الجار السيء فخ لا نجاة منه!.. هكذا يعتقد خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 1063 مشاهدات 0


السياسة حوارات / إذا كنت جاري لا تخرب داري د. خالد عايد الجنفاوي حسب المثل اللبناني “إذا كنت جاري لا تخرب دياري,” أو داري, والمثل الكويتي “السلام عليك يا جاري, انت بدارك وانا بداري” يبدو أنه يمكن أن يوجد فعلاً جيران يستغلون الجيرة للتعجرف ونفش ريشهم بقصد التكبر والعنجهية على جيرانهم المسالمين , ولقد تناول الفولكلور الشعبي الخليجي هذه المسألة بقصد توضيح بعض تناقضاتها وبهدف تكريس علاقات طيبة وإيجابية وبناءة مع الجار, فلقد قال السابقون: “لي صار رفيقك حلو لا تاكله كله” أو “إذا كان رفيقك عسل لا تلحسه كله,” ما يؤكد حقيقة أنه يمكن أن يوجد فعلاً جار ثقيل الدم وحشري وعدائي و”متسلبط” “محتال ونصاب”. وبالطبع, يوجد في الوقت نفسه جيران طيبون و”قريبون” من القلب وأكثر محبة وعطفاً لجيرانهم وكأنهم ينتمون لأسرة واحدة, ولكن يوجد أيضاً نوع معين وقليل جداً من الأشخاص المتسلطين والمتعجرفين الذين لا يكترثون بمشاعر الآخرين وبخاصة من يقوده حظه التعيس إلى أن يكون جاراً لهم. ربما لا يستطيع الكثير من الناس اختيار جيرانهم, لكن من تتوافر لديه حرية الاختيار في هذا الأمر فمن المفترض عليه أن يحرص كل الحرص على انتقاء مكان سكن مريح يقع على شارع هادئ أو في حي سلمي يحوي جيراناً طيبين ومسالمين ليس لديهم الرغبة في التدخل في شؤون جيرانهم. أعترف أنني أتضايق للغاية من كل شخص يحاول مزاحمتي في مكاني تحت رفاف الشمس وبرودة الظل, فما دمت لا أتدخل في شؤون الآخرين فلا يحق لهم التدخل في شؤوني أو فرض رؤاهم وآرائهم الشخصية علي كإنسان حر ومستقل. كيف يتعامل الإنسان السوي والمسالم مع جار ثقيل الدم أو جعظري وجواظ لا يحترم جيرانه ولا يكترث بمشاعرهم? في عالم اليوم هناك حلول مختلفة للتعامل مع جار يتعمد مضايقة جاره, فعلى سبيل المثال, يمكن للضحية الانتقال والسكن في مكان آخر, ولكن يحدث أحياناً كثيرة أن يصعب الانتقال لحي أو لشارع أو لمنطقة أخرى بسبب عدم توافر خيارات فعلية, وفي هذه الحالة ستتعقد المشكلة! ضحية الجار السيء يشعر أحياناً أنه وقع في فخ لا نجاة منه, فلا هو يستطيع الابتعاد عن الشخص المزعج ولا يرغب الجار المُزعج تركه في حاله, وفي هذه الحالة ما على الضحية سوى مصادقة والتقرب من جار آخر يشاطره الألم نفسه ويعاني من المشكلة نفسها مع نفس الشخص ذاته, فالكثرة تُخرس الوقاحة.
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك