ضياع الملف في الجهات الحكومية!.. بقلم نرمين الحوطي

زاوية الكتاب

كتب 455 مشاهدات 0


الأنباء

محلك سر  /  ضاع الملف

د. نرمين الحوطي

 

كلمة تتردد على مسامع أغلبية من يترددون على الجهات الحكومية. كلماتنا اليوم لا تخص جهة معنية بل تعم الكثير من جهات الدولة التي تعاني من «ضياع الملف»، قضيتنا اليوم ليست لها بداية أو سط أو نهاية، بل حبكة مسرحيتنا الهزلية تائهة في بحور المستهترين.

«ضاع الملف» هي الكلمة التي يسمعها الكثير من المراجعين من موظفي الدولة، قد يكون بالفعل الملف ضائعا وقد يكون الموظف «ماله خلق» لأن يبحث عن موضوعك فيدعي أن الملف برمته ضائع وفي كلتا الحالتين هي مصيبة للمراجع وعلى الموظف، فإذا قمنا بالبحث في الشق الثاني قبل الأول فسنجد أن الموظفين وهم أغلب الذين يتردد عليهم العشرات من المراجعين لا يمتلكون من الوقت ليبحثوا لهم عما يريدونه من خلال المراجعة، مع العلم بأن الموظف يصرف له شهريا بدل لذلك، وبرغم هذا نجد أن أغلبية الموظفين يكونون منهمكين بأعمال أخرى غير أعمال المواطن، على سبيل المثال لا للحصر، إما أن يكون الموظف مشغولا بمكالمة هاتفية أو التحدث عبر الواتساب أو الشراء عن طريق الانستغرام أو اللعب على جهاز الكمبيوتر، والنتيجة للتخلص من المراجع لكي لا يرجع له تكون: «الملف ضايع».

أما الشق الأول وهو «ضياع الملف» فبالفعل، وهنا تقف الأقلام عن الكتابة، ليكون السؤال هنا: كيف؟ ومتى وأين نحن من أجهزة الدولة لكي يسرق أو يضيع ملف من جهاز حكومي؟! بل السؤال منا لمسؤولينا: أين الشبكة الإلكترونية التي تربط بين الوزارات؟ أليست تلك الشبكة من المفترض أن تخزن جميع ملفات الوزارات بمن فيهم الأفراد؟ فكيف تضيع معلومة ولا نجد لها تخزينا على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالدولة؟ أسئلة كثيرة تطرح عندما نبلغ بأن مستنداتنا فقدت وأنه لا نملك بأن نثبتها أو نسجلها، كم وكم! من القضايا تحمل بين طياتها الكثير من كلمة «الملف ضايع».

٭ مسك الختام: الكويت تحتاج منا إلى حراسة أشد، حراسة لا تقتصر على السلاح والجنود ومراقبة الحدود بل تمتد إلى كل نفس كويتية بالوعي واليقظة والحذر والترقب. من كلمات أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، فبراير 1992.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك