بعض مرشحي 'التكميلية' لا توجد لديهم أي فرصة للفوز.. برأي سامي الخرافي

الأنباء

جرس  -  'مع الخيل يا شقرا'

سامي الخرافي

 

كثير منا قد سمع بالمثل ولكن الكثير لا يعرف قصته، فقد قيل: ان هناك فلاحا لديه مجموعة من الخيول الأصيلة اعتاد يوميا أن يطلقها في المزرعة الخاصة به وكانت لديه بقرة «شقرا» يحبها كثيرا وكلما أطلق تلك الخيول للجري قامت تلك البقرة برفع ذيلها وقامت بالجري بسرعة مع الخيل محاولة تقليدها فيقول الفلاح: مع الخيل يا شقراء كناية على التقليد دون وعي أو معرفة وبالعامية «وياهم وياهم» فدعونا نرى ذلك المثل على واقعنا هل ينطبق عليه؟

الرسائل التي تصل إلينا عبر الوتساب ويذكر فيها «مهم» وعندما تفتحها فإذا هي في قمة التفاهة وبلا قيمة أو مضمون ولكن الفضول هو الذي شدنا لقراءة هذا الخبر، إن أغلب الرسائل مكرر لدرجة الملل ولكن مثل ما يقول المثل: «مع الخيل ياشقرا» فتجد الكثير يعشق إرسال أي معلومة لمجرد أن يثبت أنه عارف في بواطن الأمور ولا يعلم أن تلك الرسالة قد وصلت لك 20 مرة قبل أن يرسلها لك.

في مجتمعنا ظهرت بعض السلوكيات والتصرفات التي لم تكن موجودة في السابق ولكن من باب «مع الخيل يا شقرا» مثال على ذلك: ظاهرة «الوشم» فتجدها منتشرة بين المراهقين من الجنسين متأثرين بالغرب وبلاويه، قصات الشعر والتي لم ينزل الله بها من سلطان فتجد أحدهم قاصا قصة مخففا شعره من الجهتين كأنه «حاك» شعره في سكة «ضيجة».. الخ من الظواهر السلبية.

في الانتخابات التكميلية الحالية نجد كثرة المرشحين للكرسي المشغول بعد وفاة العضو «نبيل الفضل» بشيء مبالغ فيه جدا ولكن من وجهة نظري البعض منهم ينطبق عليهم المثل «مع الخيل يا شقرا» فليس لديهم تاريخ سياسي أو قاعدة شعبية.. فبالتالي لا توجد لديهم أي فرصة ليس للفوز بل حتى صوت واحد لن يأتي به!

متابعة ممن نعتقد بأنهم لا يستحقون «متابعا» واحدا ولكن نجد أن لديه عشرات الآلاف من المتابعين وينطبق عليهم المثل «مع الخيل يا شقرا» فصدق المثل الذي يقول كل ساقط وله لاقط ويرونه نموذجا يجب أن يحذو الجميع حذوه! فإذا دخلت حسابه لمعرفة سبب إقبال الناس تجد التوافه أو الأفكار المنحرفة أو المشبوهة والتي تضل الكثير من الشباب وتجد دفاعهم المستميت عنه وتلك الشخصية قد تكون دينية أو سياسية أو كوميدية.. الخ.

وأخيرا، المثل «مع الخيل يا شقرا» فيه إسقاطات كثيرة لما هو سلبي قد يمس الفرد والمجتمع، فالواجب من الجميع أن يعي ما يقوم به من تصرفات حتى لا تحسب ضده، فاحترم ذاتك، وكن صاحب مبدأ، ولا تكن إمعة تتبع الآخرين وتسلم عقلك لهم حتى لا ينطبق عليك المثل «مع الخيل يا شقرا».