اللعب على الوتر الطائفي أصبح سهلاً!.. سامي الخرافي مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 641 مشاهدات 0


الأنباء جرس / 'يا عمي طاف' سامي الخرافي سمعت سالفة من جدتي قبل 40 عاما، بأنه في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في منطقة «جبلة» كان هناك رجل غني وفي الوقت نفسه كان أيضا بخيلا، توفي وترك ثروة كبيرة لوريثه الوحيد وهو ابنه، فبدأ ابنه «يفسفس» بالثروة ويطلع «الحره »بسبب حرمان أبيه له من التمتع بالثروة في حياته وكان لـ «الحيالة» وهم أصدقاء السوء دور كبير في بعثرة الأموال، فعرف عمه ماذا يفعل ولد أخيه بالثروة فذهب لينصحه وقال له: أنت بهذا العمل ستخسر كل شيء، استثمر أموالك في شراء أراض أو تجارة.. فقال له ولد أخيه: «يا عمي طاف» تعبيرا عن عدم اللامبالاة، وبعد فترة من الزمن ذهبت جميع الأموال فذهبت كلمة «يا عمي طاف» للتعبير عن الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية والنتيجة دمار وخراب، وسنضرب بعض الأمثلة لكلمة «عمي طاف» على واقعنا الحالي: رجل الأمن الواجب من الجميع احترامه لأنه ينفذ القانون، فنجد البعض لا يعطي أي اعتبار من باب يا عمي طاف «شكو أحترمه» كله شرطي ماله أي قيمة وتناسى بأنه لو كان في دولة غير الكويت غصبا عنه يحترم مو بس الشرطي حتى عامل النظافة بعد، وكذلك نجد ان هناك مرضى يموتون بسبب خطأ طبي من دكاترة «الله بالخير» ولسان حالهم يقول: يا عمي طاف منو يسأل أو يحاسب! يضرب بالقانون ويسرق ويرتشي.. ويقول: يا عمي طاف، فلان يسندني، سأطلع منها مثل الشعرة من العجين، «عساك ما تربح يا..»، ونجد كذلك من يستهتر بدوامه ولا يهمه أحد ويقول بالصوت العالي يا عمي طاف: اللي يكلمني أوديه ورا الشمس أنا وراي قبيلة أو مذهب. هناك الكثير من النساء والرجال لا يعلمون عن أسرتهم شيئا كل همهم خروجهم مع أصدقائهم «والتفرفر» بالأسواق أو المطاعم.. ويقولون: يا عمي طاف ملينا من تربية العيال نبي ناخذ راحتنا والنتيجة شباب ضائع ومنحرف ومتعاط للمخدرات.. «الله ياخذكم زين»، ونجد كذلك أن «العيب» حاليا أصبح حرية شخصية لدى الكثيرين فإذا نصحتهم بأن هذا الشيء مو من عاداتنا يأتيك الجواب: يا عمي طاف اللي نبيه نسويه «كيفنا» ما حد له شغل فينا. أصبح اللعب على الوتر الطائفي سهلا بالنسبة للكثيرين من باب يا عمي طاف هذي «فزعة» ولا يعلمون بأنهم يمزقون النسيج الوطني شر تمزيق، الله يمزقكم إن شاء الله، وكذلك أصبحت ظاهرة الطلاق في مجتمعنا مثل كلمة «صباح الخير» عادية جدا بالرغم من ضخامتها وعدم الصلح بين الزوجين من باب يا عمي طاف كيفهم، أما العيال وانهم سيضيعون «فبستين داهية» ليس مهما أن نحافظ على كيان الأسرة. وأخيرا، نجد أن لدى الكثيرين «مجاعة فكرية» في تعاطيها مع كثير من الأمور مما جعل نظرتها متعالية ومستهترة وغير مدركة لعواقب ما تفعله، ولهذا السبب نجد أن دولا كثيرة تقدمت علينا مليون سنة ضوئية لأننا ما زلنا محبوسين لتلك الأفكار وغيرها والمترسخة في أذهان الكثيرين ولن نتقدم أبدا إذا لم نتغير أولا، ويقول الله سبحانه وتعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فهل نحن قادرون على أن نكون مثل تلك الدول يوما ما ونلغي «يا عمي طاف» من قاموسنا الكويتي؟
الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك