معضلة الكويت في الأخلاق والذمة وضعف تطبيق القانون.. بوجهة نظر وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 863 مشاهدات 0


القبس

تزوير بصمة الدوام!

وليد عبدالله الغانم

 

أعلنت الداخلية يوم الخميس الماضي عن القبض على وافدين تخصصا بتزوير بصمة الدوام لعشرات من موظفي وزارة الكهرباء مقابل 15 دينارا للموظف، وبقدر سوء الفعل، فان الشكر مستحق لمباحث الداخلية على تعقبهم لهذه الشلة الفاسدة..
بالتأكيد لم تكن عملية التزوير هذه لموظفي الكهرباء الاولى للمتهمين، فيبدو من صور الادوات والبصمات المزورة التي نشرت في الخبر احترافهما للعملية، وهذا يعني انهما سبق لهما ان قدما هذه الخدمة التعيسة لعشرات من موظفي الدولة في المؤسسات المختلفة، كما ان الظاهر ايضاً ان هذه المجموعة من موظفي الكهرباء لم تبادر الى الحصول على البصمة المزورة الا لتيقنها ان العملية «سايبة» في مواقعهم، وان البصمة المزورة سهل استخدامها في بعض ادارات وزارة الكهرباء، حيث لا رقيب ولا حسيب في بعض الادارات والمواقع الخارجية، حالها حال معظم المواقع في البلدية والاعلام والشؤون وهلم فساداً..
نظام البصمة بدأ تنفيذه سنة 2007، ومن العجيب ان بعض الوزارات استطاعت التملص من الالتزام بتطبيق هذا القرار الصادر من ديوان الخدمة المدنية سنوات عديدة من دون اتخاذ اي اجراء بحقها أو بحق القياديين المماطلين في تطبيق هذا القرار، ولا نحتاج الى معرفة سبب تهرب الوزارات وبعض المسؤولين من ذلك، فمثلا قبل ايام قليلة، ظهرت فضائح قاهرة في وزارة الاعلام، اذ بدأت بتطبيق نظام البصمة، فخرج بعض الموظفين فجأة من تحت الارض ليلتحقوا بمقار عملهم لاول مرة في حياتهم بعد قضائهم سنوات وهم يتسلمون رواتبهم من دون ادائهم لاي واجب لقائها، وربما كانوا يعملون بوظائف اخرى أو يدرسون في الخارج او يمارسون التجارة الحرة، فانغمسوا في السحت واكل الحرام حتى أخمص اقدامهم..
صرف مساعدات الشؤون من دون وجه حق والحصول على بدل الايجار بالتحايل وصرف مكافآت اضافية لموظفين خارج البلاد وتزوير بصمة الدوام، واصبحنا نتلقى يومياً قصص سرقة اموال الدولة حتى من صغار الموظفين، وكل هذا يؤكد أن معضلة الكويت في الأخلاق والذمة وضعف تطبيق القانون وتراخي بعض المسؤولين عن القيام بواجباتهم وعدم محاسبة المتخاذلين، وهذا ما يجعل تلك الجرائم تتكرر ولا تتوقف، وصدق الرسول الكريم: «أول ما يرفع من أمتي الأمانة».. والله الموفق.
اضاءة تاريخية: منطقة «الجتادية»، حرّف مهندسو البلدية العرب حرف الجيم الى الشين ليسهل نطقها، فأصبحت «الشدادية»، وكانت هي نقطة تفتيش السيارات المسافرة الى نجد حتى 1961 - (موسوعة السعيدان).

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك