يكتب تركي العازمي: هكذا تكون المعالجة المطلوبة لقضايانا العالقة

زاوية الكتاب

كتب 537 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  أخبار.. 'جس النبض'!

د. تركي العازمي

 

الزميل الدكتور فيصل بعث مشاركة حول «تعلَّم أن ترد ولكن دون أن تتخلى عن أخلاقك» وأعجبني رد المتنبي.

روي أن رجلاً أراد إحراج المتنبي فقال له: «رأيتك من بعيد فـظننتك امرأة.. فقال المتنبي: وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجلاً!».

فشيم الرجال لا تقبل أن تمس حدود أخلاقها وكان رد المتنبي في محله بعبارة «ظننتك رجلاً»!

نحن لو راجعنا القرارات التي تهم الشارع الكويتي للمسنا كثرة «الكبوات» التي تعرض لها حصان القرار مع احترامي للمثل الدارج «لكل حصان كبوة».

فإن كانت كل قضية تحتاج لقرار ويفشل قبل إقراره وندرجه تحت مسمى «كبوة» فهو في مجال التقييم المعنوي خطأ لكثرة المتغيرات لأصل ثابت وهو الشارع الكويتي وتعدد «الحُصن».

لاحظ «بارك الله فيك» بعض ما نقرأه من أخبار تبدأ بعبارة «أكد مصدر رفيع٬ ذكر مصدر مسؤول.. إلخ» إنها تمثل «بالونات اختبار» يقصد منها «جس النبض» لمعرفة رد فعل الشارع تجاه قرار حساس يراد اتخاذه بتردد.

ومثال المتنبي في رده قد يكون من ضمن الردود لأننا ندرس ونحلل بعيداً عن رؤية الشارع الكويتي وبالتالي الصدمة من ردود الأفعال يقابلها نفي على الفور.

لن أقول غياب الحوكمة أو الكفاءات وعدم الأخذ بعملية القياس والتقييم ودراسة الجوانب المتصلة بالأمر كرابط يثبت غياب الفكر الإستراتيجي حيث معظم الزملاء «زهقوا» من كثرة إعادتي لها، وإن كانت هي لب المشكلة ومحب لمراحل الرؤية من بداية صياغتها من الأسفل للأعلى ومراجعة تنفيذها مروراً بالتوقف الدوري لمراجعة تنفيذها لاتخاذ القرارات التصحيحية..... لهذا السبب٬ سأنقلها من جانب اجتماعي صرف متصل بالثقافة.

يبدو لي٬ أننا نخشى المواجهة عند اتخاذ أي قرار مصيري خاصة في مسألة زيادة الأسعار وخلافه من القضايا المرتبطة بعيش الرخاء الذي يحلم المواطن البسيط في تحقيقه.

مرآتنا مكسورة وتتعد الصور حسب مصدر التصريح الخاص بـ«جس النبض» ولو إن القرار ترك للدراسة من قبل مختصين وتوزع استبيانات على عينة عشوائية كبيرة العدد وقمنا بتحليلها مع الأخذ بتعليق كل مشارك لأدرك المختص سلامة القرار من عدمه يعني ردا من دون أن يتخلى المختص عن أخلاقه.

هكذا تكون المعالجة المطلوبة لقضايانا العالقة سواء كنا ننعم بفوائض مالية أو ضيق في الإيرادات يتطلب إيجاد مصادر أخرى.

وإذا كانت مرآتنا طبعت فيها الصور مسبقاً من خلال مصدر مجهول فماذا نتوقع عندها ردة الفعل؟

لذلك٬ نجد أن الرضا قد غاب عن وسيلة المعالجة حيث الانطباعات والتوقعات لم تكن ضمن أركان الوسيلة ما يشكل تجاهلاً لنظرية إدارية معلومة تنص على أن الرضا يتحقق عندما تتطابق الانطباعات مع التوقعات.

وعليه٬ أتمنى من الجميع أن «يأخذ نفساً عميقاً» وهو يقرأ خبراً نُقل «عن مصدر مسؤول»، وفي المقابل نتمنى الأخذ بالمكاشفة والشفافية في المعالجة العلمية التي يكون فيها المواطن البسيط أحد أهم أطراف العلاج كي يخرج القرار وبشجاعة إلى حيز التنفيذ دون تردد أو تخوف من ردود الأفعال التي أصبحت سمة تميزنا عن سوانا بالنسبة لطريقة اتخاذ القرار والتراجع عنه... و«قد فاز باللذات من كان جسوراً» وطبعاً الجسور هنا يُقصد به الملم بالموضوع وجوانبه.. يعني «مو على عمياه»!

إنها «فكرة» قابلة للتطبيق لو تحلينا بالنموذج الأخلاقي عند تقييم وقياس أي موضوع وهي من وجهة نظرنا «صعبة» إلا إذا غيرنا ثقافتنا من قيم ومعتقدات في جزئية كيفية اختيار طريقة اتخاذ القرارالأخلاقي، وهو ما نحن أحوج إليه في هذا الوقت من أي وقت مضى.. والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك