عن ثورات الشعوب - يكتب زايد الزيد:

زاوية الكتاب

تبدأ بهدف صغير لتصل إلى أهداف شمولية تقتلع كل من يقف بوجهها

كتب 1812 مشاهدات 0


الخلاصة

كلمة الشعوب

زايد الزيد

مع تصاعد الحركات الاحتجاجية مؤخرا في مختلف الدول وخصوصاً في الوطن العربي، مازال هناك من يقلل من شأنها إما عمدا أو جهلا على الرغم من أن الحركات الاحتجاجية غير المصبوغة بلون سياسي او انها غير مجتمعة تحت طيف سياسي واحد، تأتي نتائجها دائما مثمرة، حدث ذلك من قبل في حملة «نبيها خمس» عندنا في الكويت وهي الحملة التي جمعت أطياف الشعب الكويتي من دون قيادة حزبية، ونجحت نجاحا كبيرا حتى أتت ثمارها، وعلى الرغم من ذلك مازال هناك من يقلل من الحملة الشعبية لمقاطعة شراء الأسماك على الرغم من نجاحها في الأيام الأولى ومازالت لأنها حملة شعبية بعيدا عن دهاليز وحسابات السياسة، والحقيقة ان من يقلل من تلك الحملات الشعبية ومنها حملة «خلوها تخيس» لا يعلم أننا نعيش في ثورة معلوماتية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالمعلومة والحقيقة أصبحتا تصلان بسهولة إلى المتلقي وتتيحان له التواصل والتلاقي مع جموع لا يعرفها لكنه يتفق معها.

والحقيقة، ان نجاح مثل هذه الحملات الاحتجاجية الشعبية يخيف الحكومات الفاشلة، فتجد أتباعها والمحسوبين عليها، تارة يقللون منها وتارة يستخدمون غطاء الدين لتحريمها على الرغم من ان تلك الحملات معظمها جاءت بأساليب جديدة بعيدا عن التظاهر كحملة «خلوها تخيس»، وأيضا حملة «بلاها لحمة» في مصر والتي تحارب غلاء أسعار اللحوم، وفي لبنان حيث تحولت حملة «طلعت ريحتكن» إلى مظاهرات سلمية وهي حركة احتجاجية ضد تراكم أكوام القمامة في الشوارع وعدم وجود حل لرفعها حتى وصلت المطالب إلى اسقاط رئيس الحكومة، وأيضا في العراق تصاعدت الحركات الاحتجاجية في قلب بغداد العاصمة ضد الفساد وعلى الرغم من إجراءات الحكومة بالإقالات وتقليل مصروفات الوزراء وإحالة بعضهم إلى المحاكمة، إلا أن المظاهرات تواصلت للمطالبة بمزيد من الإصلاحات في وجه الفساد والمفسدين.

ولا يختلف إثنان على ان الفساد مستشرٍ في مختلف الدول العربية وذلك بشهادة معظم المنظمات المتخصصة برصد مؤشرات مدركات الفساد، لذلك حركة الشعوب ضد الفساد تخيف السلطات دائما، لانها تبدأ صغيرة وتنتهي في احيان كثيرة الى طوفان جارف لتحقق أهدافها، فتلك الحركات الشعبية تبدأ بهدف صغير لتصل الى أهداف شمولية تقتلع كل من وما يقف في وجهها سعيا لتحقيق ما تصبو إليه، ولعل التاريخ الحديث والقديم سواء على مستوى الوطن العربي وحتى العالم الغربي مليء بالشواهد الدالة على ذلك، بل ان خير مثال على ذلك صرخة احتجاج من شاب تونسي على فساد الاوضاع في بلده التي قادت إلى منعه من بيع الخضار في عربة صغيرة متهالكة فقام بحرق نفسه، ما لبثت ان تحولت الى ثورة عارمة اقتلعت نظاما ديكتاتوريا واليوم الشعب التونسي يحكم نفسه بنفسه.

النهار - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك