'في رحلة البحث عن السعادة' - تكتب أماني العدواني

زاوية الكتاب

كتب 1165 مشاهدات 0

ارشيفية

تعيش مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة حالة من الفراغ الفكري والضياع الأخلاقي والتيه الروحي، ما جعلها تحاول أن تملأ ذلك الفراغ وتسد ذلك الضعف بأمور غريبة ومصطلحات جديدة ومستحدثة.
فبدءا من الشعوذة التي يمارسها بعض المشعوذين ومدعي الرقية الشرعية من خلال بعض الممارسات اللاانسانية وبعض التصرفات التي لا يقبلها عقل ولا منطق.
إلى أن دخلنا وتوغلنا في دوامة علوم الطاقة  بفروعه الكثيرة، علم يفسر ويبلور ويربط كل ما يحدث للإنسان من انفعالات ومواقف  وأمراض بعلم الطاقة .
فتسارعت الأحداث وكثرت الخيارات فأصبحنا نرى اعلانات كثيرة لمواضيع غريبة و بسيطة وأحيانا تافهة، حتى أصبح كل من قرأ كتابا وكل من تعلم علما مرشد ومدرب، فأضحت مهنة من لا مهنة له .
وفي وقتنا هذا طرأت على مجتمعنا مستجدات غريبة ومصطلحات جديدة لأشخاص غزوا مواقع التواصل الاجتماعي فحصلوا على الملايين من المتابعين ، وأصبحت لهم شهرة إعلامية وحضور اجتماعي طاغي ، حتى أن وجود الواحد منهم في مكان دعائي أو مركز اعلامي أو تجاري   أصبح يقدر بآلاف الدنانير في الساعة الواحدة فقط، وحقيقة لا أعرف ما هو الشي الخارق وما هو الإنجاز العظيم الذي قدموه للإنسانية ليحظوا بهذه الشهرة وهذا الحب والاحترام حتى أصبحوا مثلا أعلى لفتياتنا وشبابنا.

فأصبحوا جميعهم باختلاف أفكارهم ومهنهم وغاياتهم يملكون العلاج الشافي واكسير الحياة والسر الواقي من جميع الأمراض، والجواب الكافي لكل تساؤل، وأصبح كل منهم يدعي الاحتراف في مجاله .
وأنا هنا لست ضد كل ما هو جديد ولكنني ضد الغلو والمبالغة لبعض الممارسين لهذه المهن والمسميات.
سأحلل الموضوع من جانب موضوعي بحت، فأفراد المجتمع البسطاء وعوام الناس يبحثون عن السعادة والعافية في البدن كانت أم في النفس، ولفراغ ما في فكرنا ولضياع ما مس مجتمعنا ، و لبعدنا عن ديننا
جعلنا من أنفسنا فريسة سهلة المنال لكل تافه وسطحي وأجوف يدعي العلم النادر، وأصبحت جيوبنا صيدا سهلا ومرتعا لأصحاب المصالح والغايات المادية.
وأنا هنا لست بصدد التعميم ، فهناك الكثير من الراقين الشرعيين الذين يشهد لهم بالأمانة والنزاهة واتباع سنة رسولنا الكريم 'ص'، وهناك الكثير ممن يعملون في مجال الطاقة و التنمية البشرية ممن يعرفون بالخلق الراقي والعلم الرزين، وهناك أيضا من نجوم التواصل الاجتماعي ممن نفع المجتمع وكان خير قدوة يحتذى بها.

أماني علي العدواني

رأي- أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك