طلال أبو غزالة من لاجئ لمواطن عالمي

محليات وبرلمان

انطلق من الكويت بأكبر شركة لتقنية المعلومات

4526 مشاهدات 0

طلال أبو غزالة

- بعد خروجي كلاجئ عام 48 فكرت كيف أنتقم من أعدائي بأن أكون مواطناً عالمياً

- أرسلت ألف طلب وظيفة ورسائل الرفض كانت تزيدني رغبة وإصراراً على النجاح

- كنا نضع الملفات في دبة السيارة ونجلس على الرصيف نوزع الشغل مع زملائي

-بعد خسارة الوطن لا شيء له قيمة عندي وكل التفاصيل لا تمس مشاعري!

-ذهبت أشتكي عبد العزيز الصقر فقال اجلس في البيت وأضمن لك ألا يعاديك أحد!

- تعلمت ألا أكره من يعاديني لأنه يبحث عن أخطائي وكأنه يقول لي لا تخطئ!

- أؤمن بأن أي نجاح يجب أن يكون من خلال بناء المؤسسات.. صلاحيات ورقابة

- لدينا 100 مدير تنفيذي في 81 فرعاً حول العالم وكل واحد لديه توكيل عام!

- كل لقاءاتنا إلكترونية فلا يمكن أن أدير شبكة تمتد من أفغانستان إلى الصين

- إسرائيل ظاهرة منقضية ولا يوجد دولة بهذا الاسم.. هناك فقط فلسطين المحتلة

- فنلندا تقود التعليم وتسبق أميركا وأوروبا.. ألغوا تعلم اللغة والمواد

- في عام 2020 ستصبح مصر أحد الاقتصاديات العشرين الأكبر في العالم

- أحل مشكلاتي بالموسيقى.. علاج للروح كما الدواء علاج للجسم

- لم أحقق شيئاً من طموحاتي بعد!.. احكموا عليّ بعد وفاتي

- كارتر قال لي أميركا ليس لديها شعور ولا أحاسيس لأنها تؤمن بمصالحها القومية فقط

- هناك 20 مدينة ذكية في العالم.. عربياً دبي الوحيدة التي تملك هذه الميزة

- نحن أول مؤسسة في الوطن العربي تنشئ سحابة إلكترونية خاصة بها من المنبع

- نعيش عصر الانحطاط الذي ستتبعه النهضة أنا متفائل بعقل وليس بعاطفة

- ليس صحيحاً أن الإرهاب مرتبط بالعرب.. قطع الرؤوس بدأ في فرنسا وألمانيا


مواطن عالمي بكل معنى الكلمة، عندما كان عمره 10 سنوات خرج من فلسطين إلى الأردن كلاجئ عام 1948م، ومنها إلى لبنان ليتخرج في الجامعة الأميركية بمنحة تفوق كان يخطط لها ونالها، وبعد تخرجه بثلاث سنوات قدم ألف طلب وظيفة لشركات في دول عربية وأجنبية، وكان حظه في الكويت التي انطلق منها عام 1960 ليؤسس شركته الخاصة في مجال تقنية المعلومات، ويصبح اليوم واحداً من أكبر العاملين في هذا المجال من خلال مجموعة شركاته الممتدة في 81 دولة حول العالم .. إنه د.طلال توفيق أبو غزالة. في حديث من القلب لـ النهار نتوقف عند أهم المحطات المفصلية في مسيرته الطويلة ونرصد نجاحاته الممتدة ليس فقط في مجال المال والأعمال وإنما أيضا على مستوى العلاقات الدولية، حيث يرتبط أبو غزالة بشخصه ومن خلال شركته الأكبر في العالم مع الأمم المتحدة في عدة مشروعات تنموية وتقنية، الأمر الذي فتح له آفاقاً للتعاون مع مختلف دول العالم العربي والأجنبي وكذلك يرتبط بعلاقات عابرة للقارات مع رؤساء وزعماء العالم.

يسلط هذا اللقاء الضوء على توفيق أبو غزالة الإنسان، ونتعلم منه كما يحرض هو على التعلم من كل شخص يلتقيه، ما الذي يفعله وقت الأزمات ويوم أن تكالب عليه الجميع لمحاربته كوني عربياً يتفوق في هذا المجال على من صنعوه، ويوم خسر كل ممتلكاته إبان الغزو العراقي للكويت، أو عندما قامت الحكومة الأردنية بهدم كل مؤسساته! ماذا فعل وماذا تعلم من عثراته! يتوقف ملياً عند الكويت ويعلن في غير موضع امتنانه للكويت أميرا وحكومة وشعباً ويذكر عدداً من الأشخاص على وجه التحديد كانوا سببا في نجاحه وهم الذين فتحوا له آفاقا رحبة على العالم بأسره، ويعترف لحم كتوفي من خير الكويت!
أبو غزالة لا يحتاج إلى تقديم وسيجد القارئ في سياق هذا اللقاء وصفة سحرية للنجاح والتميز إذا أراد الإنسان ذلك، من خلال الاطلاع على تجربة هذا الانسان العصامي العروبي الفلسطيني المولد الأردني الجنسية الكويتي الهوى، وما الرسالة التي حملها للشباب العربي في كل الأقطار .. فإلى التفاصيل:

ما أهم المحطات التي توقفت عندها وكانت بمثابة نقطة تحول في مسيرتك الطويلة، منذ التهجير من فلسطين عام 1948م ومنها إلى لبنان والأردن، وانطلاقتك العملية في الكويت ومنها إلى 81 دولة، وكأننا أمام المواطن العالمي طلال أبو غزالة؟
أول محطة كانت خروجي كلاجئ من فلسطين عام 48 والسنة الأولى بعد اللجوء سميتها عام التفكير فكل ما كان يشغلني وقتها كيف أنتقم ممن ظلموني، واللطيف في الموضوع أن نتيجة تفكيري كانت متوافقة مع كلامك الذي تفضلت به، فكرت كيف أنتقم من أعدائي بأن أكون مواطناً عالمياً، انتقم بطريقة أخرى غير الجهاد مع تقديري لكل المجاهدين والثوار الذين يقومون بأكثر من واجبهم في الداخل الفلسطيني، انتقامي كان إيجابي.. مسموعاً ومرئياً للجميع وأكثر لحظة شعرت فيها بأنني حققت هذا الحلم كانت عام 2001 في اجتماع دعا له الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بعد أحداث 11 سبتمبر، لإنشاء فريق عمل دولي من 52 شخصية لوضع سياسات ورسم مستقبل تقنية المعلومات والاتصالات على مستوى العالم، ولم يكن هناك أي شخص عربي ولا حتى من دول العالم الثالث في هذا الاجتماع، وطلب الأمين العام أن يُنتخب مجلس إدارة من ثمانية أشخاص، وطلب أن ينتخب رئيس فأُنتخبت أنا وكانت لحظة نشوة بالنسبة لي وكنت واحداً من 8 شخصيات تمثل الشركات العالمية في مجال تقنية المعلومات، وطلبت الكلام مع أنه مؤتمر فني وليس اجتماعاً وقلت في كلمتي أنا فقط أريد أن أشكركم على ثقتكم بي رغم علمكم بأنني فلسطيني - أردني، مسلم - عربي وشكرا وكأنني أقول لهم رغم كل الاتهامات التي وجهت لنا إلا أنكم انتخبتموني رئيسا عليكم وبعد لحظة صمت بدأ السفير الأميركي في التصفيق وصفقت القاعة كلها، وقد شعرت يومها بأن ما كنت أحلم به وأنا عمري 10 سنوات ربما أكون قد حققته في آخر عمري.
أما المحطة الثانية فكانت عام 1960عندما تخرجت في الجامعة الأميركية وكنت أعيش في قرية في جنوب لبنان اسمها غاوية تعلمت فيها كرم الضيافة وحسن الخلق.

قلت إن المدارس المسيحية علمتك ثقافة الحب..كيف؟
كنت في مدارس مسيحية في يافا وتعلمت منهم المبادئ الدينية سواء المسيحية أو الإسلامية وتعلمت من مسيحي لبنان المحبة التي تحرص عليها الديانة المسيحية بشكل كبير، يكفي أن أقول لك ان مختار الضيعة وقتها الحاج رضا الخليفة أصدر أمراً لكل البقالين ألا يحاسبوا أبي وأن يرسلوا له كل فواتيره حتى يتم سدادها عنه نظرا لحالة الإفلاس الذي مر بها أبي، وأعطانا مسجداً لنسكن فيه واحتضنا كضيوف وليس كلاجئين. وبعد تخرجي بثلاث سنوات أرسلت ألف طلب وظيفة لكل الدنيا وعندي حقيبة احتفظ فيها برسائل الرفض التي كلما تسلمتها زادتني رغبة وإصراراً على النجاح، وبعد 6 شهور من البحث حصلت فعلا على وظيفة وانتقلت بموجبها لحسن حظي إلى الكويت.

هل ترى أنك إنسان محظوظ فعلا؟
محظوظ جدا.. وكل حظي في معاناتي والكتاب الذي صدر باللغة الإنكليزية الآن يحكي قصصاً من الحياة أنعم الله على أصحابها بالمعاناة، وفي الكويت لم أكن أتخيل أنني سأجد هذا الحضن لإطلاق مؤسستي، ولا أجد وصفاً أصف به ما قدمته لي الكويت سواء الأسرة الحاكمة التي اعتبر حالي واحداً منهم لأنني تربيت في كنفهم وفي منازلهم وتربطني بهم صداقات منذ أيام الأمير الراحل عبد الله السالم رحمه الله، وأهم محطة في حياتي كانت عندما أنشأت الشركة عام 1972م وانطلقت من الكويت ولم يكن عندي إمكانية أن استأجر مكاتب فكنت أدير أعمالي من السيارات أنا وزملائي، فنضع الملفات في دبة السيارة ونلتقي صباحا على الرصيف لنوزع الشغل، وكنت واثقاً من نجاحي لأني نلت الرعاية والدعم من أهم المسؤولين وأهم المؤسسات.

الوظيفة التي بدأت بها حياتك العملية في الكويت هل كانت لها علاقة بتقنية المعلومات؟
أول ما بدأت كنت مدقق حسابات وبعدها انتقلت لنشاط الاستشارات بجميع أنواعها الاقتصادية والمالية والإدارية ثم للملكية الفكرية، واليوم أصبحنا أكبر شركة ملكية فكرية في الدنيا، وهذا أيضا يشعرني بنشوة الاعتزاز كعربي أن هناك مؤسسة عربية أصبحت الأولى على العالم في مجال تقني وفني ليس له علاقة برأس المال وأن تتفوق فيه على من صنع التقنية فهذا أمر يستحق الفخر، بعد ذلك جاء العدوان على الكويت سنة 1990م وصادف أنني كنت خارج الكويت برفقة صديق عزيز له فضل علىّ أيضا وهو عبد اللطيف الحمد ولم أستطع العودة للكويت طبعا وكان لابد من أن أدير أعمالي بأي شكل من الأشكال، فهناك مؤسسة بها موظفون وأعمال وفروع فانتقلت لعمّان باعتباري أردني أيضا وباشرنا العمل من هناك .

هل شعرت بالانكسار عندما صودرت أموالك وممتلكاتك في أعقاب غزو الكويت؟
بعد خسارة الوطن لا شيء له قيمة وكل التفاصيل لا تمس مشاعري! وفي عمّان جاء قرار بهدم مبانينا وتسليمها للدولة وفعلا هدم البلدوزر في ليلة كل الأبنية، فقلت لهم وما المشكلة؟! المهم ألا يصاب أي شخص! لقد تعلمت الدرس من السيدة التي تقف على أطلال وأحجار بيتها الذي دمره الإسرائيليون، على الأقل أنا أملك البديل والمكان الأخر الذي اذهب إليه أما هي فلا! بعد ذلك دخلت في تقاضي ضد الدولة وكانت أول مرة مواطن أردني يرفع قضية على الدولة ويأخذ حكم تنفيذي وينفذ.

هل أنت مدين لأحد بدعمك في بداية مشوار حياتك؟
أريد أن أنوه لأن أبو غزالة أصبح صاحب الملكية الفكرية الأولى في العالم بفضل شخصين، الأول هو القامة الكبيرة أمير الكويت الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، والثاني هو السفير الكويتي في واشنطن الشيخ سالم صباح السالم، في عام 1972م ذهبت في رحلة إلى واشنطن لعمل علاقات مع الشركات الكبرى وقابلت هناك واطلع على قائمة الشركات التي أريد زيارتها ونادى مدير مكتبه وقال له ادعوهم كلهم على العشاء عندي في البيت، لم أكن احلم بهذا الخلق وهذا الفضل، وألقى كلمة في العشاء وقال إن طلال أبو غزالة ابننا وندعم التعامل مع مؤسسته ولم يكن هناك أعظم من هذه الشهادة وفعلا بدأت الشركات الكبرى في العالم تتعامل معنا منذ هذا اليوم.
وفي الحقيقة أنا أدين بالفضل للكويت وكما يقاللحم كتوفي من خيرها منها انطلقت لدول مجلس التعاون ثم لكل العالم، ومن أفضال الكويت عليّ أيضا مساعدتها لي لفتح مكتب في القاهرة، وفي مصر كان ممنوع فتح أي مكتب باسم أجنبي وبعد أن تم رفض الطلب اتصل بي السفير المصري وقال لي إنهم موافقون على فتح المكتب وعلمت بعدها أن شركة العقارات التي كان يديرها أحمد الدعيج رحمه الله، تعاقدت لتقديم مساكن لذوي الدخل المحدود في مصر بمبلغ 400 مليون دينار واشترطت أن يكون مدقق الحسابات مكتب طلال أبو غزالة وشرط أن يكون لي مكتب هناك وفعلا فتحت المكتب وكان الاستثناء الأول والأخير ربما في مصر، وأصبح لدينا نشاطات ومشاريع كبيرة جدا في مصر، وفي السعودية أيضا تم رفض المكتب حتى ذهبت ضمن وفد كويتي وتم مقابلة الملك سلمان وكان وقتها أمير الرياض وأمر بفتح المكتب.

هل لديك أعداء وكيف تتعامل معهم؟
أعدائي كثر.. وعندما أسست الشركة عام 1972م كان الكل ضدي وشركات عالمية شكلت غرفة عمليات ضدي لأنهم لا يقبلون عمل مؤسسة محلية عربية تنافس الشركات العالمية، فذهبت أشتكي للعم عبد العزيز الصقر رحمه الله من الشتائم والافتراءات وأنهم يمارسون ضدي كل شيء فقال لي: زعلان؟ قلت له طبعا زعلان فقال: ودك ما حد يهاجمك؟ قلت له يا ريت، فقال: اقعد في البيت.! وقتها تعلمت منه درس ألا أحب عدوي ولكن لا أكرهه لأن في العدو فائدة وكما يقول الصينيون لا تغفر لأعدائك ولكن لا تنسى أسمائهم والمتربص يجبرني أن أكون حريصاً ونزيهاً لأن مع أصغر غلطة سيذبحني بسكين، وأقولها دائما لمن يخوض معركة لا تكره من يعاديك فهو يبحث عن أخطائك وبالتالي يقول لك لا تخطيء.

كيف تقضي يومك وتتابع أعمالك في 80 مكتباً حول العالم؟
أنا أؤمن دائما بأن أي نجاح يجب أن يكون من خلال بناء المؤسسات، ولا أصرف وقتاً بإدارة المؤسسات، أقول للشاب أريدك أن تعمل لي ماكينة تصنع العمل ولا تعمل شغلاً، كل شيء يجب أن يخطر في بالك من طريقة اللبس وألوانه والكتابة والحرف المستعمل حتى الخلق، هناك تعليمات لكل شيء في سياساتنا الإدارية، وهناك 100 مدير تنفيذي بمثابة شركاء موزعين في العالم كل واحد لديه مهام هو حر فيها ولا يرجع لي ولديه توكيل عام وتوقيع منفرد في البنوك، لكن في نفس الوقت هناك أنظمة رقابية على الجميع وهناك دوائر للرقابة المالية والإنتاجية والجودة كلها تراقب بتفويض مطلق.

أين تجتمع مع الرؤساء التنفيذيين؟
كل لقاءاتنا الكترونية فلا يمكن أن أدير شبكة تمتد من أفغانستان إلى مونتريال إلى الصين إلى أي بلد في الدنيا بالاجتماع الشخصي، حتى زميلي في المكتب أراسله الكترونيا، وعندنا سياسة أن كل شيء لابد أن يكون مكتوباً وقد تعلمت هذا وعادة أنا أتعلم من كل شخص أقابله فمن الممكن أن أتعلم درساً منك بعد لقاءنا هذا، كنت في الابتدائي وكان عندنا ناظر اسمه زكي النقاش فكان كل يوم يقف ويقول لنا ما كتب قرّ وما حفظ فرّ ولذلك دائما اكتب أي شيء وأحيانا وأنا نائم ليلا اكتب بالورقة والقلم كل ما أريد أن أتذكره.

هل تدون أفكاراً أم مهموماً بالمال والاستثمار؟
تعلمت من طبيب ذهبت إليه لأشتكي له من التهاب في العيون وقلت له أنني تلميذ ولكي أعيش أعمل عدة أعمال أترجم وأدرس وأؤلف كتباً وكانت الكتب تخرج بأسماء أخرى وأنني أرهق عيوني لمدة 16 ساعة فقال لي فقط؟! فقال: استعملها أكثر تصير عيونك أفضل وأعلم أن العضو الذي لا يعمل يضمر وكلما استعملت أعضاءك أكثر كلما أصبحت أكثر كفاءة، فلا تجعل أحد يقول لك ارتاح وريح فكرك وريح عيونك، وأحسن إنتاج أنتجه وأنا في الطائرة، ويهمني أن أقول لك أنني ألقيت كلمة في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بمناسبة انتخابي رئيساً للتجمع الدولي العالمي للأمم المتحدة للتحول الحضري الذكي أي تحويل مدن العالم إلى مدن ذكية وهذه أول مرة تنشأ شراكة بين الأمم المتحدة والقطاع الخاص ممثل بمجموعة طلال أبو غزالة ويرأسه رئيسان، رئيس من الأمم المتحدة ورئيس مجموعتي ويضم في عضويته كل الحكومات في العالم وكل الشركات الكبرى في تقنية المعلومات ويهدف لوضع استراتيجيات لتصبح الحياة في الدنيا أفضل من كل النواحي، الراحة والأمان.

المجتمع الذكي تحقق بنسبة كم في المئة بالوطن العربي؟
هناك 20 مدينة ذكية في الدنيا فقط وفي الوطن العربي دبي فقط هي المدينة العربية الذكية، والبقية ما زالت على الطريق.

هل تقدم استشارات للحكومات العربية؟
لدينا دائرة اسمها طلال أبو غزالة للحلول الذكية نقدم فيها اقتراحات للدول والمؤسسات ونحن أول مؤسسة في الوطن العربي تنشئ سحابة الكترونية خاصة بها بمعنى أننا بنينا شيئاً وأخذنا جزءاً من الإنترنت خاص بنا اسمها سحابة الكترونية نضع عليها كل المعلومات وهي محمية من أي اختراق ومن أي تلف، وكل مشترك في المؤسسة يستفيد بالمعلومات الموجودة فيها وهذه أول مرة تمتلك شركة سحابة خاصة بها، نعم هناك شركات عندها سحابة لكنها تابعة لسحابة أخرى سواء تابعة لغوغل أو غيره لكننا صممنا سحابتنا. الخاصة بنا.

وهل سحابتكم الالكترونية في مأمن من تحكم وتجسس أميركا مثلا؟
عنوان الأيميل الخاص بنا تاجي دوت كوم لا يوجد ورائها لا غوغل ولا ياهو ولا زين لأن الإنترنت الخاص بنا متصل بالمنبع بالجذور في أميركا، هو خط ملكنا ندفع ثمنه كخط وليس كاستعمال، وكأنني اشتريت شارع لا يعنيني كم شخصاً مشى فيه، المهم أن هذه الشراكة الفريدة في الأمم المتحدة ستجعلني اخذ تجارب وأقدمها كخدمة لدول العربية التي هي همي.

نريد أن نستفيد من رؤيتك الاقتصادية والتنموية لخدمة الوطن العربي الذي يرتع في الفساد والشللية والمحسوبية والهم الثقيل؟
لا أريد أن أحرق كلمتي في الجامعة العربية ولكن من 15- 17 ديسمبر هناك مؤتمر برعاية الجامعة العربية للتنمية الإدارية وأنا متحدث رئيس فيه حول الأجندة التنموية لما بعد عام 2015 في الدول العربية وأقدم في هذا المؤتمر ورقة حول الرؤية المستقبلية للوطن العربي، صحيح أنا متفائل لكن بعقل وليس بعاطفة، في مرحلة قريبة جدا سننتقل للنهضة وقد ذكرت هذا الكلام في أول الأزمة سنة 2009 وقلته في بداية ما يسمى بظاهرة الإرهاب وفي حديث في مؤتمر في برلين قلت إننا نمر بفترة الانحطاط كما مرت بها أوروبا واستمرت في بعض الدول 70 سنة مثل فرنسا، وأريد أن يتعلم الإنسان العربي من التاريخ ديجول يقول: لا يمكن أن تبدي رأيا صحيحا دون الرجوع إلى التاريخ والجغرافيا وما مررنا به مرت به أوروبا وأسوأ منه بكثير.

وهل نحن نعيش الآن عصر انحطاط في العالم العربي؟
نعم هو عصر الانحطاط الذي سيتبعه النهضة، البعض يتهم أمتنا بالعنف وأننا اخترعنا وسائل عجيبة للانتقام مثل قص الرؤوس مع أن أول من قص الرؤوس بالمقصلة كانت فرنسا، وألمانيا كان بها 400 ولاية دينية يحكمها المتدينون إلى أن جاءت اتفاقية وستفاليا بعدما تعذب الشعب وثار ثم توحد ألمانيا وأصبحت دولة عظمى، ثم كم شخص قتل حتى أصبحت دول أوروبا كما هي الأن؟ إذن لا أحد يزايد علينا ويقول إن العنف عربي أو إسلامي فهذا غير صحيح.

ما السبيل للخروج من هذا الانحطاط نحو النهضة، إذ لا يجب أن نترك القدر يحركنا ولابد أن يكون هناك دور للحكومات والقطاع الخاص ويكون هناك دور للشباب العربي أيضا؟
لا شك في ذلك ولكن هناك اعتبارات أخرى لابد أن ندركها ومنها مصالح لدول عظمى تهيمن على المنطقة وتحكمها ولها مصالحها، ربما يكون لكل دولة الحق في أن تخدم مصالحها، ولا أريد أن يقنعني أحد أن أميركا أرادت تحقيق الديموقراطية في المنظقة فهذا كلام شعراء كما قال لي شخصيا جيمي كارتر أن أميركا ليس لديها شعور ولا أحاسيس أميركا تؤمن بمصالحها القومية وعندما تدرس الجهات المختلفة صانعة القرار في أميركا أي موضوع وتصدر به رأ بأن مصلحة الاقتصاد القومي كذا تتصرف على هذا الأساس.

تدخل روسيا الآن بقوة في المنطقة العربية هل يعيد توازن القوى الدولية، وكيف ترى المشهد الآن؟
عادة أنا لا أتكلم في السياسة ولذلك سأجيبك اقتصاديا، المصالح الاقتصادية متغيرة بسرعة بسبب تقنية المعلومات والاتصالات والمصالح الدولية بين روسيا والصين وأميركا، روسيا هي واجهة الصين ولا تتصرف الصين بمعزل عن روسيا، المصالح أصبحت مختلفة الآن بعد بروز الصين اقتصاديا لأنها أكبر دولة من حيث حجم التجارة الخارجية، ويتوقع قبل 2020 أن تصبح الصين أكبر اقتصاد في العالم، وهذا الأمر سيضع أميركا أمام خيارات: إما أن تقبل بهذا الوضع وتتقاسم النفوذ في العالم أو أن تدخل في مواجهة مع الصين، هناك صراع بين الثلاث قوى روسا وأميركا والصين وإن كانت الصين لاعب غير ظاهر، وأميركا عندما تتعامل مع روسيا تعرف أن ورائها الصين وهناك حكمة تعلمتها من كارتر قال لي: عندما تملك القوة فمن الذكاء ألا تستعملها لأنك بمجرد استعمالها ستنتهي!

وأين المفاوض العربي؟
مع الأسف المفاوض العربي ينظر فقط لعلاقته مع أحد الأطراف وليس في وضعه ضمن هذه الصيغة.

هل تتوقع حلا شاملا لكل ملفات المنطقة؟
حتما سنشهد حلا .

وفلسطين هل سيحسم أمرها؟
فلسطين سيحسم أمرها من خلال الأبطال وليس من خلال المفاوضات، التاريخ علمنا أنه لا يوجد احتلال زال بالتفاوض .

السكاكين هل تراها شرارة الانتفاضة الثالثة؟
ليست انتفاضة إنما ثورة للتحرير، الآن بدأت حركة التحرير، أخطأنا في التكلم عن مفاوضات السلام ولا يوجد سلام بين محتل ودولة محتلة، القضية قضية احتلال يجب أن ينتهي.
يقول ضاحكا.. قامت الدنيا وقعدت عليّ عندما سألت في إحدى محطات العربية عن حل قضية فلسطين فقلت سهل نحن نؤمن بحق العودة ومتمسكين بها وكذلك أنا متمسك بحق عودة كل يهودي لبلده وأنا مستعد أن أنشئ منظمة عالمية لتأمين عودتهم لبلادهم، وكلهم عندهم جواز ثان، واعتبروا تصرحي هذا جريمة بينما أنا كنت أتكلم بعقلانية وكل شخص له بلد يرجع لها .

قلت نحن نتعامل مع كل دول العالم وأن البيزنيس ليس فيه عواطف فهل يمكن أن تتعامل مع إسرائيل؟
لا.. إسرائيل ظاهرة منقضية ولا يوجد دولة اسمها إسرائيل، يوجد فقط فلسطين المحتلة، وانا في احد الاجتماعات في واشنطن بحضور ممثل عن الكيان الصهيوني قلت لهم: انتم تقولون أن هناك دولة اسمها اسرائيل وسفارتها قريبة من مقر الاجتماع، اطلبوا منها صورة الخريطة والدستور وتعريف من هو الإسرائيلي هل هو كل يهودي في الدنيا؟ أم كل يهودي رجع لفلسطين؟ أو كل من هو مقيم في فلسطين؟ هم لا يجدون صيغة لتعريف المواطن الاسرائيلي ولن يجدوا لان هناك كيان احتلال وهناك دولة محتلة.

هل الكويت في مأمن اقتصاديا اذا استمر انخفاض أسعار النفط الذي يشكّل 90% من الدخل القومي؟
البعض ينظر للأمر بناحية سلبية لكن أنا نظرتي للمستقبل البعيد للكويت في الاستثمار الكبير الذي يتم في الإنسان الكويتي، فأغلب ميزانية الدولة رواتب لأشخاص يعملوا في قطاعات مختلفة ومراكز أبحاث ومؤسسات مالية واقتصادية، وهذا هو التوجه نحو البديل الاقتصادي للنفط انتاج المعرفة لا توجد مشكلة وكل ما نحتاجه أن يكون لدينا سياسة ونفس الأمر في الأردن التي تشبه الحالة الكويتية كثيرا ما عدا النفط، والأردن دولة فقيرة في كل الموارد الطبيعية، وفنلندا دولة فقيرة في كل الموارد الطبيعية وعدد السكان متساوٍ تقريبا لكن الناتج القومي الأردني 30 مليار والناتج القومي الفنلندي 180 مليار، والسبب لأن فنلندا تنتج المعرفة !

أنت معجب بالنموذج الفنلندي ولا سيما في مجال التعليم .. هل من توضيح؟
أولا فنلندا قررت ابتدءً من هذا العام أن تلغي تعليم اللغة، لأن الطفل الآن بإصبعه يقرأ ويرسل رسائل على الانترنت، تريد أن تجعله يمسك طباشير ويكتب على السبورة ألف باء، فاللغة الآن هي لغة الانترنت والآي تي، وما دام الطفل أتقن استعمال الكمبيوتر لا يحتاج قلماً ولا ورقاً، المشكلة الآن أن في مدارسنا جيل الأطفال الذين نطلق عليهم رقميين أي يستعمل الإنترنت لن يستطيع أن يتقبل التعليم التقليدي. ولذلك لدينا شراكة مع اليونسكو لإدخال التعليم الإلكتروني وكيف نحول المناهج على برامج الأي تي.
ثانيا قررت فنلندا على مدى خمس سنوات أن يلغوا تعليم المواد فلا داعي أن تدرس جغرافيا وحساب وتاريخ وغيره، بل تتعلم من خلال الظاهرة مثلا تأخذ الاتحاد الأوروبي كيف يدار سياسيا وما هو اقتصاده وجغرافيته وتاريخه فتدرس تاريخ لكن على واقع بدلا من أن تنساه لأنه شيء غير ملموس على الأرض، وفنلندا تقود عملية التعليم في العالم وتسبق أميركا وأعلى نسبه في التعليم في العام في فنلندا وفي فلسطين أعلى نسبة قراءة وكتابة وأعلى نسبه معرفة بتقنية الكمبيوتر وهذه نعمة المعاناة فلا نادي ولا ملاهي ولقد منحته نعمة الحرمان وقتاً وإرادة، عندما قمنا بعمل دراسة على أثار اللاجئين السوريين على الاقتصاد في البلاد التي لجأوا لها في المنطقة العربية وجدنا أن أفضل شباب هم شباب المخيمات لأنهم لا يمتلكون وسائل الترفيه الأخرى فيضطرون للبحث عن وسيلة أخرى ولذلك تجد في المخيمات أحدث أجهزة اتصال.

أليس هناك تخوف من أن يخرج جيل ناقم من أطفال وشباب اللاجئين الآن، وكيف يمكن تأهيلهم للحياة بعد تلك المعاناة الصعبة التي يعيشونها؟
أنا كنت ناقماً ولكنني تعلمت لأحول نقمتي الى نعمة، الآن نعمل على مشروع بالمشاركة مع الاتحاد الأوروبي في مخيم الزعتري في الأردن بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي سنتيح للاجئين في المخيم للحصول على شهادات جامعية أون لاين، وبذلك سيحصل على شهادة أفضل من الشهادة التي كان سيحصل عليها في سورية لأن ظروف سورية لا تسمح لهم أن يتفوقوا في التعليم، وشهادته سيخدم بها وطنه عندما يعود لأنه تعلم تعليم دولي وهناك جوانب كثيرة إيجابية سواء على اللاجئين أو الاقتصاد فلو أن هناك مليون لاجئ فهم قوة شرائية تدعم الاقتصاد، طبعا هناك أضرار سلبية على الدول لا ننكرها ولكن هناك فوائد أيضا، لا يوجد في الاقتصاد رأي واحد فكل قرار اقتصادي له إيجابية وسلبية، تخفيض سعر الفائدة مثلا يفيد ويضر في مجالات أخرى صحيح يشجع المستثمر لكنه يؤدي إلى التضخم.

كيف تتابع الاقتصاد المصري وما مدى تأثير قرار البنك المركزي تخفيض قيمة الجنيه المصري للمرة الثانية؟
الاقتصاد المصري في مرحلة تحول كبيرة وأنا لست قلقاً عليه، وستصبح مصر في عام 2020 أحد الاقتصاديات العشرين الأكبر في العالم .

برغم التوجه نحو البنك الدولي وإملاءاته على الحكومات؟
كما قلت كل شيء في الاقتصاد له جانب إيجابي وأخر سلبي، اليوم سعر الفائدة 3% في حين أن الغلاء أكثر من 3% وكأنك بذلك تأخذ أموالاً من البنك الدولي مجانا فهما أخذت من قروض تأخذها أقل من ارتفاع المعيشة.

لكن مع انخفاض سعر الفائدة هناك اشتراطات برفع الدعم الذي يزيد الضغط على الشعوب ما يدفعها للثورات؟
الشعوب يجب أن تدرك أن حقيقة الوضع الاقتصادي يتطلب مني ومنك أن نضحي، وهذه ليست إملاءات إنما شروط اقتصادية فإذا أدت هذه الشروط إلى تدعيم الاقتصاد بحيث يصبح اقتصاد قابل أن يحقق المصلحة ذاتيا بدون قروض فعلي أن أقدم على هذه الخطوة، رئيس وزراء أيسلندا سُجن ليس لأنه سرق ولا تواطأ ولا ارتشى بل لأنه لم يصارح شعبه بسوء الوضع الاقتصادي باعتبار ذلك كذب وخيانة للشعب، وبالتالي عندما تواجه حكومة مصر هذا الموقف بهذه الجرأة وبهذا الصدق وتوضح للمواطن حقيقة المشكلة ليشاركه الحل ويتحمل لنبني مصر المستقبل، عندما تبني مصر خلال سنة قناة موازية لقناة السويس ما سيضاعف الدخل للضعف، فهذا القرار ليس اقتصادياً فقط وإنما قرار سيادي لم تجرؤ الحكومات السابقة على الاقدام نحوه او انجازه!

هل مازلت تعتز بانتمائك للقومية العربية؟
طبعا.. وإن شاء الله وسأموت على عروبيتي، أنا مواطن والعروبة وطن، تعرف ما هي السياسة في أميركا هي الصراع بين الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي، لكن عندنا السياسة لها مفهوم أخر.

لكن الواقع العربي الآن يقول إن القومية العربية ماتت وغٌسلت ودُفت؟!
هذا كله من نتائج عصر الانحطاط الذي تكلمنا عنه وسنتحول وسندرك أن قوتنا أن نصبح أمة واحدة.

في مراحل حياتك الطويلة هل فكرت في الزواج بأخرى؟
أبدا لا سمح الله، أنا أرى بأن الإنسان الذي يرتبط بزوجة تحقق له راحة الفكر وراحة العمل ليس لديه مبرر أن يفكر بزوجة أخرى.

مَن مِن أولادك يشبه طلال أبو غزالة؟
لا احد يشبه أحداً، ولا حتى في ملامحي والحمد الله أن كلهم ملامحهم جميلة وكل إنسان له تكوينه واهتمامه.

ما سر اهتمامك بالموسيقى؟
هذه أيضا من نعم المعاناة، وأنا في الثانوية العامة كنت ابحث عن مكان اعمل فيه فوجدت دكاناً يبيع آلات موسيقية فطلبت منه العمل فسألني إن كنت افهم في الموسيقى فقلت لا، فقال فكيف ستعمل معي؟ قلت له امنحني فرصة حتى أخر الشهر وسأعمل معك خلال هذا الشهر مجانا إذا نجحت في الاختبار وتعلمت فشغلني، فقررت أن ادرس الموسيقى وأذاكرها وكلما ذاكرتها أحببتها واستهوتني وبعد فترة من العمل معه قال لي أنه استغنى عني لأن ابنه سيعمل بالمحل فقلت له دعني اعمل بدون راتب مع ابنك واسمع الموسيقى فلما وجد حبي للموسيقى أبقاني مع ابنه وبراتب .

وهل تحرص على الاستماع للموسيقى؟
الموسيقى علاج للروح كما أن الدواء علاج للجسم وحينما تواجهني أي مشكلة اسمع مقطوعة لفاغنر أو بتهوفن وأجد أن المشكلة في طريقها للحل.

هل مازالت لديك أحلام وطموحات تسعى لتحقيقها؟
لم أحقق شيئاً بعد! دعتني قناة الجزيرة للحصول على جائزة النجاح فقلت لهم أنا لم أحضر لآخذ الجائزة بل لأقول أن هذه الجائزة لا استحقها لأنني ما زلت على قيد الحياة، احكموا علي بعد أن أموت، فربما انجز أفضل أو من يعلم فربما أقضي على كل ما أنجزته وأثبت أنني لا استحق، والتقييم الحقيقي بعد أن يقضي الله أمرا كان مكتوبا.

في ختام اللقاء نود توجيه كلمة للشباب العربي في كل الأقطار العربية؟
لي رجاء أو وصية أو نصيحة واحدة لكل الشباب العربي، وأنا أفخر بكل شاب وكل طفل عربي لأن التاريخ يقول أننا أمة عظيمة، ويجب أن نتذكر دائما أن أصل كل العلوم عربي وأصل كل الفنون والاختراعات عربي، ونحن حكمنا العالم 500 سنة ولا توجد إمبراطورية عاشت أكثر من الأمة العربية، ويجوز أن ينسينا الغرب أننا أمة عظيمة تاريخا وحضارة ومن هذا المنطلق أقول إذا كان هناك شيء أتمنى أن يؤمن به كل شاب عربي انه ليس هناك مجال ولا قبول لكلمة اليأس، فاليأس هو ما يقوله عدونا لنا وأكثر كلمة اكرهها ليس هناك فائدة
ودعني اختم بهذه القصة الطريفة: في يوم من الأيام طُلب مني أن أحضر حفل تخريج لمخترعين برامج كمبيوتر تحت عشرين سنة وأحدهم كان عمره 7 سنوات اخترع برنامج كمبيوتر وقدم حلا لسوق الالكترونيات، وعندما سألته كيف فعلت ذلك ولماذا؟ قال لي عندما كنت صغيراً فقلت له نعم! عندما كنت صغيرا ! ومضى بالقول: قررت أن اعمل شيئاً فكنت أخذ الكمبيوتر الخاص بأخواتي وقررت أن أخترع فأخترعت هذا البرنامج، طفل قرر أن يكون مخترع وأن ينجح فنجح وهكذا كل إنسان عربي، فجيناتنا أفضل من جينات العالم كله، ويثبت ذلك التاريخ والجغرافيا وبالتالي ليس لدينا عذر إلا أن نكون مبدعين وأن نعود لقيادة العالم ولا أقول نصبح متساوين معه بل نعود لقيادة العالم بالحضارة، والأمة العربية أمة حضارة وليست أمة تقدم فقط.

درس قاسٍ لممثل إسرائيل

لقّن أبو غزالة ممثل اسرائيل درسا قاسيا في اجتماع مجلس الدراسات الإستراتيجية الدولية في واشنطن (CSIS) بحضور معظم السفراء العرب منهم نبيل العربي عن مصر والمعلم عن سورية، ويقول: كان هذا الاجتماع بعد اتفاق أوسلو وقام شخص وتحدث يجب على مصر أن تبلغ الفلسطينيين أنهم اخذوا أكثر مما يستحقون، وأن يفهموا أنهم لن يستطيعوا أن يواجهوا هذه الدولة الحضارية العظيمة إسرائيل، وعلى ليبيا وسورية أن يتوقفا عن الإرهاب! وقتها الكل كان غاضبا فطلبت الكلام وقلت من هذا الذي يتكلم؟ مع العلم أنني اعرفه فقلت من أين؟ قال من دولة إسرائيل! فقلت له عيب أن نكون في مركز دراسات وتقول دولة إسرائيل، الدولة لها مقومات: دستور وتعريف للمواطن وحدود، لو أن لاسرائيل دستور أعطوني نسخة منه، أو تعريف للمواطن أعطوني صورته، وهل هناك حدود للدولة؟ أين خريطتها إذن؟ وبأي حق أن يتكلم كمحتل ويوجه كلامه لدولة عمرها 7000 سنة اسمها مصر ويأمرها، ويتكلم عن الإرهاب مع أنه الإرهابي رقم واحد.
وتابع أبو غزالة: قلت له بالحرف أنا أتكلم بصفتي أحمل وكالة رسمية من أنور السادات ومن الملك حسين ومن ومن .. وأحكي باسمهم والسفراء وأنا أتكلم كانوا يمررون لي أوراق الدعم والتأييد ويباركون كلامي، يومها قالي لي د.نبيل العربي: ليتنا نستطيع أن نقول هذا الكلام فصفتنا الرسمية تمنعنا ثم رفع الرئيس الجلسة وقال لي كنت قاس على الرجل! فقلت له إذا كنت غلطان أعتذر لكن صححوا لي، ورجعنا للاجتماع والله العظيم لم يفتح فمه بكلمة بقية الجلسة وكان يتطلع فيّ بكل كُره وأنا أكمل الحوار بكل بساطة!

العين على السوق الإيرانية

عندما سألت طلال أبو غزالة عن رؤيته لموقع إيران اقتصاديا بعد الاتفاق النووي قال: إيران دولة مهمة وليس من مصلحتنا مقاطعتها في وقت كل دول الغرب التي حاصرت وقاطعت إيران تسعى اليوم وتركض نحو إيران لتبرم معها عقود واتفاقيات ومصالح، في الاقتصاد لا يوجد عدو أو حبيب وإنما هناك مصالح، وهل من مصلحتي الاقتصادية أن أستفيد من هذا السوق الكبير لمنتجاتي أم أتركه للغرب يسرح ويمرح فيه؟ وانا لدي قناعة بأن دول الغرب هي المحرض على عدم التعاون اقتصاديا مع إيران لأنها تريد أن تحتكر هذا السوق ويقولون هذا بشكل علني أن هذا سوق جائع وبِكر، وأنا افتتحت مكتب بطهران لأننا نفتح مكاتب في كل الدنيا ونتعامل مع كل دول العالم.

اتفاقية تقنية مع الجيش المصري

ذكر أبو غزالة أن مجموعته وقعت اتفاقية مع معهد تقنية المعلومات بالقوات المسلحة المصرية لتعليم استعمال الكمبيوتر والإنترنت لكل عنصر في الجيش المصري، وقال: الآن نحن في اتفاق مع بقية الوزارات المصرية لتعليم تقنية المعلومات على مستوى مصر للتحول إلى مجتمع معرفي، وأستطيع أن أقول أن مصر تتحرك في الاتجاه الاقتصادي المناسب، وأنا كما قلت لا أحكي سياسة ولا أفهم ولا أتدخل فيها، وإنما أتحدث اقتصاديا.. مصر بخير وبالاتجاه الصحيح.

الآن - جريدة النهار : عادل بدوي

تعليقات

اكتب تعليقك