كما تفوقت معدلات إنتاج النفط العالمي على معدلات الطلب في أعقاب الطفرة في إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة وبعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط العام الماضي بعدم خفض الإنتاج.
إلى ذلك تراجعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى أدنى مستوياتها أكثر من أربعة أشهر إثر استمرار المخاوف بشأن ارتفاع إنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة الذي أثر سلبا على المعنويات.
ففي بورصة نيويورك تراجع النفط الخام تسليم سبتمبر المقبل في جلسة التداولات الأخيرة ليسجل أدنى مستوى له خلال اليوم بمقدار 38ر46 دولار للبرميل وهو أدنى سعر له منذ مارس الماضي متراجعا بنسبة 66 سنتا أو مايعادل 4ر1 في المئة.
وفي نهاية تعاملات الأسبوع الماضي تراجعت العقود الآجلة للنفط (نايمكس) بنسبة 40ر1 في المئة 89ر2 دولار لتغلق عند 12ر47 دولار للبرميل كما انخفضت العقود الآجلة للنفط المتداولة في نيويورك بنسبة 88 سنتا بواقع 12ر2 في المئة مسجلة التراجع الأسبوعي السابع على التوالي.
وأرخت المخاوف أيضا حول صحة الاقتصاد الصيني وارتفاع الدولار الأمريكي على نطاق واسع بظلالها على احتمال ارتفاع أسعار الفائدة المتوقع في الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام.
وتعرضت أسعار النفط لضغوط من صعود الدولار الذي تم تداوله أواخر يوليو الماضي قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر أمام سلة من العملات الرئيسية بفعل توقعات بزيادة في أسعار الفائدة الأمريكية حيث يجعل صعود الدولار أسعار الخام أكثر تكلفة على المستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك