ما الذي يمنع المدارس العامة من تقديم خدمة أفضل من الخاصة ؟!.. يتسائل وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 772 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  ...ونحن نشارك الوزير آماله!

د. وائل الحساوي

 

تصريح وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى في المؤتمر الوطني لطلبة الكويت في الولايات المتحدة بالقول: «ولو كنت مقتدرا ماديا سأدرس عيالي في مدارس خاصة» هذا التصريح بالرغم من محاولة الوزير تلطيفه بقوله (برغم ان هنالك مدارس حكومية جيدة) إلا انه اعتراف ضمني بأن تعليمنا فاشل مهما حاولنا تغليفه بعبارات جميلة لكن مادام اكبر مسؤول عن التعليم يتمنى ان يدرس عياله في مدارس خاصة وليست مدارس عامة فإن الناس تتساءل عن سر ذلك التفضيل!

بالطبع فنحن لا ننكر بأن التعليم الخاص يهتم بالطالب ويقدم له تعليما افضل وانه يقلل اعداد الطلبة في الفصول الدراسية ولكن بمقابل مادي كبير ولكن ما الذي يمنع المدارس العامة من تقديم خدمة افضل مما تقدمه المدارس الخاصة او على الاقل مماثلة لما تقدمه المدارس الخاصة، وهل ما تنفقه الدولة على ميـــــزانية التعلــيم يساهم في تطويره ام ان اغلب تلك النفقــــات تذهـــــب للرواتـــب وامور تكميليـــة اخرى؟!

انا اشاهـــد الجهد الذي يبـــــذله بعض المدرســــيــــــن والمدرسات في المدارس العامة ويدفعون من جيوبهم الخاصة للاهتمام بالطلبة، ولكنهم يشتكون من قلة التقدير سواء من ادارة المدرسة او وزارة التربية، لذا تراهم ينتهزون الفرص للفرار من جحيم المدارس والتحول الى الوظائف العامة.

أما قلة التقدير فتتمثل في ظلمهــم فــــي التقـديـــــرات السنوية او عدم إعطائهم المناصب الاشرافية، او تعســــف بعض المديرين ضدهم ومحاولة تطفيشهم وبالطـــــبع فإن تردي الاوضاع العامة في الحكومة ينعكس على اداء المـــــدارس العامة ومنها الشخصانية والتسيب وكثـــرة العطـــل وقلة العمل وكثرة التذمر، وانتشار العنف بين الطلبة!! هذه جميعها معوقات حقيقية لان ينجح التعليم العام في الكويت!!

وماذا عن التعليم العالي؟!

التعليم العالي في الكويت يشتكي الاهمال الحكومي كذلك، واضرب مثلا من هيئة التعليم التطبيقي التـــــي قضـــــيت سنيّ عمري فيها، في العام 1986 اعلن الدكتور حسن الإبراهيم - وزير التعليم العالي - عن البدء ببرنامج البكالوريوس في جميع المعاهد التي تقدم الدبلوم، وقمنا في كلية الدراسات التكنولوجية بتشكيل لجان لكتابة برامج البكالوريوس ودراسة احتياجات تطبيق ذلك البرنامج!!

وفجأة جاء وزير جديد ليلغي تلك الخطط تحت مبررات واهية، ثم استمر الوضع على ما هو عليه حتى جاء الأخ الفاضل احمد المليفي وزيرا للتربية ليعطي موافقته على البدء ببرنامج البكالوريوس في هندسة الكيمياء التكنولوجية، ثم توقفت الموافقات!!

وقد بلغ عدد اعضــاء هيئة التدريس في الكلية اليوم اكثر من 550 عضواً منهم اكثر من 150 يحملون شهادة الدكتوراه، وفي الوقــت نفـــسه نرى بان الجامعات الخــاصة التي اسست حديثا تتــم الموافقـــة على برامجــها للبكـــــالوريوس بكل سهولة ويسر، بالرغم من انها لا تملك ربع مقومات كلية الدراسات التكنولوجية من مدرسين واجهزة، فهل نلوم التعليم الحكومي على تخلفه عن التعليم الخصوصي؟!

وماذا عن جامعة جابر التي تم اقرارها بقانـــــون مــــن مجلس الامة قبل عدة سنوات وكانت جاهزة للبدء، لماذا ووريت في التراب وبقيت الجامعة الوحيدة والهيئة تتحمل العبء الاكبر من الطلبة ويتكدس بها الطلبة بأعداد غير مسبوقة!!

يبشرنا الوزير بقرب انتهاء العمل بجامعة الشدادية عام 2019، ونحن نقول بأن تلك البشرى التي كانت مقبولة قبل عشر سنوات قد اصبحت من الماضي لأن جامعة الشدادية لن تستطيع استيعاب زيادات الطلبة التي وصلت إلى اعداد غير مسبوقة، هذا اذا اوفت الحكومة بوعدها ولم نر مزيداً من الحرائق بالجامعة وبالنظام التعليمي!!

نتمنى من مجلس الوزراء مساعدة الوزير ليُدخل أبناءه في المدارس الخاصة لأننا جميعاً نشاركه الاحباط من مسيرة التعليم العام في بلادنا!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك