التوتر 'التركي – الروسي' سينعكس على الشأن السوري.. بوجهة نظر عبدالعزيز الكندري

زاوية الكتاب

كتب 737 مشاهدات 0


الراي

ربيع الكلمات  -  تركيا.. تسقط روسيا

عبدالعزيز الكندري

 

انتشر مقطع فيديو لطيار تركي وهو يوجه النداءات لطائرة أخرى اخترقت المجال الجوي التركي دون جدوى، وتبين بعد سقوط الطائرة أنها من نوع «سوخوي 24» وتتبع سلاح الجو الروسي، وقالت تركيا إنها أبلغت روسيا بأنها ستلجأ لقانون فض الاشتباك حال دخول الطائرات الروسية في المجال الجوي التركي، مع أن المناطق التي تقصفها الطائرات الروسية بعيده كل البعد عن «داعش». وذكرت تركيا أن طائرتين من نوع «أف 16» اضطرتا لإسقاط «سوخوي» بعد أن خرقت أجواءها بعدما رفض الطيار الاستجابة لعشرة تحذيرات خلال خمس دقائق، وقالت تركيا إن إسقاط المقاتلة الروسية لم يكن إجراء ضد أي دولة، لكن ذلك كان خطوة لدفاع تركيا عن سيادة أراضيها.

ومن الواضح أن التوتر الديبلوماسي هو سيد الموقف، وأن العلاقة التركية الروسية تحتاج إلى وقت حتى يتم تجاوز المرحلة الحرجة بسبب سقوط الطائرة الروسية، وقد أعلنت موسكو إنهاء علاقتها العسكرية مع أنقرة وهدد بوتين تركيا بـ«عواقب وخيمة». أما الرئيس التركي «أردوغان» قال بعد سقوط الطائرة الروسية مباشرة «إن عدم إسقاط طائرة روسية حتى تاريخ أمس، كان بسبب حسن نية وصبر ‏تركيا، لكن يجب على الجميع ألا يتوقعوا منا أن نقف مكتوفي الأيدي».

وقد قال الناطق باسم البنتاغون «بيتر كوك» بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية، إن الأجواء التركية هي أجواء الناتو، في تأكيد على وقوف دول الناتو التي تعتبر المادة الخامسة من ميثاقه على أن تعرض أي من الدول الأعضاء للاعتداء، يعني تعرض جميع دوله للاعتداء. أما الرئيس الأميركي «أوباما» أكد على دعم بلاده وحلف شمال الأطلسي «الناتو» لتركيا في حقها بالدفاع عن سيادتها الوطنية.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن تركيا وروسيا تعهدتا بالتهدئة بعد سقوط الطائرة الروسية، لكن في الوقت نفسه فإن حلف الناتو أبدى ارتياباً من تصرف تركيا والتي كادت أن تضع الحلف في أزمة. أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فأبدى «ثقته في أن تتعامل كل من روسيا وتركيا، بكل حكمة واتزان، بعد حادث إسقاط تركيا طائرة حربية روسية، انتهكت أجواءها».

ويبقى السؤال هل ستتطور الأمور وتتجه نحو الحرب؟

من النادر ومن الصعب جداً نشوب حرب بسبب إسقاط تركيا لطائرة روسية، ولأسباب كثيرة وعديدة، وخاصة أن البلدين لا يريدان هذه الحرب، فتركيا ومن خلفها الناتو، وروسيا كدولة عظمى تعاني معاناة من نزول أسعار النفط إلى هذا المستوى المنخفض، وأن الدين الروسي تجاوز مئات المليارات، علاوة على توسع روسيا في أماكن عدة في سورية والقرم، وسخط داخلي كبير بعد سقوط الطائرة المدنية فوق سيناء، وأعتقد أن أثر الطائرة المدنية يتجاوز بكثير أثر الطائرة العسكرية، وعن قريب سيجتمع الرئيسان التركي والروسي.

ولكن سينعكس هذا التوتر على الشأن السوري، وحدث هذا بالفعل حيث قامت روسيا بنشر الصواريخ البالستية على الحدود السورية التركية، في إشارة إلى تركيا التي كانت دائماً تتحدث عن المنطقة الآمنة، مما قد يصعب المسألة على تركيا، وقد تكون هناك حروب باردة بين البلدين، ولكن حتى هذه الحرب تحتاج إلى أموال ضخمة ليس بمقدور البلدين توفيرها، فتركيا تحتاجها للتنمية كما وعدت الناخبين، وروسيا تعيش أزمة اقتصادية نتيجة نزول أسعار النفط.

أما عن المستقبل السوري فمن الواضح أن الدول ستجتمع وتناقش سورية ما بعد الأسد فقد أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وجدد التأكيد على «موقف بلاده من الأزمة السورية» بأن «رئيس النظام السوري بشار الأسد لا مستقبل له في سورية»، وأن «الخيار العسكري في سورية ما زال قائما». كان ذلك في مؤتمر صحافي، عقده الجبير، مع نظيره النمساوي «سبستيان كورتس»، في العاصمة السعودية الرياض.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك