نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب.. بقلم عبدالعزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 1297 مشاهدات 0

عبدالعزيز الدويسان

العادة الغربية لحمل العروس لباقة ورد بدأت في القرن الخامس عشر وكانت لإخفاء رائحة الجسم السيئة عن العريس ، الفرنسيون والسبب الرئيسي لاختراع العطور هو عدم استحمامهم ، وقديما زار الرحالة الطرطوشي بلاد الفرنجة فدهش للقذارة التي رآها عندهم حيث لم يكن الواحد منهم يستحم إلا مرة أو مرتين في السنة ، ولا تُغسل الملابس حتى لا تتمزق ، حتى روت إحدى قصصهم بأن فتاة تباهي أنها استحمت في السنة الماضية ، وعندهم قناعة أن الاستحمام يورث الأمراض والأدواء ، وهم يقولون العناية بالجسد خطيئة والقذارة مظهر العفاف والتقوى .

انتشرت الحمامات في العصور الإسلامية والإبداع والتفنن في المحافظة والاعتناء بالجسم ، فالنظافة ليست ترف اجتماعي ولكن سلوك إسلامي ، هل تعلم أن تسمية ( bath room ) ترجع إلى الهندي المسلم ( محمد باث ) الذي دخل بريطانيا في القرن السابع عشر أو الثامن عشر ونقل إبداع المسلمين في بناء الحمامات وتعرفوا على الشامبو وأصلها في اللغة الهندية وتعني تدليك الراس ، وأن كلمة ' مساج ' أصلها اسلامي من ( المس ) بمعنى مس الجسم لاسترخاء العضلات .
الدين الإسلامي دين النظافة فالنظافة من الإيمان ، حث عليها لما لها انعكاسات ايجابية على صحة الأجسام واعتبر الإسلام من صميم رسالته ، ما أجمل هذا الدين الذي يحافظ على جسدك ويحث على سنن الفطرة حتى يكون بأجمل حلة ، نتوضأ خمس مرات للصلاة ، ولا نأكل إلا الطيب من الطعام ، عبادة الصلاة وتأديتها بأفضل اللباس وأطيب الروائح ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) .

واستعرض أحمد الشقيري في أحد الفقرات من برنامجه المميز خواطر من كتاب ' نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب ' الذي كتب فيه المؤرخ أحمد بن محمد المقري التلمساني ويقول: ' إن أهل الأندلس هم أشد أهل الله اعتناء بنظافة ما يلبسون ، وكل ما يتعلق بنظافتهم الشخصية ، بل قد يكون فيهم، من ليس له قوت يومه ، ولكنه يشتري الصابون ، ليغسل ثيابه، حتى يظهر للغير في أحسن حال '.

في هذا العصر والزمان اختلفت الآية وأصبح نظرنا للغرب بأن هم التحضر والموضة ونضرب فيهم المثل ، وننظر إلى سلوكياتنا الظاهرة من فوضى في حياة المسلمين وترك النظافة وعدم الاهتمام بدورات المياه فإن كانت سلوكياتنا خطأ فلا يعني أن ديننا خطأ ، وما أجمل النظافة وما أعظمها عندما تكون كذلك في قلوبنا وعقولنا وتفكيرنا .
الدين منهاج حياة فهذا المنهاج رباني وتصرفاتنا سلوك إنساني ، الغرب حكموا علينا من السلوك فشوهت السمعة ، كنتم خير أمة أخرجت للناس ..... تأملوها لتعرفوا عظمة وقيمة الدين .

 

الآن - رأي: عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك