عن الاستعداد الحقيقي للقب عاصمة الثقافة الإسلامية.. يكتب محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 497 مشاهدات 0


القبس

عاضمة الثقافة الإسلامية.. كيف؟

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

عندما تختار دولة من الدول لتكون عاصمة للثقافة بشكل عام أو عاصمة للثقافة الإسلامية بشكل خاص، وهو إبراز دور الثقافة الإسلامية بصورها وأشكالها المتعددة، ولا يكون ذلك كذلك إلا بالاستعداد الحقيقي له والجاد قبل فترة من الوقت سنة، أو تتجاوزها قليلاً؛ وعلى هذا تُشكَّل فرق متنوعة من الجنسين، وبعد اجتماعات عدة تطرح فيها الموضوعات الإسلامية التي ينبغي أن تكون صميمة، ومن واقع المجتمع الكويتي وتخدم قضاياه ومشكلاته الآنية والمستقبلية، والأمر الآخر أن تُنتقى الأماكن الثقافية والعلمية والتراثية المعنية بهذا الشأن، إن وجد، ودعوتها للمشاركة في الإمكانات المتاحة لها والمستطيعة عليها.
تقدير ميزانية لهذا المشروع يقتطع منها مكافآت لأعضاء الفرق ودورها الخدمي الكبير في إنجاح المشروع، مع تذليل جميع الصعوبات المالية، التي قد يحتاجون إليها أثناء عملهم وعدم البخل بذلك، إن كانت هناك جدية في إبراز دور الكويت في مجال الثقافة الإسلامية، وبيان قدرة الدولة على ذلك بكل يسر وسهولة، من حيث إسلامية المجتمع أساساً والتعامل وفق منهجه وتعاليمه السامية الجميلة التي لا إفراط فيها ولا تفريط.
من هذا المنطلق، ووفق البرنامج الذي سيعد ــــ الذي هو أساساً من مهام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ــــ يؤمل الآتي:
ـــــ بيان مواقع الآثار الإسلامية في الكويت أيام الدولة الإسلامية وما بعدها، مثاله: كاظمة وغزوة ذات السلاسل فيها ضد الفرس، دراسة عن الآثار واللقى الإسلامية التي عثر عليها في جزيرة عكاز، مساجد الكويت القديمة وبيان تاريخها وقصص أوقافها ومجدديها ومرميها.
ـــــ المكتبات القديمة في الكويت العامة منها والخاصة، دراسة عنها وعن أصحابها وإلى أين آلت اليوم، وبيان كتبها، وأهمها.
ـــــ بيان دور الكويت وعلمائها في خدمة الإسلام والمسلمين، وحفظ الملتجئ إليهم، ومؤلفاتهم التي اشتهرت في القديم والحديث، ورحلاتهم في طلب العلم، ثم خدمة أهل بلدهم بعد ذلك والمسلمين.
ـــــ أهل الخير ودورهم الخيري الإسلامي في المعمورة، أي الأماكن والبلدان التي تصل إليها سفنهم في آسيا وأفريقيا وغيرهما.
ـــــ العلماء العرب الذين زاروا البلاد منذ بداية التأسيس حتى بداية الدولة الدستورية وبصماتهم في تلك الزيارات وبيان وسطية الشعب الكويتي من خلالها وتدينه وإسلامه.
ـــــ القضاة الشرعيون الكويتيون منذ القاضي الأول، وهو محمد بن فيروز الأشيقري والثاني أحمد العبد الجليل التميمي، ثم مرحلة القضاة العداسنة، ومن بعدهم إلى عهد المحاكم القانونية واستقلال الكويت، فلهؤلاء القضاة دورهم الكبير في رسم أمن الدولة في القضايا التي يقضون بها. فالقاضي الشرعي كان الحاكم الثاني بعد حاكم الكويت، وهو القاضي الفرد، أي ليس هناك قاضٍ غيره يحكم ويسنّ الأحكام باسم الحاكم.
ـــــ حكام الكويت لهم دورهم الإسلامي مع جيرانهم من العرب والمسلمين في كل مكان، والمصالحات التي قاموا بها وحل النزاعات والمساعدات، فلا بد من إظهار ذلك تاريخيا ووثائقياً.
وهناك موضوعات كثيرة للجادين في جعل هذه المناسبة (الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية) مناسبةً، لها قيمتها الكبيرة في هذا العام (2016).
ولا يمنع من الاستفادة من تجارب دول الخليج والدول العربية مما سبق، ومروا به أمثال إمارة الشارقة التي لها بصماتها الكبيرة في هذه المجالات، وما زالت، من خلال إعلامها المخلص الجاد في نشر الثقافة الإسلامية في الأصعدة المتنوعة كافة، والله المستعان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك