من الأولى النظر بعين الاعتبار إلى البطالة بين العمالة.. يكتب فيحان العازمي

زاوية الكتاب

كتب 777 مشاهدات 0


النهار

إضاءات  -  حكومتنا وسياسة التناقضات

فيحان العازمي

 

ماذا نقول عن حكومتنا التي نرى أنها تعيش في كوكب آخر غير الذي نعيش فيه؟ وليس أدل على ذلك من إعلان الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الدكتور خالد مهدي عن دخول 140 ألف عامل الى البلاد بدءاً من الصيف المقبل لتنفيذ مشاريع تنموية ما هو الا اعلان لتخبط حكومي واضح، بل ان دخول هذا العدد من العمالة الى الكويت هو اشبه بقنبلة ستنفجر والمتضرر الاول والاخير هو المواطن الكويتي نعم انها قنبلة تهدد جميع الخدمات التي يتمتع  بها المواطنون، نعم خدماتنا متواضعة ولا تكاد تكفي لتلبية احتياجات المواطنين وهنا نقصد بالخدمات هي الخدمات الصحية والاسكانية والتعليمية والطرق والاحتياجات الغذائية، 140 الف عامل عدد مرعب دعونا نتخيل كيف ستصبح مستشفياتنا ومراكزنا الصحية التي هي اساسا ذاك امكانيات بسيطة ومتواضعة، ألن يشكل هذا العدد الكبير من العمالة ضغطا على مستشفياتنا ومستوصفاتنا و يسلب هذا العامل او ذات حق المواطن في سرير في مستشفى او في دور لاشعة او تحاليل حيث اننا نعاني من تواضع الوضع الصحي في الكويت ودعونا نتخيل كيف ستصبح طرقنا بعد دخول هذه الاعداد الكبيرة من العمالة؟ ونحن دون هذا العدد نعاني من تخمة في شوارعنا ومن تكدس المركبات وازدحامها؟ فبوجود هذه العمالة اعتقد اننا سوف نلجأ لاستئجار طائرات هليكوبتر للوصول الى اماكن عملنا والعودة الى منازلنا، وكيف سيكون الوضع الامني بوجود عمالة كبيرة لا ترتبط معنا لا بدين مشترك ولا بعادات وتقاليد اعتدنا عليها؟ نعم ستدخل علينا سلوكياتهم الغريبة دون سابق انذار، فهل سيتمكن رجال الداخلية من احتواء ما سيصدر من هذا العدد الكبير من العمالة واين سيسكنون؟ هل سيسكن  هؤلاء العزاب بين عوائلنا وفي مناطقنا الخاصة؟ لا أعتقد أن هناك مناطق عمالية ستستقبلهم، لانه الى يومنا هذا لم نشاهد تلك المناطق العمالية التي تحدث عنها المسؤولون في العديد من المناسبات، نعم ان هؤلاء العمال الذين سوف يدخلون الكويت في الصيف القادم ما هم إلا قنبلة ستنفجر وتخلف وراءها عجزا حكوميا يضاف الى سلسلة التخبطات الحكومية المستمرة والتي مازالت تؤرق المواطن الكويتي وتؤلمه وتعرضه للكثير من المصاعب اليومية في حياته لا ندري ما هو تعليق النواب على هذا التوجه، ولكننا تعودنا منهم ان يقولوا سمعا وطاعة للحكومة ولم نر منهم اي مواقف جادة تحمي وتراعي مصالح المواطن الذي انتخبه واوصله الى قبة عبدالله السالم.
انه كان من الأولى النظر بعين الاعتبار إلى حجم البطالة الظاهر بين العمالة وضرورة استغلالهم حيث يعاني الكثير من العمالة المخالفة التي دخلت عن طريق تجار الاقامات من البطالة المقنعة، فيجب دراسة واحتواء هؤلاء المخالفين ودمجهم في أعمال تعود بالنفع عليهم وعلى الوطن بفائدة بدلاً من إرهاق الكويت بالمزيد من الأعداد منهم مما يزيد من العبء على الدولة ومؤسساتها.
حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك