حمد السريع في سوالف أمنية يكتب: أميركا دعمت شعب سورية بصورة خجولة

زاوية الكتاب

كتب 727 مشاهدات 0


الأنباء

سوالف أمنية - اختلط الحابل بالنابل

حمد السريع

 

منذ أكثر من أربع سنوات انتفض الشعب السوري على نظامه الجائر وقد تباينت المواقف وردود الأفعال، فكانت هناك مواقف واضحة في دعم الشعب السوري وأخرى في دعم النظام السوري. المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا كانت داعمة بشكل مطلق للشعب السوري بعكس إيران وروسيا والصين الداعمة للنظام السوري. أميركا وأوروبا مواقفها لم تكن واضحة فتارة تحذر وتارة تهدد وتارة ترجو وتارة تتمنى من خلال تصريحات متناقضة يطلقها المسؤولون. أميركا دعمت الشعب السوري بصورة خجولة سواء فيما يتعلق بالدعم المادي او العسكري او السياسي والديبلوماسي، ولكنها حرصت على أمرين: الأول عدم صدور أي قرار أممي يدين أو يلزم النظام السوري حتى لا يسبب الحرج لها أمام العالم في عدم تنفيذه من خلال الاتفاق الواضح بينها وبين الروس بالتهديد باستخدام حق النقض، أما الأمر الآخر فيتعلق بالضغط على تركيا والسعودية وقطر لعدم تزويد المعارضة بأي أسلحة او معدات تستطيع من خلالها مواجهة طيران النظام. النظام السوري ومن يشاركه من الميليشيات في قتل الشعب السوري تعرضوا للكثير من الهزائم المتلاحقة والخسائر البشرية والمادية وسقطت أراض شاسعة بيد المعارضة رغم الدمار الذي تسبب فيه النظام في تلك المناطق بسبب ما يطلقه عليها من صواريخ باليستية وما يقذفه من براميل متفجرة تقتل الأطفال قبل الأبطال. روسيا كانت على موقفها في دعم النظام سياسي وماديا مع الاستمرار في تسليحه وكانت تحاول حل المشكلة بالديبلوماسية المتعاطفة مع النظام، لكن هناك مجموعة من القضايا جعلت روسيا تدخل بثقلها لدعم النظام السوري والمحاربة الى جانبه بعد ان أنشأت قاعدتين حربيتين على الساحل السوري. الموقف الروسي المتغير جاء بسبب ضعف وتردد الموقف الأميركي وتساقط مساحات شاسعة من الأراضي السورية في يد المعارضة السورية وكذلك شعوره بان النظام السوري بات قريبا من السقوط بعد ضعف جيشه والميليشيات المقاتلة معه من العناصر الإيرانية وعناصر حزب الله. دخول القوات الروسية والزج بمزيد من القوات المقاتلة الإيرانية لاسترجاع الأراضي الواصلة بين دمشق واللاذقية يعني دخولهم المستنقع الذي سيكون مقبرة لهم. القوات الروسية ستحاول استخدام أقوى الأسلحة لديها في قصف مواقع المعارضة لسببين: الأول لإجبار المعارضة على الجلوس على طاولة المفاوضات والقبول باستمرار الرئيس بشار الأسد، والأمر الآخر ان الاقتصاد الروسي لا يتحمل هزات عنيفة تكلف خزينته أموالا طائلة لأن الروبل خسر النصف بسبب انخفاض أسعار النفط. والمتوقع بعد مرور 4 أشهر منذ الدخول الروسي في الحرب السورية ودعم النظام انه سيؤدي إما الى دخول القوات البرية الروسية بإعداد كبيرة في الحرب أو الانسحاب وهو الأقرب. في الأيام المقبلة سنعرف من ورط الآخر، هل الروس ورطوا إيران أم إيران ورطت روسيا في هذا المستنقع؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك