عيال الوزير!

زاوية الكتاب

عن سوء وتردي حالة التعليم في الكويت - يكتب زايد الزيد

كتب 4202 مشاهدات 0

ارشيف

مع تصريح وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى خلال مؤتمر طلابي في الولايات المتحدة قبل يومين حينما قال: «لو كنت مقتدرا ماديا لقمت بتدريس أبنائي في مدارس خاصة»، فهو اعتراف واضح وصريح من قبل المسؤول الاول عن التعليم بتردي حالة التعليم في الكويت، وهذه تعد فضيحة من الطراز الأول، وليس مهما هنا رأي الوزير الشخصي بأنه يريد تعليم أبنائه في مدارس خاصة، بل المهم أن هذا الرأي خرج ممن يُفترض به ان يكون حارسا على البوابة التعليمية والتربوية في البلاد، فماذا فعل حتى ينهي حالة التردي هذه وهو يتقلد منصب المسؤول الأول عنها؟!
والحقيقة، اننا نفهم ان ينتقد أي وزير أداء وزارته فور توليه الحقيبة الوزارية، ولكن أن يأتي النقد بهذا الشكل القاسي بعد فترة زمنية طويلة نسبيا، فهذا ما لا يمكن قبوله، ناهيك عن عدم اقتران النقد بوضع خطة لانتشال الوضع التعليمي من حالة التردي الى حالة ترسم - على الأقل - ملامح التقدم، فالوزير- وغيره من الوزراء السابقين - يكتفي فقط بزياراته النشطة مع بداية كل عام دراسي للمرافق التي تخضع لسلطته ومسؤوليته، وكذلك الحال وقت الاختبارات النهائية، لكن هذا النشاط - ويؤسفنا ان نقول ذلك - لا قيمة له بدون وضع خطة علمية لانتشال وزارة التربية والمؤسسات التعليمية الأخرى التي تخضع للوزير كجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب من الامراض التي تعاني منها بشهادة العديد من الخبراء والمؤسسات ذات العلاقة ناهيك عن التجاوزات المالية والادارية التي تدون ضخامتها تقارير ديوان المحاسبة سنة تلو سنة، والغريب أيضا ان يأتي تصريح الوزير واعترافه هذا من دون وضع خطة واضحة المعالم لإيقاف هذا التردي التعليمي، والأغرب - وبعد مضي عام من توليه الوزارة منذ أكتوبر من العام الماضي - ان معالي الوزير يكتفي فقط باطلاق التصريحات النارية تصريحا تلو تصريح على مسألة هنا وقضية هناك من دون ان يقدم رؤية علمية لانقاذ التعليم من الانهيار.
الحديث عن اهمية التعليم والاهتمام به سبقنا إليه دول أخرى، فالناظر إلى حال دول مثل سنغافورة وماليزيا، سيرى أنهما كانتا من الدول المتخلفة على جميع المستويات، وبمجرد أن أتت ادارة حكومية نظيفة وواعية فيهما، اهتمتا بمستوى جودة التعليم، وما أن أتى التعليم أكله خلال مدة قصيرة، تقدمت الدولتان واصبحتا بمصاف الدول المتقدمة تجاريا وصناعيا وتنمويا.
وإزاء هذا الاعتراف الرسمي بتردي وتراجع النظام التعليمي، فاللوم - حقيقة - لا يقع على وزير التربية الحالي لوحده، فالحكومة برمتها لا توجد لديها خطة لانقاذ الكويت من حالة التردي التي تلف البلاد على جميع المستويات، وبمراجعة سريعة لأحوال الجهات والوزارات والهيئات الحكومية كافة سنعرف جيدا مدى تأخر وتراجع مستوى الأداء وانتشار الفساد وغياب الخطط، فأي تنمية منشودة في ظل غياب التخطيط؟ وللأسف - نقولها بحسرة شديدة - ان حالة التردي التي تحيط بالبلد وصلت الى مستوى خطير جدا، ومع ذلك لم نجد من يعلق الجرس!

النهار - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك