‏‫' تمرد على الواقع أم صدمة من الواقع ' - تكتب أماني العدواني

زاوية الكتاب

كتب 1735 مشاهدات 0

مظاهرات

باءت جميع محاولاتي في الكتابة عن الأوضاع الراهنة في الكويت وفي منطقتنا العربية  والاقليمية مؤخرا  بالفشل  .. فوجدت  أن فكري في حيرة بين حالتين تمرد على الواقع وصدمة من الواقع ... أتمرد على الواقع حينما تتجاوز الأوضاع  من حولي حدود تفكيري وسقف خيالي ، وعندما أحاول درء كل فكرة تقود بديهيا إلى مستقبل مبهم وتصور مظلم ، أتمرد على الواقع حينما أتحاشى تلاطم الأفكار في عقلي وتناقض الأحداث من حولي   ... وعندما أكبح جماح كل قراءة واقعية وتحليل منطقي  لكل  الأحداث من حولي ...أتمرد على الواقع حينما أتعمد أن أعمي بصري عما  يحدث أمامي من أزمات و تقلبات و تغيرات ... فنشرات الأخبار غدت تؤرقني ، و تقلب الأحوال من حولي  أصبح يدهشني ، وتناقض المواقف وسوء الأوضاع يربكني .... تفجيرات و أرواح بريئة أزهقت ... أسلحة وخلايا نائمة نشطت ... انسجام أمريكي ايراني نووي واتفاقيات أبرمت ... شعوب برمتها تشردت ... ومخيمات لاجئين ونازحين امتلأت ....أزمات اقتصادية طالت دول غنية و شعوب مرفهة حدثت ... أسعار نفط هبطت ... وميزانيات دول تخلخلت ...تنظيمات ارهابية كثرت ... أفكار متطرفة وممارسات عنصرية انتشرت ... مطار متهالك ومشاريع تنمية أجهضت  ...   شعارات تبدلت وأقنعة سقطت  وموازين انقلبت ... أصبحنا نعيش في بؤرة تحيط بها الصراعات من كل جانب وتتلاطمها الخلافات من كل صوب وزاوية... وبات تتابع الأحداث وتواليها في فترات زمنية متقاربة يصعب علينا فهمها ،
هل ما يحدث طبيعي ... هل هو سبب أم  هو نتيجة  
... أوضاع تجعل الفكر في جمود والعقل في حالة ركود ... وتهرب من الواقع وهروب...
حينها اكتشفت بأنني أعيش حالة صدمة من الواقع تقود الى حالة التمرد على الواقع ... تجعلني
أؤثر التناسي والتغافل عن كل تلك الأمور على أن  أفصص الأحداث وأفكك طلاسمها وأحلل تعقيداتها  وأفصل قراءاتها ، سائلة المولى عز وجل بأن يحفظ بلدنا وبلاد المسلمين ، وأن يديم علينا نعمه ويتم علينا نعمة الأمن والأمان. 

الآن - رأي / أماني علي العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك