فقط في الدول العربية الانقلابات العسكرية تسمى ثورات .. صلاح الساير مستغرباً !

زاوية الكتاب

كتب 638 مشاهدات 0


ثورات.. فوتوشوب

 بقلم: صلاح الساير

شهدت البشرية ثورات كبرى غيّرت المجتمعات التي حدثت فيها، وقلبت مفاهيمها السائدة، وأخضعتها لتحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية عميقة نقلتها من حال إلى حال مختلف. ومن أشهرها الثورة الفرنسية التي رفعت شعار «الحرية والمساواة والاخوة» فأكدت حقيقة عصر التنوير وكانت مقدمة لانتقال اوروبا من عصر عتيق إلى عصر حديث.

***

لكن ماذا عن عوالمنا العربية حيث الأسماء الفضفاضة تطلق جزافا وكذبا، فلا تعبر عن حقيقة الأحداث، حيث نطلق على الانقلابات العسكرية صفة الثورات، مثل ثورة 23 يوليو في مصر، وثورة 26 سبتمبر في اليمن، وثورة 14 تموز في العراق، وثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا، وجميعها انقلابات ضد الملكيات الحاكمة، وقتذاك، قام بها عساكر مغامرون انتقلوا بين ليلة وضحاها من الثكنات إلى القصور، فعاثوا في البلاد فسادا وجورا.

***

الحركات الانقلابية العربية التي حملت تسمية الثورة لم تعكس طموحات الناس أو أحلامهم أو آلامهم بل حملت طموحات عصبة من ضباط الجيش سعوا إلى تغيير اللافتة بلافتة أخرى وأوهموا الناس ان ما يجري رغبة شعبية. وحتى الثورات العربية ضد المستعمر الأجنبي لم تسلم، للأسف، من المبالغة والتهويل والغش. فالمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والتي تم وصفها بثورة «المليون شهيد» لم يثبت منذ تحرير الجزائر حتى ساعة إعداد هذا المقال انها قدمت ذلك الرقم المزعوم من الشهداء!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك