الراتب الحكومي تحول إلى هبة يأكلها من لا يستحق بلا مقابل.. بوجهة نظر وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 786 مشاهدات 0


القبس

2000 موظف مفقود في الأشغال!

وليد عبدالله الغانم

 

صرح مصدر مطلع بأن وزارة الأشغال اكتشفت ان هنــاك اعدادا كبيرة جدا تفوق الـ2000 موظف لم يلتزموا بالدوام منــذ عــدة أشهر، وذلك عقب قيامها بفحص سجـــلات حضور وانصـــراف الموظفـــين عبـــر نظـــام البصمــة - (الانباء 2015/11/26).
وتستمر فضائح الجهات الحكومية في التنامي بموضوع الدوام، فها هي «الاشغال» تنضم الى ركب «الكهرباء» و«الاعلام» اللتين سبقتاها في كارثة الغياب الدائم للموظفين مع تستر المسؤولين عنهم وعدم اتخاذ اجراءات بحقهم، وهو ما سبق لي ان كتبته خلال الشهر الجاري عن هاتين الوزارتين والفوضى الادارية العارمة فيهما..
من يصدق ان 2000 موظف في «الاشغال» لا يداومون اياماً واسابيع وشهورا وسنوات عديدة، والوزارة آخر من يعلم؟! اين ذهب اولئك الالفان؟ اين مواقع عملهم؟ ما وظائفهم؟ من المسؤولون عنهم؟ باي قطاعات يعملون؟ هل منهم مسؤولون ورؤساء اقسام وربما مديرون؟ هل يشرفون على عقود ومشاريع الدولة؟ هل يعملون في ديوان الوزارة ام في المواقع الخارجية؟ هل يتقاضون فوق رواتبهم بدلات خاصة ليصبح اختلاسهم لمال الدولة مضاعفاً؟ ماذا يجري في الوزارات يا جماعة؟ هل يعقل ان كل هذه البلاوي تقع في الوزارات ولا يتحرك لها المسؤولون والقياديون والوكلاء والمديرون ورؤساء الاقسام؟ هل تحول الراتب الحكومي الى عطية وهبة يأكلها من لا يستحق ولا بمقابل؟ هل عرفنا الآن سبب تردي الخدمات الحكومية وفشل المشاريع والعقود المختلفة طالما كان آلاف الموظفين يتغيبون ولا يقومون باعمالهم و«مخلين القرعة ترعى»؟!
اطالب ديوان الخدمة المدنية بوضع حد لهذه الفوضى العارمة واعلان الاجراءات القانونية الصحيحة مع تلك الفئة، التي لا ترعى حرمة رواتبها، ولا تؤدي للوطن حقه، ومحاسبة من تستر عليهم او شاركهم من مسؤوليهم في هذا الفساد الفاضح، وهذه اولى خطوات تطهير سمعة العمل الحكومي واعادة ثقة الناس فيه، فمن يتصدى لذلك؟.. والله الموفق.
اضاءة تاريخية: سنة 1941 زار التاجر المعروف مشاري هلال المطيري البحرين، والتقى بالطلبة الكويتيين المبتعثين هناك، وعلم ان رواتبهم الشهرية تأخرت عليهم، فصرف لكل منهم مكافأة خاصة قدرها 45 روبية، وكان مبلغاً كبيراً آنذاك مقابل راتبهم الشهري الذي لم يكن يتجاوز 7 روبيات.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك