روسيا ستكتفي باستخدام عصا الاقتصاد ضد تركيا.. هذا ما يراه ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 720 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  تركيا وروسيا حرب بلا دخان!

ناصر المطيري

 

لا أتفق مع آراء بعض المحللين الذين يقرعون بأقلامهم طبول الحرب بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الأتراك لطائرة «السوخوي» الروسية فوق جبل التركمان، مهما كانت الأجواء مهيأة ظاهريا لاحتمال وقوع حرب. ولعلي استند في رأيي الى معطيات واقعية ترجح اتخاذ كل الخطوات الانتقامية من جانب موسكو ضد تركيا وربما الوصول بالتصعيد الى حافة الحرب ومن ثم التراجع، وأول هذه المعطيات أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لو كان خيار الحرب مقدما لديه لما أقدم على اعلان العقوبات الاقتصادية على تركيا بل كان الأجدر أن يبادر الى استعادة الهيبة الروسية بعمل عسكري مباشر حتى ولو كان محدوداً.. ثم إن الظرف الدولي الراهن المتمثل بالسعي الى تكوين تحالف دولي مشترك لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لا يستوجب الدخول في حرب يصبح الكاسب الأكبر فيها هو تنظيم داعش ليبقى ويتمدد في أجواء حرب شاملة..
ومما يبعد خيار الحرب أيضا هو ارتباط تركيا بحلف الناتو وهذا الأمر في حسبان القيادة الروسية التي لن تغامر بخوض حرب بهذا الحجم ليست مضمونة لنتائج وغير معروفة العواقب وربما تتكبد مزيدا من الخسائر البشرية والاقتصادية، لذلك يصبح خيار الحرب غير ذي جدوى.. 
ولا ننسى أن موسكو تواجه أزمة تتصاعد في شبه جزيرة القرم سوف تثقل كاهلها السياسي في حال اتجهت الى شن حرب ضد تركيا..
لذلك نميل إلى القول ان روسيا سوف تكتفي باستخدام عصا الاقتصاد ضد تركيا وهي عصا مؤلمة على الاقتصاد التركي والتبادل التجاري بين موسكو وأنقرة خصوصا إذا علمنا أن 60 في المئة من الغاز التركي يتم استيراده من روسيا، ولكن في المقابل وقع هذه العقوبات ينعكس بشكل آخر على روسيا نفسها التي سوف تخسر شريكا في التبادل التجاري في ظل أوضاع اقتصادية مؤثرة على موسكو.
الضغط الروسي ومحاولات تركيا عدم التصعيد والجهود الاوروبية لاحتواء الأزمة سوف يمنح روسيا حرية حركة أكبر في الساحة السورية اذا تمكنت من تحييد تركيا في هذا المجال، وهذا سيشكل مكسبا لروسيا لو بقيت تركيا وحيدة بلا مساندة اقليمية من الدول الخليجية ذات العلاقة بالشأن السوري والمتذمرة من الوجود الروسي في المنطقة.
الحرب ستبقى كلامية بين تصعيد روسي وتهدئة تركية وعقوبات اقتصادية ومناورات سياسية لكسب مواقف على الأرض وتسجيل نقاط سياسية تحقق مصالح استراتيجية للقوى الكبرى في المنطقة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك