قصص العهد الهتلري!.. بقلم محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 491 مشاهدات 0


القبس

لكم أن تتعجبوا وتقيسوا حالكم..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

أقصّ عليكم قصص العهد الهتلري، لا عهود المترفين عندنا من بعدهم، فهم في مدنهم ليسوا حمالين في أي مكان من برلين، وإنما هم فتيان (صبيان وبنات) وأكثرهم الفتيات ربطن ربطة العنق وسمين أنفسهن «فتيات هتلر»، يحملن حقائبك المتعددة من محطات القطار وغيرها ويوصلنها إلى غرفتك من دون أجر إلا شكوراً منك فقط.
أما دور لهو الفتيان فليس فيه شطط واعتداء على الآخرين، فكل شيء بنظام ثم يرجعون إلى بيوتهم مسرورين من دون ذبح سكاكين كما في المجمعات عندنا وفي الجمعيات التعاونية.
والرقابة عندهم في كل شيء حتى في المجلات، حيث يبدو البعد عن مظاهر الإثارة والإغراء في كل صفحة، إلا عندنا فهم يأبون إلا ذلك، وإلا اعتبر من دون هذا الرجعية! فرق عندهم بين الإسبارطيين الأشداء وأخلاق الآثينيين الهابطة.
في المطاعم يدفع إيصالا للأكل لكل وجبة وللجميع سواسية، ينعم المترف فيها والمحروم، وكذلك ملابس الشتاء والصيف ما يشبه لباس النعمة أو الرفاهية، مما يجعل الألماني على كرامته.
ليست هناك نزاعات سياسية، فكلهم لألمانيا وألمانيا لهم، وهذه العبارة مطاطة عندنا يقولها الصالح والطالح، ليس عندهم يمين أو يسار في مذاهب الرأي، لأنه لم يخلق للسياسة كما عندنا الجميع يخوض فيها، بل في كل شيء ويخرجون بعده من لا شيء إلى لا شيء.
ليست مقالتي هذه مدحاً للنازية ولا تغنياً بأيامها، ولكني أسعى للتذكير بالنظام والنظافة واحترام القوانين مع ما كان يفعل هتلر بالعالم، فلم ترص الصفوف حوله وتجتمع عليه إلا بالنظام والسواسية في كل شيء، فعّلوا النظام واحترموه فانتصروا ولا أتحدث هنا عن طغيان نظام هتلر أو بالمخالفين والخائنين له. هذه بعض الانتقاءات من رحلة د. سامي الدهان إلى برلين عام 1948م ومشاهداته التي سجلها.
حلمنا أن تتقدم ديارنا كما تقدمت ديارهم بالثقافة والعلم والأخلاق والنظام واحترامه والأمانة وتطبيقها بدأ من النفس الواحدة إلى نفوسهم، ونأسف إذا قلنا إن كل الخير أو ما نقوله في الغرب واحترامهم لأنظمتهم التي وضعوها لتنظيم حياتهم وراحتها كل ذلك موجود في ديننا الكامل الإسلام: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا».. ولكن كيف سنفوز ونتقدم ونحن لا نتمسك بالخير الكبير الموجود عندنا ونطبقه في حياتنا؟ والله المستعان.

• وصلت الروح الحلقوم
أن تتعطل معاملتك في إدارة وزارة ما أو أي مكان آخر لبضع دقائق أو ساعات لعطل نظام الحاسوب، ثم يعمل بعد ذلك فأمر مقبول، ولكن أن يتعطل النظام في الوزارة وعمومها فهذا قمة الكسل والفشل والإهمال وهو ما حصل في وزارة المواصلات في يومي 23 و24 أغسطس بل يقول الناس انها قبل هذا التاريخ، حيث بادر الجميع إلى دفع أجور الهواتف قبل قطعها عنهم بالتهديد بالإشارة المرسلة إليهم ثم يفاجأون بذلك! من يحاسب من؟! 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك