عن الحرب العالمية الثالثة- يكتب صالح المزيد

زاوية الكتاب

كتب صالح المزيد 2436 مشاهدات 0


 
 
 
الحرب العالمية الثالثة تستيقظ !!
 
الثورة السورية المجيدة هي الثورة الكاشفة التي أزالة الستار عن الكثير من الوجوه لكشفهم وتعريتهم أمام الملأ!، سواء على الصعيد الدولي لاسيما الدول الخمس التي لها حق الفيتو، أو على صعيد الدول الإسلامية والعربية، وإتضح للملأ أن مجرد قيام شعب بثوره على نظام شموليّ مستبد كفيل أن تندلع ردة فعل كونية مضادة لهذه الثورة المستحقة!، بل قد تكون سبباً 'لحرب عالمية ثالثة!' وهذا ما يحدث الآن!
 
فالتدخل الروسي العسكري السافر في سوريا لحماية نظام بشار الأسد ما هو إلا إحتلال كامل للدسم، تدعي روسيا أنها شنت الغارات الجوية لدحر تنظيم داعش، وهذا كذب كبير!، وكل التقارير تقول أن الغارات الجوية جُلها موجه على الجيش الحُر والثوار المعتدلين اللذين يناهضون نظام بشار الطاغية، حتى أن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون صرح وقال: 'واحدة فقط من كل 20 ضربة لسلاح الجو الروسي في سوريا تستهدف مقاتلي تنظيم داعش!'،
 
والصور والمشاهدات خير برهان أن الغارات الروسية قتلت الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال، وتم دَكْ منازلهم وهدمت على رؤوسهم!!
 
والكارثة الآن أن ثمة تقارير نشرت بالإعلام أن الصين قد تتجه للدخول العسكري في سوريا للوقوف مع حليفهم الأكبر الدُب الروسي حيث قال وزير خارجية الصين وانغ يي: 'لا يمكن للعالم أن يسمح لنفسه بأن يبقى متفرجاً ومكتوف الأيدي تُجاه ما يجري في سوريا'، تصريح من هذا النوع مع الإحتلال الروسي لسوريا ينم عن نية إحتلالية أخرى تساعد روسيا، ففي سوريا تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة يضم اكثر من اربعين دولة لمواجهة داعش، والآن روسيا إحتلت سوريا فعلياً، والصين واضح أنها متجة مع روسيا، ومصر وإيران والعراق مع الإحتلال الروسي لسوريا!! إذاً... إن الحرب العالمية الثالثة تستيقظ!!
 
وبعد الغارات الروسية في سوريا صدر بيان سباعيّ من الدول: الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، السعودية، قطر، تركيا. حيث أدان البيان روسيا وطالب بوقف الغارات فوراً التي تقتل الشعب السوري البريء والتي تواجه الجيش الحُر لا داعش!
 
إلا إني لست متأكداً من مصداقية إدارة أُوباما وقيادهُ لهذا التحالف!، سبق وأن استخدم بشار الطاغية السلاح الكيماوي فقال أُوباما أننا سنرد بالقوة العسكرية جراء إستخدام الأسلحة المحرمة دولياً وبعد أيام تراجع عن ذلك!، وأيضاً الولايات المتحدة الأمريكية متذبذب أمرها في اسقاط بشار ونظامه!! فإتجاهها متقلب وغامض!
 
فالشاهد ثمة تحالف يدعم بشار الطاغية وهو: روسيا، الصين، إيران، مصر، العراق !، فمطلوب من السعودية الشقيقة الكبرى ان تشكل تحالف على مبدأ 'الندية والتوازن' لتواجه هذا التحالف الذي يدعم بقاء بشار ونظامه والذي يقتل الشعب السوري ويحارب الجيش الحر والثوار المعتدلين، نعم .. إن البراغماتية السياسية تُحتم على السعودية للتنسيق مع الدول المؤثرة كأمريكا وبريطانيا وفرنسا لحشد التأييد السياسي الدولي، لكن!!! على السعودية عدم السماح لأي قوة غير إسلامية أو عربية أن تستخدم القوة العسكرية في ميدان سوريا لمواجهة بشار!، والسعودية بقيادتها ومتانتها هي من تقدم الدعم اللامحدود للجيش الحر والثوار المعتدلين بترسانة عسكرية كبرى، وقبل هذا كله عمل حظر جوي ومنطقة آمنة حتى يتم التمكين للجيش الحُر والثوار المعتدلين من دحر بشار ونظامه، فلا بشار ونظامهُ ولا إيران وأذنابها وملاحقها العسكرية بالمنطقة استطاعوا أن يدحروا الجيش الحُر والثوار الأحرار بل هُم في تقدم لذلك تدخلت روسيا عسكرياً وإحتلت سوريا!
 
 قد تسألني أيها القارئ لماذا أقول ذلك؟
أقول 'المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين'، فخطير جداً أن تقوم الدول مثل بريطانيا وأمريكا بقيام عمل عسكري بقيادتها لمواجهة بشار الأسد فتتحول سوريا لمسرح صراع الدول العظمى وفرد العضلات لكلِ واحدة منها فيهلك الملف السوري ويفلت الأمر من الدول الإسلامية والعربية وتضيع البوصله!!، لا يتكرر المشهد في إفغانسان بالثمانينات! والعراق في 2003م!
 
إذاً المهام جِسام على السعودية الشقيقة، أقولها وسبق أن قلتها مراراً، تحالف عسكري استراتيجي بين السعودية وتركيا سيكون تحالف ضارب وكاسر لكل التحالفات في منطقة الشرق الأوسط!
 
 
بقلم/ صالح المزيد
رأي: صالح المزيد

تعليقات

اكتب تعليقك