تهويل الوضع الاقتصادي على خلاف الواقع!.. بقلم ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 503 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  للتاجر الغنم وللمواطن الغرم!

ناصر المطيري

 

مع كل انخفاض في أسعار النفط تتعالى الأصوات الحكومية الاقتصادية الداعية لربط الأحزمة الاقتصادية وضرورة اتباع سياسات تقشفية ، وفرض مزيد من الرسوم والضرائب على بعض الخدمات، كل ذلك يترافق مع حملة هلع وتهويل لأزمة نفطية عابرة.
المشكلة أن هؤلاء المنظرين الاقتصاديين وعباقرة الحكومة يريدون أن يتحمل المواطن كلفة هبوط أسعار النفط، في حين أنه عندما ارتفعت الأسعار وكسر برميل النفط حاجز المائة والعشرين دولارا لم يشعر المواطن بهذا الارتفاع لا على الصعيد التنموي ولا على الصعيد الشخصي.. بمعنى أن المواطن الكويتي في ظل ترنح أسعار النفط ارتفاعا وهبوطا يتحمل الغرم ولا يحصل على الغنم! 
تكيفت دول الخليج مع الانخفاضات الكبيرة في أسعار النفط العالمية ولم يحصل ما كان البعض يتخوف منه من هواجس اقتصادية بل سارت الأمور على ما يرام دون تأثر ملحوظ على الحركة التنموية في دول الخليج بل زادت هذه الدول من مصروفاتها وتحملت الكثير من الأعباء الاضافية رغم التراجع النفطي الحاد. 
ولو تحدثنا عن دولة الكويت فهي بفضل الله تتمتع بفوائض مالية ضخمة وهناك مداخيل وموارد استثمارية كبيرة في الداخل والخارج وهي ليست من الاقتصادات الهشة التي تتأثر بهبوط عارض لأسعار النفط أو تهتز بسهولة أمام أي أزمة اقتصادية عالمية ، نعم هناك بعض التأثير ولكنه تأثير وقتي وطارئ ولكن هناك من يعمل على تضخيم الأثر الاقتصادي لاستخدامه سياسياً.
المشكلة في النظرة لحالة انكماش أسعار البترول وتأثرنا الاقتصادي بها تعود إلى أن «عقلية الندرة» هي المهيمنة على التفكير والنهج الحكوميين بينما المفترض أن تسود «عقلية الوفرة» التي تنطلق من شعور ايجابي وليس سلبياً.
أن يخرج علينا وزير في الحكومة بتصريحات من شأنها تهويل الوضع الاقتصادي على خلاف الواقع، وإيهام الناس بأن البلد تواجه أزمة في شح الموارد تتطلب شد الأحزمة وربما اللجوء إلى رفع أسعار السلع والخدمات الحكومية وفرض ضرائب وإنقاص رواتب وغير ذلك لو استمر هبوط اسعار النفط، هذا الكلام هو ما يعكس بالضبط عقلية الندرة التي يتصف بها النهج الحكومي أو فكر بعض الوزراء ممن يعانون من ضيق العين وشح النفس، «ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون».
نظرية عقلية الندرة وعقلية الوفرة لدى خبراء علم الاجتماع تتلخص في أن عقلية الوفرة ترى أن هذا المكان يتسع لي ولغيري ، وعقلية الندرة ترى هذه المساحة لا تكفي سواي، والأمر كذلك ينسحب على المسائل المادية والمالية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك