الأسد: محاربة الإرهاب جوا خرافة

عربي و دولي

روسيا لديها الجيش السوري على الأرض، وبوتين في إيران اليوم

2283 مشاهدات 0


يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران، الاثنين، بمناسبة انعقاد قمة الدول المصدرة للغاز في طهران، وسيلتقي على هامشها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لأول مرة بعد 8 سنوات، بالإضافة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الخلافات بين طهران وموسكو حول طبيعة التدخل العسكري الروسي في سوريا، منذ بداية أكتوبر الماضي، حيث ترى طهران أن وجود روسيا هناك همش دورها رغم الخسائر التي قدمتها إيران بالمال والسلاح والعسكر للحيلولة دون إسقاط نظام بشار الأسد.

وصرح مستشار الكرملين، يوري أوشاكوف، أنه أثناء هذه المحادثات 'سيولى اهتمام خاص للمسائل الدولية أخذاً بالاعتبار النزاع السوري'.

كما تأتي هذه الزيارة عقب إصدار قرارين دوليين حيال مكافحة إرهاب تنظيم 'داعش'، حيث اعتمد مجلس الأمن الدولي الجمعة، بالإجماع، قراراً يدعو الدول الأعضاء إلى 'اتخاذ كافة التدابير الضرورية لمحاربة تنظيم داعش على الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق'.

كما أصدرت لجنة حقوق الإنسان بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، قراراً صاغته المملكة العربية السعودية بمشاركة قطر ودول عربية أخرى والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، يندد بالتدخل الإيراني والروسي في سوريا ويطالب بانسحاب قوات الحرس الثوري وميليشيات حزب الله من سوريا.

بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ترغب موسكو في تشكيل تحالف دولي يضم إيران والأردن ودولاً أخرى في المنطقة وكذلك الغربيون بهدف محاربة تنظيم 'داعش' في سوريا. لكن، هذا الاقتراح الروسي يصطدم بتحفظ الغربيين وبعض الدول العربية إزاء فكرة انضمام نظام بشار الأسد في دمشق لهذا التحالف المقترح.

كما يأتي التحفظ من عدم حيادية إيران وروسيا في النزاع السوري، وهما أبرز حليفين لنظام بشار الأسد، وتقدمان له مساعدة عسكرية خاصة عبر إرسال مستشارين ومقاتلين إلى الأرض، قتل منهم حوالي 60 عنصراً بغضون شهر، منذ التدخل الجوي الروسي.

ومنذ السبت، صعدت روسيا قصفها على مواقع المعارضة السورية، كما قام طيرانها في نفس الوقت بهجوم مكثف على معاقل تنظيم 'داعش' وسط سوريا وشرقها.
على الرغم من التنسيق الإيراني-الروسي في سوريا، طفت الخلافات حول تقاسم النفوذ والأدوار ومستقبل النظام السياسي في دمشق، على السطح، منذ أن أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، عن جوهر هذه الخلافات وذكر أنها تتمحور حول مصير الأسد.

وانتقد جعفري الأسبوع الماضي، سياسة روسيا في سوريا حيث قال إن 'موسكو ربما لا تكون مهتمة ببقاء الأسد في السلطة مثلما نحن حريصون على ذلك'.

كما أعلن وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، أن 'تدخل روسيا العسكري في سوريا بات يشكل تهديداً على الأمن القومي الإيراني'، وذلك في إشارة إلى تزايد حدة الرفض العربي والإسلامي للتدخل الإيراني في سوريا ذي الطابع الطائفي، والذي أدى إلى تأجيج الصراعات المذهبية في المنطقة بشكل غير مسبوق.

وأكد علوي، خلال مؤتمر صحافي، أن 'ضغط العمليات العسكرية الروسية في سوريا دفع الأعداء لبذل جهود مضاعفة لزعزعة الأمن في إيران'، حسب ما نقلت عنه وكالة 'إيسنا' الطلابية الإيرانية.

غير أن مراقبين يؤكدون على أن جوهر الخلافات الإيرانية-الروسية بشأن سوريا تدور حول تذمر طهران من تقليص نفوذها واحتمال فقدان دورها بسوريا في المستقبل، رغم خسارتها مليارات الدولارات وحوالي أكثر من 400 جندي وضابط من الحرس الثوري منذ التدخل في سوريا عام 2011.

وكان موقع 'تابناك' المقرب من القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، قد نشر تقريراً عن جوهر الخلاف بين إيران وروسيا بخصوص الأزمة السورية، ولخّصه في 'سعي موسكو لإيجاد علاقات ثنائية مع المعارضة السورية بما فيها الجيش الحر، الأمر الذي لا تستسيغه طهران حيث لا تريد أي دور للمعارضة في مستقبل سوريا، كما أنها تصر على بقاء الأسد بأي ثمن'.
كذلك ذكر الموقع أن 'روسيا تتخوف من الغرق في المستنقع السوري، لذا تريد التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية، لتكون هذه الدول بجانبها لإنهاء الأزمة السورية، وذلك على حساب المصالح الإيرانية'.

ورغم الخلافات، تشترك موسكو وطهران بخطاب موحد تجاه التدخل في سوريا حيث تزعمان بأن تدخلهما يأتي في إطار 'دعم الشرعية' و'مكافحة الإرهاب'، وبهذا يبررون القصف الروسي الذي طال مئات المدنيين وارتكاب الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المقاتلة مجازر القتل ضد الشعب السوري منذ 5 سنوات، بالذرائع نفسها.

وفي هذا الصدد، كان الجنرال يحيى رحيم صفوي وهو المستشار العسكري للمرشد علي خامنئي، والقائد السابق للحرس الثوري، قد قال إن حضور إيران في سوريا هو 'لدعم الشرعية' التي يرى أنها تتمثل في نظام بشار الأسد الذي يحكم أقل من ربع سوريا تحت وصاية روسية-إيرانية كما يقول معارضون سوريون.
من جهة أخرى، نشب خلاف بين طهران وموسكو حول إطلاق الصواريخ الروسية من بحر قزوين، حيث اعتبر قائد القوات البحرية سابقاً في الحرس الثوري حسين علائي أن إطلاق الروس صواريخ 'كروز' من بحر قزوين نحو الأراضي السورية 'خطأ استراتيجي' يجب ألّا يتكرر، بحسب ما نقلت عنه وكالة 'خبر أونلاين' الإيرانية.

وكان بعض تلك الصواريخ قد سقط في إيران بعد إطلاقه من بوارج في بحر قزوين، حيث زادت هذه الحوادث من قلق القادة الإيرانيين إزاء التدخل الروسي العسكري في سوريا، وتأثيره على مصالح إيران ونفوذها الإقليمي.

من جهتها، ذكرت مصادر إيرانية أن اللقاء الذي سيجمع بوتين بالمرشد الإيراني علي خامنئي، خلال الزيارة، سيحدد معالم المصالح المشتركة للبلدين في سوريا وتقاسم النفوذ والأدوار بينهما.
بالإضافة إلى بحث الشأن السوري، سيتناول بوتين أبعاد الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية مع طهران خاصة فيما يتعلق بالعقد الأخير لتسليم روسيا أنظمة صواريخ للدفاعات الجوية من طراز إس-300 إلى إيران قبل نهاية العام. وكذلك أسعار الغاز، حيث إن البلدين من أكبر منتجي الغاز في العالم ويعتزمان معاودة إطلاق استهلاكه وتوفير أسعار عادلة وشفافية السوق.

وذكرت صحيفة 'كوميرسانت' أن روسيا تنوي المضي قدما في تزويد إيران بصواريخ إس-300 الدفاعية بالرغم من مخاوف الولايات المتحدة وإسرائيل.

وسيجتمع في أعمال قمة منتدى البلدان المصدرة للغاز، في طهران، 12 رئيساً لدول تنتج 42% من الغاز في العالم، وتملك 70% من الاحتياطات العالمية و40% من خطوط أنابيب الغاز كما تؤمن تجارة 65% من الغاز الطبيعي المسال.

ويأتي حضور بوتين منتدى البلدان المصدرة للغاز استعداداً لرفع العقوبات الغربية عن إيران في السنة المقبلة بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم معها في يوليو الماضي.

وعقب الإعلان عن احتمال بدء رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مع بداية العام القادم، تدرس روسيا منح إيران قرضين بقيمة 7 مليارات دولار.

من جهته قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن كلا من السعودية وقطر وتركيا يشكلون الحديقة الخلفية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ'داعش،' لافتا إلى أن التحالف الذي قادته أمريكا منذ عام ضد الإرهاب لم يحقق شيئا على الأرض واصفا الحرب على الإرهاب من الجو 'خرافة.'

جاء ذلك في مقابلة للأسد مع قناة فينيكس الصينية بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية، حيث قال: 'السعودية وهابية في كل الأحوال.. ولم تبن السعودية علاقات حميمة مع سورية.. ولذلك لا نستطيع القول إن موقفهم كان جيدا وتغير.. إنهم مختلفون عن تركيا.. مختلفون تماما. السعودية مزيج من مكونين.. آل سعود والمؤسسة الوهابية.. وهذا مستمر منذ أكثر من مئتي عام.. قبل العائلة الحاكمة الحالية.. وحتى قبل العائلة السعودية الأولى.. إذاً.. هناك علاقة.. فأسرة آل سعود ستلتزم دائما بما تطلبه المؤسسة الوهابية.'

وأضاف: 'نجري هذه المقارنة من خلال الوقائع. قبل بداية المشاركة الروسية منذ نحو شهرين من الزمن.. كان قد مضى أكثر من عام على بداية الحملة الأمريكية.. أو ما يسمونه التحالف الذي تقوده أمريكا ضد الإرهابيين.. وقد كانت النتيجة أن الإرهابيين حققوا المزيد من المكاسب والتحق المزيد منهم من سائر أنحاء العالم..وخلال الشهر الأول من المشاركة الروسية.. تراجعت نفس المجموعات الإرهابية وشرعت بالهروب من سورية بالآلاف إلى تركيا ومن ثم إلى بلدان أخرى.. بعضهم إلى أوروبا.. وبعضهم إلى اليمن.. وبعضهم إلى مناطق أخرى.. هذه هي الوقائع.. الأمر الثاني يتعلق بخرافة محاربة الإرهاب من الجو.. لا يمكن محاربة الإرهاب من خلال الغارات الجوية فقط.. ينبغي أن يكون هناك جنود على الأرض.. أما الأمريكيون فيقاتلون باستخدام طائراتهم.'

وعن الدور السوري وفاعليته في سوريا، قال الأسد: 'الروس يعتمدون على القوات البرية السورية.. إنهم يتعاونون معنا.. وهكذا فإن الاختلاف الرئيسي هو أن الأمريكيين لا يتعاونون مع أي قوات برية على الأرض.. في حين أن الروس يقومون بذلك.'

الآن - سي ان ان، العربية

تعليقات

اكتب تعليقك