يكتب وليد الغانم عن حوادث سقوط المباني تحت الإنشاء

زاوية الكتاب

كتب 492 مشاهدات 0


القبس

المباني تنهار والعمال يتوفون وأنتم تشكلون لجاناً

وليد عبدالله الغانم

 

حادث أليم وقع الشهر الماضي في مدينة صباح الأحمد، بسقوط سقف أحد المساجد قيد الإنشاء على العمال، وإصابة 20 عاملاً تم نقلهم للمستشفى بإصابات مختلفة الخطورة، وقد تكررت أخيراً حوادث سقوط المباني تحت الإنشاء أو انهيارها أثناء هدمها من دون أن نعرف ماذا تم من إجراءات تجاه المتسببين في هذه الحوادث من موظفي الدولة أو من المقاولين والشركات.
السنة الماضية توفي عامل وأصيب أربعة آخرون أثناء صب الخرسانة لسقف أحد المساجد قيد الإنشاء، وأيضاً في مدينة صباح الأحمد. ثم في حادث آخر لقي عاملان مصرعهما في انهيار بناية قيد الإنشاء في منطقة السالمية. ثم بعد ذلك بشهور وقع حادث انهيار مبنى الكويتية وتوفي سائق الحفارة، وهذه هي الأخبار التي تناولتها وسائل الإعلام، ولا نعلم عما خفي علينا من مثيلاتها.
ماذا تغير خلال سنة من وقوع هذه الكوارث التي يروح ضحيتها البسطاء من العمال، ممن تركوا أهاليهم وديارهم بحثاً عن لقمة العيش ليرزحوا تحت شركات لا تتقي الله فيهم وموظفي حكومة لا يعبأون بأرواحهم، ولكونهم غرباء عن البلد فلا يتحدث عنهم نواب البرلمان، إلا من رحم ربي، لأن الأصوات الانتخابية أهم عند البعض من أصوات دعوات المقهورين في الأرض. 
بلدية الكويت - كعادتها الحميدة - قبل سنة شكّلت لجنة لدراسة أسباب انهيارات المباني، واليوم تتأسى بها «الإسكان»، فقد أعلن وزيرها عن تشكيل لجنة تحقيق بالتعاون مع وزارة الأشغال لبيان أسباب حادثة سقوط سقف المسجد في مدينة صباح الأحمد، وهكذا تحل الأمور بوجهة نظر حكومية، فالمباني تنهار والعمال يتوفون، والوزارات تشكّل لجاناً ولا ندري نتيجة أعمالها حتى تتكرر حادثة جديدة، فتقرر الوزارات تشكيل لجنة أخرى وتضيع الصقلة.
أقول للبعض من العاملين والمسؤولين في البلدية والإسكان والأشغال (لا جميعهم): تغفلون عن تطبيق القانون جهلاً وعمداً، هذا معتاد منكم، تزرقون واسطات للبنيان والمقاولين والمكاتب الهندسية مجاناً وبمقابل، فهذه أمانتكم، تتغيبون عن شغلكم وما تداومون بمكاتبكم وتقبضون معاشات فهذا بذمتكم، ولكن تذهب أرواح وتموت أنفس، وأنتم «مرتزون» في مكاتبكم، فلا أقول لكم سوى اتقوا الله حتى لا تساءلوا عنها في قبوركم، فكفاكم عبثاً واستهتاراً.
* * *
إضاءة تاريخية: سنة 1933 تم إحصاء 600 بئر في منطقة الشامية، بحسب مسؤول سياسي بريطاني، وتحمل الآبار أسماء العائلات التي حفرتها ــ الباحثة الفرنسية مونيك غانغان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك